هي كانت متوقعة منذ شهور طويلة مضت لأن الحكومة اليمنية روجت لها كثيرا وهيئت شعبها تماما لاستقبالها وبالتالي عدم ضمان ممانعتها أو الاعتراض عليها وعدم قدومه على القيام بأي رد فعل تجاهها. فحكومة ( الوفاق) التي ولدت والفشل توام لها افتعلت الأزمة أزمة المشتقات النفطية منذ مطلع شهر مايو الماضي واستخدمت عدة طرق لاستحكامها منها ضخ المشتقات النفطية إلى الأسواق بالقطارة ومنعه عن مناطق كثيرة من بعض المحافظات يعني أخلقت أزمة من العدم ودفعت المواطنين للوقوف في طوابير طويلة ولأيام متتالية أمام محطات المحروقات ودفعته لشراء البترول والديزل من السوق السوداء بأضعاف أسعاره الرسمية وبمعنى آخر أكثر وضوحا أنهكت المواطن إلى درجة تمنيه توفر المحروقات وبالسعر الذي تحدده هي. واليوم وعندما قررت تنفيذ إكرامية أقصد جرعة العيد اختارت توقيت تنفيذها بعناية فائقة تحسد عليها فبالإضافة إلى نتاج نحو ثلاثة شهور من الإرهاق والتعب والمعاناة الذي لحق بشعبها استغلت خلو عواصمالمحافظات ومعظم المدن الكبيرة من أعداد كبيرة من سكانها بسبب مغادرة الكثير منهم إلى مناطقهم الريفية لقضاء عطلة العيد وذلك تحسبا لأي ردود فعل غاضبة من فبل الشعب المنهك جدا الذي كما أسلفت كان منتظر وبشغف لا يوصف توفر المحروقات والحصول عليها بيسر بعيدا عن الطوبرة والشحططة وبأي سعر كان المهم توفرها. علما إن الحكومة اليمنية الوفاقية كانت تعد عدتها منذ وقت مبكر لتجريع شعبها هذه الجرعة الكبيرة جدا بدليل أنها عملت على تسريب أخبارا بين الحين والآخر عن إفلاسها وخلو خزينتها من السيولة النقدية وإعلان أو بالأحرى التهديد بعدم قدرتها حتى على دفع رواتب موظفيها تقول ذلك تزامنا مع إنفاق غير رشيد من قبل أعضائها وسفريات متواصلة لكبار قومها وعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل تحت مسميات مختلفة ناهيك عن الهبات والمساعدات والمشتروات غير الضرورية وغيره من أوجه الصرف والإنفاق خارج نطاق الموازنة والقانون النائم نومة أهل الكهف في حياض دولة القبيلة والفساد والفوضى والعشوائية .
وعلى الرغم من حنقي الشديد منها وخوفي الشديد مما سيترتب على تلك الجرعة السعرية الكبيرة المنفذة على المشتقات النفطية من عواقب وانعكاسات سلبية اليوم وغد وبعد غد ستلقي بثقلها على كاهل المواطن الغلبان دون سواه إلا إنني أسجل إعجابي الشديد بمهارة الحكومة والأحزاب السياسية المتحاصصة في السلطة والحكم على أسلوبها الجديد في إعداد وتهيئة الشارع للجرعة المذكورة وطريقة تنفيذها ومن ثم تمريرها وإقناعه بالقبول بها كأمر واقع لا مفر منه وأسجل إعجابي الأكبر لها على ما تمتعت به من جرأة وشجاعة. غير مسبقوتين في تاريخ الحكومات اليمنية الأحادية والائتلافية التشكيل بتنفيذ جرعة سعرية بواقع 100% في بلد فقير وعلى شعب يعد من أفقر شعوب المعمورة.
وما أثارني بحق هو ردة الفعل الخجولة جدا من قبل الشعب المستهدف بالجرعة القاتلة تلك ربما إن الشارع الذي كما قلت كان متوقع حدوثها تعرض لصدمة قوية أفقدته الحركة من هول حجمها( الجرعة) على اعتبار إن الزيادة كانت كبيرة جدا بنسبة100% وهو مالم يكن في حسبانه أبدا.
وعلى الرغم من ذلك تؤكد مؤشرات قياس حركة وتحركات الشارع اليمني إن المواطن بدأ متأخر يفوق من الصدمة الشديدة التي تعرض لها وأعداد نفسه للتحرك الهادف لرفض الجرعة من خلال تنفيذ فعاليات مختلفة أتمنى إن تثمر وتنجح في إرغام حكومة النفاق على التراجع عنها أو تعديلها على أقل تقدير.