رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تعرف على أبرز المعلومات عن قاعدة "هشتم شكاري" الجوية التي قصفتها إسرائيل في أصفهان بإيران    أمن عدن يُحبط تهريب "سموم بيضاء" ويُنقذ الأرواح!    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    حالة وفاة واحدة.. اليمن يتجاوز المنخفض الجوي بأقل الخسائر وسط توجيهات ومتابعات حثيثة للرئيس العليمي    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    ايران تنفي تعرضها لأي هجوم وإسرائيل لم تتبنى أي ضربات على طهران    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    برشلونة يسعى للحفاظ على فيليكس    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الرد الاسرائيلي على ايران..."كذبة بكذبة"    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    اشتباكات قبلية عنيفة عقب جريمة بشعة ارتكبها مواطن بحق عدد من أقاربه جنوبي اليمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رهانات الحرب بين إسرائيل وحزب الله
نشر في عدن الغد يوم 04 - 08 - 2014

تجد إسرائيل صعوبة في تقبل حقيقة أن حزب الله تتعاظم قوته السياسية والعسكرية تحت أعينها دون أن نستطيع الحد من هذه القوة، وبالتالى فإنها مضطرة اليوم لدفع ثمن حرب تخوضها ضد حزب الله وتدور فيها، قبل أن تضطر لدفع الثمن أضعافاً مضاعفة في المستقبل إذا انتظرت أكثر من ذلك لتشن حرباً ضده، وذلك في ضوء استمرار تطوير بنيته العسكرية كمياً ونوعياً، وتزايد سيطرته على الساحة السياسية في لبنان. واتساع نفوذه في الدائرة الإقليمية وما وراءها. ولأن حرب مع إيران حتمية من وجهة النظر الإسرائيلية لمنعها من استكمال برنامجها النووى العسكرى، ولأن اشتراك حزب الله في هذه الحرب إلى جانب إيران يعتبر يقينيا في النظرة الإسرائيلية، وحتى تتجنب إسرائيل خوض حرب على جبهتين في وقت واحد - أحدهما ضد إيران والأخرى ضد حزب الله مع استبعاد سوريا - فسيتعين على إسرائيل أن تبدأ بتدمير الحلقة الأضعف في هذه السلسلة الثلاثية، وهى حزب الله أولاً، حتى تتجنب شروره عندما تبدأ الجولة الأخطر مع إيران. واضعة في اعتبارها أن كلا من إيران وسوريا من يتدخلا لصالح حزب الله في حالة توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضده. من هنا تبرز أهمية تفكيك إسرائيل للسلسلة الإقليمية التى تعتمد عليها إيران، وتضم سوريا وحزب الله وحماس إلى جانب إيران. فإذا ما نجحت إسرائيل بعد ضرب وتدمير حزب الله في توجيه ضربة قاصمة ضد المنشآت النووية الإيرانية - بمفردها أو بالاشتراك مع الولايات المتحدة - فإنها تكون بذلك قد نجحت في ردع باقى الأطراف في هذه السلسلة وأهمهم سوريا وحماس.

يؤكد هذه الرؤية الإسرائيلية ما أكده أكثر من مسئول إسرائيلى من أنه إذا لم تتراجع إيران عن برنامجها النووى العسكرى، فإنه يتعين على إسرائيل توجيه ضربة جوية تدمر بها منشآتها النووية. أما فيما يتعلق بحتمية الحرب ضد حزب الله وقد أشار لذلك الوزير الإسرائيلى يوسى بليد في تصريحه: "إن حربا جديدة في عينان حتمية، لأن أداء كل من إسرائيل وحزب الله سيؤدى بالقطع إلى حرب بين الجانبين، لأن المسألة هى مسألة وقت لا أكثر". وأرجع بليد تقنن في حتمية نشوب الحرب إلى أن لبنان هى الدولة الوحيدة في العالم التى يوجد فيها تنظيم عسكرى غير خاضع وغير ملتزم بمؤسسات الدولة الرسمية، وأن حزب الله بشكله التنظيمى السياسى والعسكرى صار جزءً من منظومة الحكم في لبنان وخارجاً عن سيطرتها في ذات الوقت، حيث يتلقى توجيهاته من مصادر دعمه في سوريا وإيران، وبذلك تحولت لبنان إلى دولة شبيهة بإيران. وعبر بليد عن أهمية وصول القوات البرية الإسرائيلية إلى مواقع صواريخ حزب الله وتدميرها. لذلك لم يكن غريباً أن تبعث إسرائيل رسالة تحذير إلى سوريا حملتها فيها المسئولية المباشرة عن أى هجوم صاروخى عن حزب الله، متوعدة في هذه الحالة باستهداف سوريا وإعادتها إلى العصر الحجرى، وأن إسرائيل تعتبر حزب الله بمثابة فرقة من الجيش السورى تشكل مفرزة متقدمة مدفوعة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، كما تعتبره - أى حزب الله - أحد فرق الحرس الثورى الإيرانى نقلت الدفاعات الإيرانية إلى حدود لبنان مع إسرائيل. لذلك هددت إسرائيل بضرب جميع منشآت البنية الأساسية اللبنانية- مطارات، موانئ، محطات طاقة، مخازن، وقود، جسور. إلخ - إذا ما تجرأ حزب الله وخلق صواريخه على إسرائيل. محذرة من أن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة سوريا إذا تعرض العمق الإسرائيلى للحظر. أما وزير الخارجية الإسرائيلية (لأفيجدور ليبرمان) فقد حذر الرئيس السورى بشار الأسد بأنه يلعب بالنار، وأنه في حالة اندلاع حرب فإن نظام الأسد سيسقط.
- أما رهانات حزب الله - وهى ذات الوقت رهانات إيران - فتتمثل في أن حربا استباقية يشنها حزب الله ضد إسرائيل ستضعف من قدرة الأخيرة على ضرب منشآت إيران النووية. وتنتهض استراتيجية حزب الله على ثلاث أبعاد تتمثل في أولاً: الدفاع في العمق وما يعنيه من نفس طويل في القتال والصمود وتقبل الخسائر. ثانياً: الاستمرار والقدرة على البقاء حيا، لأن ذلك في حد ذاته يعتبره انتصاراً وربحاً مهما اشتدت خسائره وخسائر الشعب اللبنانى. ثالثاً: القصف الصاروخى المستمر طوال فترة الحرب، والذى يصيب كل العمق الإسرائيلى، وما يشكله ذلك من خسائر بشرية لا تتحملها إسرائيل، ويجبرها على إيقاف الحرب. ولكى يتمكن حزب الله من تنفيذ هذه الاستراتيجية - التى هى إيرانية في الأصل - مستعين عليه أولاً أن يتخلص من التزاماته إزاء الدولة اللبنانية، بانسحابه من التحالف الحكومى القائم.
ومن هنا جاءت إثارته لقضية شهود الزور في موضوع اغتيال الشهيد رفيق الحريرى، وتخلى لبنان عن المحكمة الدولية للتحقيق في هذه الجريمة. وما يترتب على انسحاب وزراء الحزب والمعارضة من الحكومة ومجلس النواب، وبالتالى خلق فراغ سياسى يعطى حزب الله حرية التصرف على الشارع اللبنانى، واتخاذ قرار الحرب مرة ثانية بعد استفزازها بطريقة أو بأخرى لدفعها للهجوم عليه، وبالتالى إعطائه الفرصة لإطلاق آلاف الصواريخ على المدن والأهداف الإسرائيلية تنفيذاً للخطة الإيرانية. ومن هنا يمكننا أن نفهم مغزى زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للبنان مؤخراً، وذلك دعماً لسياسة حزب الله في خطواته السياسية الداخلية القادمة، والتى تمهيد لوقوع السيناريو العسكرى المخطط، لاسيما وأن نجاد يعتبر الجنوب الللبنانى بمثابة حدود إيرانى مع إسرائيل.
- شكل الحرب القادمة:
في دراسة مطولة أعدها جيفرى وايت المدير السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية (DIA) أكد أن الحرب القادمة بين إسرائيل وحزب الله ستغير كل المنطقة، ولن يشبه الصراع كثيراً حرب 2006 حيث سيتسع مسرح العمليات الحديثة 64,000 كم2، منها 10,000 كم2 في لبنان، 20,000 كم2 في إسرائيل، وأجزاء من سوريا 185,000 كم2. مشيراً إلى أن نهاية الأعمال الحربية في عام 2006 شكلت نقطة بداية التحضيرات العرب المقبلة من قبل الطرفين. وأن الطرفين يستخدمان أسلوبا هجومياً بالنظر إلى المواجهات السابقة - ويضيف وايت أنه لا يتنبأ، بل يتوقع أن يتركز القتال على الحدود الشمالية لإسرائيل وفى جنوب لبنان، مع عدد من المسارح القانونية للمواجهات، مشدداً على أن حزب الله سيحاول صد الهجوم البرى الإسرائيلى في جنوب لبنان بشراسة، فيما سيحاول الجيش الإسرائيلى الوصول إلى الليطانى، وإلى ما بعد اللطيانى حيث تتركز صواريخ حزب الله.
وفى محاولة لتصوير فداحة الخسائر اللبنانية المتوقعة في أية حرب، قال وايت "إن إسرائيل ستعمد إلى حرق العشب في لبنان بدلاً من تشذيبه"، ولفت إلى أن الحسم في الحرب سيكون عن طريق الاجتياح الإسرائيلى البرى. ورغم أن الجيش الإسرائيلى أتم استعدادته للقتال في المدن والمناطق الآهلة بالسكان عوضاً عن القتال في المناطق المفتوحة، فإن الجيش الإسرائيلى من المتوقع أن يتكبد خسائر لا يستهان بها في الحرب المقبلة، معتبر أن حزب الله سيحاول امتصاص الهجوم الإسرائيلى البرى، لكنه لن يتراجع، وستكون معركة الجنوب حاسمة. وتشير التوقعات الإسرائيلية إلى أن حزب الله سيعمد إلى إطلاق 500- 600 صاروخ يومياً في اتجاه إسرائيل، وأن تقنية معظم الصواريخ التى بحوزة حزب الله اليوم أصبحت أفضل مما كانت عليه في عام 2006.
وأضاف وايت أن على عكس عام 2006، فإن إسرائيل ستعمل على تدمير البنية التحتية المدنية اللبنانية لتحميل الحكومة اللبنانية مسئولية أعمال الحرب، بحكم مشاركته في هذه الحكومة، وبيانها الذى أعلنت فيه تمسكها لسلاح المقاومة وحمايته والحق في استخدامه عند وقوع اعتداء على لبنان. وخلص وايت إلى القول إن سيناريوهات الحرب ثلاثة، وهى تتضمن الحسم، أو تعب المقاتلين، أو الحل المفروض. أما الحسم فلا يمكن لإسرائيل إلا أن تحققه، وهو ما يعنى إنهاء خطر حزب الله المسلح وإخلاء شروطها لإنهاء الحرب. وأما في الخيارين الثانى والثالث، فستكون النتيجة عبارة عن فوضى، مثل نهايتى حرب 1973، 2006، حيث سيعمل المقاتلون على الاستعداد لحرب أخرى مقبلة.
أما "اندرو إكسوم"- الضابط السابق في الجيش الأمريكى، وخدمه في العراق وأفغانستان، وحالياً زميل في مركز الأمن الأمريكى الجديد - فيقول "أنه من غير الواضح كيف أن حرباً أخرى ستؤمن لإسرائيل سلاماً أفضل من الذى تتمتع به حالياً على طوال الحدود اللبنانية المتوترة، ولكن الهادئة إلى حد كبير. وبغض النظر عن مدى استنزاف قوة حزب الله في نهاية حملة مطولة، فإن قيام مستقبل تكون فيه إسرائيل قد احتلت مرة أخرى جزء كبيراً من لبنان سيكون كابوساً استراتيجياً. ففى أعوام 1993 و1996، 2006 اتبعت إسرائيل استراتيجيات اعتمدت على القوة اللوجستية لخلخلة القوة القتالية لحزب الله، من خلال استعمالها سلاح الجو والمدفعية، والعمليات القتالية البرية في عام 2006 ولإضعاف حزب الله سياسياً، وقد فشلت إسرائيل في كل حالة لأنها أساءت فهم طبيعة القوة السياسية والعسكرية لحزب الله. فلقد نجح حزب الله في القتال من خلال تبنيه منهج شامل للحرب. ففى الأعوام 1993، 1996، 2006 استغل الحزب الخطط غير الحركية للعمليات مثل الدعاية وتوفير الخدمات الاجتماعية لضمان تعزيز موقفه السياسى، وليس إضعافه، رغم العقاب الكاسح الذى استوعبته عناصر حزب الله أثناء القتال. ومن غير المحتمل أن تستطيع إسرائيل كسر حزب الله كقوة عسكرية في لبنان أو إضعافه سياسياً. ومن الصعب أيضاً تصور قيام نتيجة يتوقف فيها حزب الله عن كونه العنصر العسكرى البارز في لبنان، أو يكون فيها موقفه بين مؤيديه الشيعة الأساسيين معرضاً للتهديد في أية حالة. ويجدر بنا أن نذكر أيضاً أن حملات العقاب الإسرائيلية السابقة قد أثارت في الواقع دعماً شعبياً للجهود المسلحة التى يقوم بها حزب الله". ثم يضيف اندرو إكسوم قائلاً: "إن شن حرباً برية كثيفة في لبنان لا يزيد من عزلة إسرائيل دولياً. فلبنان ليست غزة ولا يمكن عزلها عن الإعلام الغربى والعربى. وأن الموت الحتمى للمدنيين وقوات اليونوفيل - والتى تم تعزيز عددها حالياً بست أضعاف عما كانت عليه في جنوب لبنان عام 2006 - يمكن أن يساهم في تقويض صورة إسرائيل في الإعلام وإضعاف مكانتها الدولية. وسيتحمل الجيش اللبنانى أيضاً المزيد والمزيد من الإصابات لأنه سيشارك على الأرجح في القتال مضطراً، حيث أن غالبية الوحدات المنتشرة في الجنوب تتكون من المقيمين في تلك المنطقة الذين لهم مصلحة خاصة تحتم عليهم الدفاع عن منازلهم وقراهم". ويقترح إكسوم بديلان أمام إسرائيل: "الأول هو الحفاظ على الوضع الراهن، لأن الردع هو استراتيجيته للسلام. ورغم أن حزب الله قد لا يسعى لتحقيق السلام على المدى الطويل، إلا أنه من الواضح أن الحزب يحاول إثناء إسرائيل عن الهجوم على لبنان من خلال التلويح الحقيقى باستخدام القوة الصاروخية، وتعقل إسرائيل نفس الشئ فيما يتعلق بأراضيها". أما البديل الثانى الذى يطرحه إكسوم فهو "شن حملة عقابية أخرى ضد حزب الله والشعب اللبنانى. إلا أن مثل هذه الحملة لن تؤدى إلى جلب سلام إلى إسرائيل أفضل من ذلك الذى تتمتع به حالياً، بل ستساهم في الواقع في عزل إسرائيل دولياً بصورة أكثر مما هى عليه الآن، بدلاً من ذلك ينبغى على إسرائيل - كما قامت بالفعل - أن تواصل تنفيذ الردع الذكى من خلال توصيل رسالة مسبقة حول ما يمكن أن يحدث إذا ما اندلع صراع جديد. أما إذا وقعت الحرب بالفعل، فإنه ينبغى على إسرائيل أن تتحلى بضبط النفس وتتبع أهدافاً يمكن تحقيقها، وهو ما يعنى حرباً أصغر نطاقاً وأقصر زمنياً لإضعاف القدرات العسكرية لحزب الله وليس محوها. فحرب واسعة لن تكون في صالح إسرائيل أو لبنان أو الولايات المتحدة - لكنه في الحقيقة قد يكون ذلك المسار هو الطريق الذى نتجه نحوه المنطقة".
- هل الحرب لا مفر منها، وما مبرراتها.؟:
يقول دافيد شينكر - المسئول السابق بمجلس الأمن القومى الأمريكى، والخبير حول سوريا ولبنان بمعهد واشنطن حالياً - "أن الحرب لا مفر منها، ومن السهل رؤية كيف يمكن أن يتدهور الوضع. فقيام حزب الله بالانتقام من إسرائيل رداً على اغتيال قائده العسكرى عماد مغنية عام 2008 يمكن أن يشعل حرباً. كما يمكن أن يكون الأمر كذلك إذا أطلق حزب الله صواريخ انتقاماً من غارات جوية إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية. كما أن نقل التكنولوجيا السورية الحساسة إلى حزب الله يمكن أن يعجل بضربة عسكرية إسرائيلية. وحتى لو استمرت إسرائيل بمحاولاتها نزع فتيل التوتر بشمال البلاد، إلا أنه نظراً لدور طهران المركزى في تحديد سياسات حزب الله، ربما يكون اندلاع حرب لبنان ثالثة أمراً لا مفر منه".
ويضيف شينكر "إن حزب الله يملك الآن ما يزيد على 40,000 صاروخ وقذيفة، وهناك بعض الصدى لتهديدات نصر الله، ومما يزيد حدة التوتر التقارير التى تفيد بأن سوريا زودت الحزب بصواريخ أرض / أرض متقدمة (م- 600) والذى يصل مداها إلى 250 كم، وصواريخ أخرى أرض/ جو (ايجلا) التى يمكنها إسقاط المروحيات والمقاتلات التى تهاجم على ارتفاعات منخفضة. وقد سبق أن أوضح مسئولون إسرائيليون أن تقل هذه المعدات للحزب هو خط أحمر، وانتهاكات للتفاهمات غير المكتوبة، وبالتالى مبرراً للحرب.
ويبدى شينكر شكوكاً في احتمالات أن تقدم سوريا دعماً عسكرياً لحزب الله في حالة وقوع مواجهة عسكرية بينه وبين إسرائيل، بعد أن تحسنت علاقاتها السياسية نسبياً مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وإن كانت سوريا ستتعرض لضغوط كبيرة من إيران والقوى الراديكالية في العالم لمساندة حزب الله. كما سينعقد حزب الله دعم وتأييد القوى السنية في لبنان والعالم العربى التى كان يتمتع بها في حرب صيف 2006، نتيجة سياسته الداخلية المتهورة ضد جماهير السنة في لبنان، وكان أبرزها سيطرته على بيروت في أعقاب حرب 2006، واجتياحه بيروت عسكرياً في 7 مايو 2008 وتدميره منشآت إعلامية لحزب المستقبل السنى وقتله أعداداً من السنة في بيروت والجبل، إلى حايف اعتراضه بتهريب السلاح بواسطة عناصره إلى داخل مصر واعتقالهم بواسطة السلطات المصرية، وهو ما يؤكد الهوية الإيرانية للحزب وينفى عنه الهوية اللبنانية والعربية، خاصة بعد أن اعترف أمينه العام حسن نصر الله بتبعيته للولى الفقيه في إيران.
ويختم شينكر حديثه بأنه من السابق لأوانه التكهن بتوقيت الحدث التى يطلق الزناد، وإن كان هناك شعوراً متزايداً على الحدود الشمالية لإسرائيل بأن الحرب تقترب لا محالة، وقد يكون لدى إيران مصلحة في احتفاظ حزب الله بترسانته الصاروخية حتى تحين لحظة استخدامها ضد إسرائيل إذا ما شنت هجومها المتوقع ضد المنشآت النووية الإيرانية، عند ذلك يمكن تشتيت جهود إسرائيل العسكرية بين حزب إيران وحزب حزب الله. لذلك فإن توقيت الحرب على حدود إسرائيل الشمالية ستحدده إيران بتعديها الخطوط الحمراء فيما يتعلق بعمليات تخصيب اليورانيوم التى تجريها بنسبة 20%، وتكوين مخزون من اليورانيوم المخصب يمكنها من امتلاك سلاح نووى.
أما "أندرو تابلر" الباحث في معهد واشنطن فإنه يعترف بأنه تدفق الأسلحة ذات التقنية العالية من سوريا إلى حزب الله، ومنها صواريخ يمكنها إصابة مفاعل ديمونة في جنوب إسرائيل وتلويث مدن كثيرة في إسرائيل إذا ما زودت برؤوس كيماوئية أو رؤوس ملوثة بإشعاعات نووية (ما يطلق عليه القنبلة القذرة)، يمكن أيضاً أن تعطى مبرراً لإسرائيل بشن ضربة استباقية ضد حزب الله، هذا فضلاً عن المعلومات التى تشير إلى أن إيران تبنت ودربت خمس كتائب كوماندوز لحزب الله - تعادل خمس لواءات صغيرة - مهمتها أثناء الحرب دخول شمال إسرائيل وتخريب منشآت استراتيجية واحتلال مدن وقرى إسرائيلية بينها - مستعمرة نهاريا - أو أجزاء منها لإتمام الجيش الإسرائيلى على التراجع والعودة بعد دخوله لبنان. ويزيد من قلق إسرائيل المعلومات التى تفيد بقيام سوريا بتدريب عناصر من حزب الله على استخدام الصواريخ أرض/ جو المحمولة على الكتف (ايجلا)، وصواريخ بحرية SS-N-26 يمكن تحميلها على سفن سطح تشن هجمات ضد السفن الإسرائيلية الحربية والتجارية، وهو ما هدد به فعلاً حسن نصر الله مؤخراً، هذا إلى جانب حصول الحزب أيضاً على عدد من الطائرات بدون طيار الإيرانية (مهاجر) وهى الأكثر تطوراً من الطائرة (مرصاد) التى سبق للحزب استخدامها في حرب 2006 وأسقطتها المضادات الإسرائيلية، حيث يمكن تزويدها بقنابل مشعة (قذرة)، وتمتلك فيها إيران أعداداً كبيرة، وهذا ما يعنيه من حسن نصر الله بقوله (أسلحة تغير وجه المنطقة) و(بزوال إسرائيل).
ومن المعروف أن إيران تشارك في تجهيز وإعداد حزب الله للحرب القادمة بواسطة مئات من ضباط الحرس الثورى العاملين في "فيلق القدس" المسئول عن العمليات الخارجية لإيران، بالإضافة لعناصر من المخابرات الإيرانية والمهندسين الذين شاركوا في بناء شبكة واسعة من الإنفاق والتحصينات تحت الأرض شمال وجنوب نهر الليطانى بجنوب لبنان، وإعداد غرف عمليات ميدانية في الجنوب والبقاع في مناطق النبطية والهرمل ومشقرة في البقاع الغربى، وترتبط الخطوط الدفاعية - فوق وتحت الأرض - التى بناها الإيرانيون بشبكة طرق عسكرية سريعة لا يستخدمها حزب الله إلا في وقت الحرب فقط، كما نشر حزب الله أيضاً بمساعدة إيران شبكة اتصالات عسكرية لحزب الله، لا تملك إسرائيل رفاهية الانتظار على زيادته أكثر من ذلك لأنها قد لا تستطيع تحمل التغلب عليه مستقبلاً، مما يدعو إلى تدمير وإجهاض خطط تطويره مبكراً. وهذا هو السبب في التحذير السرى الذى وجهته إسرائيل عبر وسطاء إلى سوريا، ومفاده أنها سترد على الهجمات الصاروخية لحزب الله بهجوم انتقامى فورى ضد سوريا نفسها، لأنها - أى إسرائيل - تعتبر حزب الله جزءاً من الجيش السورى، وأن الأعمال الانتقامية ضد سوريا ستكون مدمرة وستشمل محطات الطاقة والموانئ والمطارات ومخازن الوقود وكل أهداف بنيتها الاستراتيجية.
- حرب الإنفاق واختطاف الرهائن:
ومما يزيد من مخاوف إسرائيل من تطوير البنية العسكرية لحزب الله وبالتالى يعجل من توقيت ضربتها ضد حزب الله، ما كشفت عنه المخابرات الإسرائيلية حول صفقة معدات هندسية بقيمة 13 مليون دولار عقدها حزب الله مع شركة KMD Korea Mining) (Development Corporation من كوريا الشمالية بتمويل من الحرس الثورى الإيرانى، لتوريد معدات هندسية ثقيلة متقدمة لحفر أنفاق في الجبال، مع برنامج لتأهيل ونقل التكنولوجيا الكورية للكوادر الهندسية التابعة لوحدة "جهاد البناء" في حزب الله لتشغيل هذه المعدات المتطورة. وتتوقع إسرائيل أن يتم شق هذه الأنفاق في المناطق التى زارتها مجموعة من 6 أفراد من الشركة الكورية شملت مرتفعات بجنوب لبنان وأراضى تقع بمنطقة جرود الهرمل على الحدود اللبنانية السورية، حيث يتوقع أن يتم حفر أنفاق وبناء مواقع التخزين وإطلاق الصواريخ من تحت الأرض. ولقد بدأ بالفعل صفر الأساسات لهذا المشروع في عشرات المواقع الجبلية المحصنة أمام القصف الجوى لمستودعات منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. كما أفادت المعلومات أن حوالى 6 مليون دولار من مجمل الصفقة ال 13 مليون سيتم تسليمها للجانب الكورى من قبل عناصر لبنانية وإيرانية، إما في الصين أو تايلاند، على شكل محوران كوكايين وهيروين ليسوقها الكوريون بدورهم في أسواق شرق آسيا، حيث تقدر القيمة الفعلية للمخدرات بعشرة ملايين دولار.
وتوجد مخاوف في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من احتمال قيام حزب الله بشق أنفاق بين لبنان وإسرائيل يمكن من خلالها شن هجمات ضد مستعمرات وتجمعات إسرائيلية في شمال إسرائيل - مثل تجمع شلومى الذى يبعد 5 كم من الحدود، أو مستعمرة ناهاريا - أو ضد نقاط عسكرية تابعة للجيش وخطف جنود وتهريبهم عبر الأنفاق إلى جنوب لبنان للاستفادة بهم كرهائن، أو الدخول في منازل الإسرائيليين في هذه المستعمرات والتحصن بداخلها مع ساكنيها واتخاذهم رهائن حتى تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. كما تتخوف القيادة الإسرائيلية من استخدام حزب الله لهذه الأنفاق لزرع متفجرات تحت أو بمحاذاة النقاط والطرق التابعة للجيش الإسرائيلى، مستفيداً من تجربة حماس عندما نجحت في تفجير نفق تحت نقطة حراسة للجيش الإسرائيلى جنوب غزة. ومن ثم فإن أى هجوم مستقبلى لحزب الله لن يقتصر على إطلاق الصواريخ، ولكن أيضاً الانتقام لمقتل قائده العسكرى عماد مغنية، بخطف شخصية عسكرية إسرائيلية توازى مغنية في وزنه العسكرى.
وفى المقابل أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن تدريبات القوات الخاصة الإسرائيلية شملت في جانب منها التدريب على سيناريو القيام باختطاف قيادى مهم في حزب الله.
وقد أنهت وحدة (شاحن) الاستخباراتية الميدانية الإسرائيلية تدريباتها على كيفية الوصول إلى العمق اللبنانى وجمع معلومات عن قيادات رئيسية في حزب الله تمهيداً لاستهدافها بالخطف أو الاغتيال في حرب قادمة.
وشملت التدريبات تنفيذ مهام تخريبية واغتيالات وخطف داخل لبنان خلال فترة حرب قاسية، وعمليات توغل داخل قرى وبلدان الجنوب وجمع معلومات عن أنشطة حزب الله واستعداداته لهذه الحرب القادمة، ومحاكاة سيناريو تحديد موقع مجموعة من مقاتلى وقادة الحزب وخطفهم ونقلهم بواسطة المروحيات إلى داخل إسرائيل، أو نقلهم بواسطة الطائرات الإسرائيلية إذا تعذر اختطافهم. وقد أكد قائد هذه الوحدة المعروف بالاسم الرمزى (موتى) "إن الانتصار المؤكد في الحرب المقبلة سيتوقف كثيراً على نجاحنا في الوصول إلى قيادات حزب الله وناشطيه الرئيسيين" وأضاف: "في الحرب القادمة يجب أن يكون النصر حاسماً وقوياً ومن دون تردد حتى نحصل على نتائج مضمونة وحاكمة أيضاً.
وتعتقد المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أن حزب الله قد طور شبكة أنفاقه لتفوق بقدرة عملها ونجاحها التى استخدمها في حرب يوليو 2006 أضعاف المرات. وفى هذا الصدد يقول جابى اليميلخ قائد قسم التدريبات في وحدة (جيفى): "إن التدريبات على حرب الإنفاق ستساعد الجيش على إحباط خطط حزب الله في استخدام هذه الأنفاق، شريطة نجاحنا في وضع يدنا على خريطة تشمل مواقع الأنفاق التى شقها حزب الله بطول وعرض الجنوب وشمال وجنوب الليطانى، وقد تكون قد امتدت أيضاً إلى البقاع قرب الحدود مع سوريا، ومن هنا تبرز أهمية جمع المعلومات عن هذه الأنفاق بواسطة أجهزة مخابراتنا" ويضيف: "الإنفاق التى سنضطر إلى اقتحامها في حال وقوع مواجهات مع حزب الله هى مواقع أقامتها عناصر الحزب، وهم بالطبع يعرفونها جيداً لأنهم هم الذين بنوها، وهذا يجعل دخولنا إليها كالضيوف تماماً على حزب الله أثناء المواجهات القادمة. وهذا أمر غير مريح، وإذا لم نتدرب على معرفة وضعية هذه الأنفاق وكيفية الولوج إليها ومواقع المواجهة داخلها، فإن تنفيذ مهمتنا ستكون صعبة، ولهذا يجرى التدريب مستمراً وشاقاً على احتمال خوض حرب أنفاق، لأن هذه التدريبات كفيلة بأن تجلب لنا التفوق وتحقيق الهدف.
وتتوقع المخابرات العسكرية الإسرائيلية أن يتواجد في كل موقع داخل الأنفاق ما لا يقل عن 15 عنصراً من حزب الله مزودين بمختلف الأسلحة والمعدات المتطورة والاحتياجات اللوجيستية التى تكفل لها الصمود والقتال والبقاء لمدة شهر على الأقل داخل الأنفاق. وبناء على هذه التوقعات أعد الجيش الإسرائيلى خطة تدريباته واستخدام جهاز "ألاى بو" لمنع مفاجأة الجيش داخل الأنفاق والكمائن والمخابئ، وهو على شكل كرة يمكن رميه داخل النفق أو الملجأ، ومن شدة صغر حجمه لا يكون سهلاً على المقاتل داخل النفق مشاهدته. ويحتوى هذا الجهاز على معدات إلكترونية لاقطة للصوت والصورة، فبعد أن يرميه الجندى الإسرائيلى إلى المكان المقرر أن تدخله وحدته لمواجهة مقاتلى حزب الله، ينقل الجهاز إلى الكمبيوتر الذى يحمله الجندى صورة عن الموقع من الداخل والحديث الذى يدور بين المقاتلين، وهو ما يساعد بشكل كبير الوحدة العسكرية القائمة باقتحام النفق على معرفة ما سوف تواجهه في الداخل، وبناء على معطيات هذا الجهاز يقرر قائد الوحدة كيفية إدارة المواجهة مع المقاتلين داخل النفق.
وضمن محاولات الجيش الإسرائيلى لمنع تنفيذ عمليات اختطاف، استبدل الجيش في مناطق عدة عند الحدود مركبات القتال والداوريات العادية بمركبات أخرى غير مأهولة بالركاب أطلق عليها اسم "كربان بايلوت" تضم معدات متطورة وأجهزة رادار قادرة على استهداف فورى للهدف وإطلاق النار عليه عبر تشغيل ريموت كنترول مسيطر على المركبة غير المأهولة عن بعد. ويقول ابرز بيلد، مدير عام شركة جيونسى للصناعات العسكرية والإلكترونية أن هذه المركبة غير المأهولة تحتوى على جهاز قادر أيضاً على جمع معلومات دقيقة، وفى الرادار مجسمات تقوم بالمهمة التى يقوم بها الجنود، والأهم هو أنها تضمن للجيش تحقيق الهدف والمهام بدون خسائر في الأفراد. وعلى رغم أن تعدى هذه المركبات غير المأهولة يؤكدون قدرتها على جميع المعلومات الدقيقة، إلا أن الجيش يكثف أيضاً من نشاط الكتيبة (869) لجمع المعلومات، والتى تعمل بشكل سرى على طول الحدود الشمالية، وقد زودها الجيش بكافة الوسائل التقنية التى تمكنها من مراقبة وكشف مواقع حزب الله في الجانب الآخر من الحدود أو عند اختراق عناصره لها، وأى أعمال تسلل لعناصره إلى داخل شمال إسرائيل، وكذلك يتم تدريب هذه الكتيبة على كيفية اختراق صفوف حزب الله وضبط عناصره، وذلك بتقمص بعض الجنود دور عناصر من حزب الله، وتكون مهمة بقية الوحدة المشاركين في التدريب كشف هؤلاء العناصر، وإحباط العملية التى ينوون تنفيذها. وضمن التدريبات يسير عناصر الوحدة المسافات طويلة وهم يحملون أوزاناً تصل حمولة الواحدة منها إلى حوالى 40% من وزن الجندى الذى سيحملها، وبما يمثل عنصر مخطوف من حزب الله يجرى اقتياده إلى داخل إسرائيل بعد خطفه وتحذيره.
- رؤية تحليلية:
باستعراض أهداف طرفى الصراع سنجد أن هناك استحالة على بقاء الوضع الحالى كما هو، حيث تتعارض الأهداف، ليس ذلك فقط، بل تتصاعد الاستفزازات من جانب كل طرف تجاه الطرف الآخر، سواء فيما يصدد عنهما من تصريحات أو إجراءات على الأرض، ومن هنا تبرز حتمية المواجهة في المستقبل القريب، حيث لا تحتمل إسرائيل أكثر من ذلك أن ترى لبنان يسقط في براثن إيران من خلال عميلها حزب الله، وحتى ترى أعلام الحرس الثورى الإيرانى ترتفع قرب حدودها الشمالية متحدية بصواريخها التى أصبحت تغطى كل العمق الإسرائيلى، مهددة ليس فقط إلا في إسرائيل بل الكيان الإسرائيلى ذاته، الأمر الذى يفرض ضرورة إزالة هذا التهديد الملح قبل أن يستفحل، وقبل أن تسقط كل لبنان في براثن إيران وتصير امتداداً لها بعد أن تتسلح إيران نووياً. ومن جهته لا يخفى حزب الله تبعيته الكاملة للولى الفقيه في طهران، وتلقى أوامره ليس فقط فيما يتعلق باستكمال سيطرته على باقى لبنان داخلياً وتحويلها إلى إحدى محافظات إيران، وهو ما نرى إرهاصاته في تحدى الحزب لحكومة الحريرى ولكل الدولة اللبنانية بمؤسساتها، ولكن أيضاً فيما يتعلق بالتحرش بإسرائيل وحزب الله في المستقبل القريب.
ولكن يبقى السؤال حول مدى قدرة كل طرف على تحقيق أهدافه. فهل تستطيع إسرائيل تدمير حزب الله فعلاً، والقضاء على بنيته العسكرية والسياسية من خلال عملية عسكرية واحدة وحاسمة حتى لا يكرر تهديداته لإسرائيل بعد أن يستعيد عافيته مرة أخرى كما حدث بعد حرب 2006.؟ حقيقة الأمر أن تحقيق هذا الهدف من قبل إسرائيل أمر مشكوك فيه، وذلك لسبب بديهى وهو أن حزب الله بتشكيلاته القتالية صار جزءاً من النسيج الاجتماعى لجنوب لبنان وشعبه، متغلغلاً في كل مكونات هذا النسيج سياسياً وإعلامياً واقتصادياً واجتماعياً وأيديولوجياً. لذلك يصعب فصل مقاتلى حزب الله عن باقى شعب جنوب لبنان. فمن ناحية يعتبر هذا الشعب هو الوعاء البشرى الذى يستمد منه حزب الله مقاتليه، بل ويتخذ من أهل جنوب لبنان دروعاً بشرية له تحميه من الهجمات الإسرائيلية، حيث تتوزع مخازن الصواريخ الأسلحة والذخائر والمواد اللوجيستية على منازل الأهالى والمساجد والمتاجر، بل وأسفل منها حيث تنتشر الأنفاق والمدن العسكرية تحت الأرض، ومن ثم من الصعب على القوات الإسرائيلية أن تقاتل وتبيد شعباً كاملاً في جنوب لبنان من أجل القضاء على حزب الله الذى هو جزءً من نسيج هذا الشعب. هذا فضلاً عما ستتكبده من خسائر هى في غنى عنها إذا ما دخلت في مواجهات مباشرة وشاملة مع شعب جنوب لبنان، لذلك فإن البديل في نظرة وزير الدفاع الإسرائيلى ايهود باراك أن يحاصر بقواته كل منطقة جنوب لبنان من الشرق وحتى البقاع حتى يقطع طرق الإمداد مع سوريا، ومن شمال الليطانى ليقطع تواصل حزب الله مع وسط وشمال لبنان، ومن الغرب حيث الطريق الساحلى من الناقورة إلى صور وصيدا لمحاصرة الحزب من البحر وقطع إمداداته البحرية، مع تثبيت قوات حزب الله في القطاع الأوسط. ومع دمج أعمال الحصار مع قصف جوى مكتف باستخدام ذخائر جوية قادرة على اختراق التحصينات والإنفاق تحت الأرض، وبإشراك نيران المدفعية، وبحيث يمتد هذا القصف الجوى والمدفعى الممنهج لعدة أيام متواصلة يتم تدمير وإبادة ما يصل إلى 60% من البنية العسكرية لحزب الله فوق وتحت سطح الأرض، وما يترتب على ذلك من إرهاق مقاتلين وشعب الجنوب اللبنانى، ويسهل بالتالى على القوات الخاصة الإسرائيلية القيام بعدة عمليات نوعية خاصة تشمل خطف وقتل قيادات سياسية وعسكرية في حزب الله، وتدمير مخزونات صواريخه وأنفاقه ومراكز قياداته ومستودعاته اللوجيستية تحت الأرض. ومع ضغط الحصار الإسرائيلى الخانق على كل جنوب لبنان، ستطلب حكومة لبنان رفع هذا الحصار وسحب القوات الإسرائيلية من الجنوب، مستجيبة لشروط ستفرضها الولايات المتحدة تتمثل في رقابة دولية محكمة على طرق الإمداد من سوريا إلى البقاع إلى جنوب لبنان، وتفتيش دولى فعال على مدن وقرى الجنوب، وإبعاد حزب الله عن العمل السياسى الرسمى وغير الرسمى في لبنان، وبما يعنى وضع لبنان بشكل غير رسمى تحت الوصاية والإشراف الدولى، مع الحرص على عدم السماح لحزب الله إطلاقاً بادعاء الانتصار في الحرب كما فعل في حرب 2006.
من جانبه فإن حزب الله - الذى لا يملك قراره، حيث يتلقى بتعليماته من طهران - سيسعى إلى استخدام ورقته الصاروخية في قصف جميع المدن والمستعمرات والأهداف الاستراتيجية العسكرية والمدنية ذات القيمة الحيوية في كل العمق الإسرائيلى، وبما تطوله صواريخه، وبكثافة عالية تكبد إسرائيل خسائر بشرية ومادية جسيمة تجبرها على وقف القتال، وسيحاول التعرض للقوات البرية الإسرائيلية المهاجمة بالكمائن والإغارات المفاجئة، وباستخدام الصواريخ المضادة للدبابات لخطف جنوب إسرائيليين فضلاً عن تكبيد القوات البرية المهاجمة خسائر في المدرعات والأفراد، وبما يجبرها على التراجع عن هجومها وحصارها لمدن وقرى الجنوب. وسيسعى حزب الله لتحقيق عدة انتصارات نوعية يمكن استغلالها إعلامياً، مثل إصابة سفينة إسرائيلية، أو إسقاط طائرة إسرائيلية بواسطة صواريخه الجديدة سام -8، مراهناً على حرب استنزاف طويلة ضد إسرائيل تشغلها عن تنفيذ مخططاتها لضرب إيران، طبقاً لتوجيهات الولى الفقيه في طهران. وفى هذا الصدد ينبغى التذكير بتصريح الجنرال حسن فيروز أيادى رئيس الأركان الإيرانى الذى قال فيه: "إن الذين ينتقدون دعماً لحزب الله وحماس، لا يفهمون حقيقة الأمر. نحن نؤيد وندعم هذه الحركات لأنها تمثل خط الدفاع الأول لنا، إنهم يقاتلون من أجل سلامة وأمن إيران وانتصار ثورتها". كذلك تصريح عوض حيدر بور عضو لجنة الأمن القومى بمجلس الشورى الإيرانى الذى قال فيه: "أينما يوجد حزب الله توجد إيران، حركتنا الثورية ليست مقيدة بحدود". هذا فضلاً عن تصريح حسن نصر الله نفسه الذى قال فيه "أنا فخور لكونى جندياً من جنود المرشد الأعلى، ومقاتلاً في سبيل ولاية الفقيه".
وبتحليل تصريحات حسن نصر الله التى يناقش فيها مسألة قرار السلم والحرب، والتى يقول فيها "إن قرار الحرب بين إسرائيل، وأن الدور الوحيد للحزب هو الرد الدفاعى". وإذا كان حزب الله - طبقاً لتوجيهات طهران لا يزال متمسكاً بمبدأ الدفاع في مواجهة إسرائيل، إلا أن ذلك ترافقه توجهات هجومية في مواجهة خصوم الداخل. الأمر الذى يفهم منه أن الوظيفة الدفاعية الخارجية باتت ضرورية لاستمرار الوظيفة الهجومية الداخلية للحزب من أجل بسط سيطرته على السلطة.
والمشكلة هنا أن منح حكومة لبنان الشرعية لسلاح حزب الله بمنح إسرائيل المبرر في الحرب القادمة لضرب كل لبنان، وسيلجم السياسيين اللبنانيين عن الاعتراض على حق حزب الله في اتخاذ أى فعل من شأنه جلب الحرب على لبنان. ذلك أن ليس من حقهم أن يمنحوا بركتهم للحزب ويعطوا الشرعية لسلاحه، ثم يحتجون على أفعاله بعد ذلك. ناهيك عن أن الجيش اللبنانى بمواقعه المتقدمة التى نشر فيها 15,000 جندى في الجنوب بعد حرب 2006، سيكون هو كبش المحرقة الإسرائيلية في الحرب القادمة. والمشكلة هنا أن حزب الله لا يهتم بما يلحق كل لبنان وجيشه وشعبه من خسائر، ولا يبالى بالنتائج السياسية والتدميرية التى ستصيب لبنان، طالما أن ذلك يخدم سياسة الولى الفقيه في طهران، ولكن إسرائيل في المقابل وبدورها لا تبالى عن بدفع ثمن أخطاء ومغارات حزب الله، حتى وإن كان كل سكان لبنان واقتصاده، وهنا يبرز السؤال: إلى متى ستبقى الأغلبية اللبنانية - سنية ومسيحية - راضية عن هذه الأبادة المنظمة لدولتهم لصالح إيران
ورغم تباينات الوضع داخل لبنان حول سلاح حزب الله، فإن الوحدة الوطنية من المتوقع أن تصمد خلال الحرب القادمة، ولكن الوضع في أواخر الحرب وبعد توقفها سيكون مختلفاً. إذ سيتوحد اللبنانيون للاحتجاج على سلاح حزب الله الذى تسبب في تدمير لبنان مرتين من أجل الدفاع عن إيران، خاصة وأن الموقف الداخلى سيزداد سوءاً بالنسبة لحزب الله - وأيضاً الخارجى على الساحتين العربية والإسلامية - إذا ما احتلت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان كلياً أو جزئياً أو حاصرته حتى تقضى نهائياً على البنية السياسية والعسكرية لحزب الله، لأن اللبنانيين أعطوا إسرائيل المبرر لشن العدوان عليهم لأن الدولة اللبنانية أصبحت اليوم تحتضن حزباً طائفياً مسلحاً حتى الأسنان، ولا يأتمر بأوامر الدولة ولديه كل الصلاحيات التى تكون عادة في عهدة المؤسسات الرسمية للدولة. لذلك اعتبرت إسرائيل أن تصريحات نجاد خلال زيارته الأخيرة للبنان، تخدمها على الساحة العالمية أكثر من أى موقف أو تصرف كان بإمكان إسرائيل أن تتخذه ضد نجاد وأثناء تلك الزيارة.
وإذا كان حزب الله في ممارساته الداخلية والخارجية، يتحرر من مسئوليات الدولة السياسية الأخلاقية عن أمن اللبنانيين، مضحياً بهم في سبيل تحقيق أهدافه، محاولاً تكريس كل شئ في الدولة اللبنانية لصالح ما يطلق عليه المقاومة، بعد أن سطا على كل مؤسساتها، مسبباً خسائر جسيمة للدولة والشعب اللبنانى من غير أن يتحمل مسئوليتها، ملوحاً بالحرب الأهلية في حالة عدم الاستجابة لمطالبه، فإن الشعب اللبنانى - فضلاً عن الشعوب العربية - قد أدركت أبعاد هذه اللعبة الخطيرة التى يمارسها حزب الله باسم المقاومة، وهو ما سيفقد هذا الحزب الدعم الشعبى والعربى الذى لاقاه في الحرب الماضية عام 2006، وسيكون معزولاً داخلياً وعربياً وعالمياً، الأمر الذى سيكرس هزيمته سياسياً بعد أن يكون هو انهزم عسكرياً. وحتى سوريا الحليف الثانى لحزب الله بعد إيران، لن تجد نفسها في موقف يسمح لها بدعم حزب الله، خشية أن تتعرض لهجوم إسرائيلى، وستجد نفسها في عزلة عربية إلى جانب عزلتها الدولية. ولذلك لم يكن غريباً أن يعلن بشار الأسد خلال زيارته للنمسا في إبريل الماضى أن الجبهة السورية ستبقى هادئة في حالة وقوع حرب بين إسرائيل وأى من حزب الله وحماس، ولكن ليس كل ما تتمناه القيادة السورية ستدركه في الحرب القادمة، لذلك فإن التحول الأخطر في حالة وقوع مثل هذه الحرب، هو انقضاء عهد حروب "الجبهة الواحدة"، ذلك أن أى اختراق للجبهة اللبنانية أو السورية أو الإيرانية، مرشح لأن يتحول إلى حرب إقليمية في ظل شبكة المخالفات الراهنة في المنطقة، وربما تؤدى الحرب القادمة في جنوب لبنان إلى حرب تورط صواريخ إيران أيضاً ضد إسرائيل لحسابات تتعلق بملفها النووى، وقد تشمل سوريا أيضاً إذا ما استمدت أثناء الحرب في إمداد حزب الله بقوافل الصواريخ والأسلحة، وهو ما لا يستطيع إسرائيل تجاهله، ومن هنا تأتى كارثية الحرب القادمة، كما يقول مسئول أمريكى.
ويبقى الموقف الأمريكى ملتبساً إزاء سيناريو الحرب القادمة في لبنان. فرغم أن الولايات المتحدة شاركت إسرائيل في حملة التحذير من استمرار حصول حزب الله على صواريخ وأسلحة متطورة من إيران، إلا أن واشنطن لا يبدو وأنها في وارد إعطاء ضوء أخضر لضربة إسرائيلية ضد حزب الله، لما يؤثره ذلك سلباً على جهودها لحل المشكلة الفلسطينية واستقرار الأوضاع في المنطقة وحل مشاكلها سلمياً. ورغم وجود التباسات تكتيكية في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، فإن هذا لا يعنى أن أمريكا لن تتبنى المواقف والتحركات الإسرائيلية كاملة في حالة وقوع حرب، وبالتأكيد ستؤمن الدعم السياسى والمادى المفتوح لإسرائيل في هذه الحالة. ومن هنا فإن الغطاء الأمريكى لإسرائيل عند وقوع الحرب سيكون كاملاً، لاسيما وأن إسرائيل سيكون لديها الذرائع التى تمكنها من إطهار نفسها في موقع المعتدى عليها، فتشن هى الحرب ثم تورط أمريكا فيها وإذا كانت أمريكا لا تستطيع أن تفرض على إسرائيل وقف بناء المستعمرات، فبالتالى لن يكون بإمكانها قمعها من شن عدوان على لبنان. ولقد سبق لوزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس أن حذر من أن ترسانة الصواريخ التى يمتلكها حزب الله تتفوق على كل ما تمتلكه دول المنطقة، وأن هذه الترسانة الصاروخية تتنامى كمياً ونوعياً، ولذلك أعلن التزام الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل على مواجهة هذه الترسانة. ومن المتوقع في حالة وقوع حرب أن تعزز الولايات المتحدة وجودها البحرى في شرق المتوسط، وأن يقوم الأسطول السادس الأمريكى هناك بدور أمام السواحل اللبنانية والسورية لإثبات الدعم الأمريكى لإسرائيل، وقد سبق أن حركت واشنطن المدمرة كول وبعض قطع البحرية إلى أمام السواحل اللبنانية والسورية في عام 2008 لإبلاغ رسالة إلى إيران وحزب الله وسوريا أنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام محاولات حزب الله السيطرة عسكرياً على لبنان بما يعنى انقلاباً عسكرياً في لبنان، مع استعداد أمريكا لفرض حصار بحرى على سوريا. وفى جميع الأحوال، فإن واشنطن التى تعانى صعوبات في تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، وفى الضغط على إيران بشأن ملفها النووى، سوف ترى في حرب قادمة في المنطقة بين إسرائيل وأعدائها فرصة لتحريك المياه الراكدة في المنطقة، وبما يدفع كل الأطراف بعد أن تنهكهم الحرب إلى اللجوء إلى واشنطن طلباً لمساعدتها على إنهاء الأزمة، وعند ذلك سترى إدارة أوباما في ذلك فرصة لتنفيذ وتحرير رؤيتها لحل المشاكل العويصة الغير قادرة حالياً على تحريرها بسبب تصلب جميع الأطراف، إلا أن هذا التصلب من المؤكد أن أحداث ونتائج الحرب القادمة ستقضى عليه. عندما يدرك أنهم في حاجة إلى الحل الأمريكى، وبالطبيعى سيكون حلاً يحقق المصالح الأمريكية في المنطقة قبل مصالح الآخرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.