قيل بأن غرور الجهل يزداد تعقيداً بغرور القوة !! فماذا ننتظر من قوى الجهل التي اغتصبت أرضنا ؟ هل من الممكن أن تستفيق يوما من جاهليتها ويخالجها ظن بالذنب بانها استولت ظلما على ارض ليست لها وتمتهن كرامة اناسها وتقتلهم وتقتلعهم وتزج بالكثير منهم في السجون والمعتقلات لمجرد انهم يطالبون بحقهم في استعادة وطنهم . بكل تأكيد هذا الشعور لا يمكن ان يساور محتل بهذا المستوى من الجاهلية المشبَّعة بالغرور لأن ديدن اصحاب العقول الجاهلية هو الإصرار على قهر وعبودية الآخرين الذين يقعون تحت قبضتهم كلما راؤوا ذلك متاحا لهم ، ويزداد الأمر تعقيدا بغرور القوة لدى هذا المحتل إذا ملك وسائل فائقة في التدمير حيث تتسع شهيته في القتل والعدوانية ويبرر اعماله الاجرامية على انها افعال وطنيه خيرة فيما المدافعين عن كرامتهم وحقهم في أرضهم يوصمون بالمجرمين والمخربين والانفصالين و..و.. إلخ !! . هكذا هو دأب العقلية التسلطية الجاهلية ،غرور على غرور فلا يعرفون سلمية ولا تحاور ولا تفاهم إن لم يكن في صالح تعزيز نفوذهم وسيطرتهم .. إنهم مسكونين دائما بمقابح الخيلاء والكبرياء مضطغنين بالسخائم ومتشعلقين تمام التشعلق بخرافة ( الفرع يتبع الأصل ) مع إنهم يعون جيداً رغم جاهليتهم المفرطة بأن وطننا الجنوب منذ الأزل لم يكن فرعا يتبعهم بالمطلق وإنما كان دوله بحاله له هويته وثقافته وتاريخه وإنه لا وجه للشبه بين هويتهم وهوية الجنوب والفارق محسوس وملموس بفارق الواقع الذي كنا نعيشه في ظل دولتنا المستقلة وما نعيشه اليوم في ظل همجيتهم وليس دولتهم لأنهم أصلاً لم يسبق لهم أن أقاموا دولة بمعنى الدولة فقد كانوا ولم يزالوا وسيبقون إلى ما شاء الله عبارة عن عصبويات متناحرة متقاتلة ناموسها النهب والإثم والعدوان ولا تحكم إلا بأعراف ما قبل التاريخ !! . يبقى أن نشير أن غرور القوة لدى هذا المحتل المؤكشح بالوهم لابد أن ينكسر ويتلاشى ويتحول إلى هزيمة لأن قوة الباطل أمدها قليل بحساب الزمن .وموازين القوة بين الحق والباطل ما من بد إنها ستختل لصالح الحق ذات يوم ، فالشعوب التي تكافح وبشراسة لاسترجاع أوطانها هي التي تعصف بغرور قوة المحتلين وتشرذم تعقيداته إلى إرب . وشعبنا الذي خبر المصاعب والمحن له من التجارب النضالية الشيء الكثير والكثير جداً ، فلقد هزم الاحتلال البريطاني على ما لديه من قوة رغم أنه كان احتلال متحضر . ومن سوء حظنا راهناً إننا نقاوم احتلال متوغل في الجاهلية العمياء لكننا بالتجارب التي خضناها مع هؤلاء الغزاة المتعجرفين أكثر مقدرة وعزم وتشدُّد على استرجاع حقنا وإعادة بناء دولتنا الحرة المستقلة . والطريق لبلوغ هذه الغاية النبيلة قد مُهِّد بأرواح مئات الشهداء ودماء آلاف الجرحى وعذابات وآلام المعتقلين في السجون ، فمن ذا الذي سيفرِّط بكل هذه التضحيات والآلام والأحزان ويلهث وراء عظمة أو شحمة من فرن الاحتلال؟! . لا كان الوجود ولا كنا إن تبعنا من يسترخص تضحيات أبناء هذا الشعب العظيم .