بالرغم انها تمتلكني الحيرة والدهشة تجاه ما يحدث في عاصمة الاحتلال " صنعاء " من احداث متسارعة الا اني احاول جاهداً ان اتوغل الى عمق الجمود الذي سيطر على ثورتنا ... لماذا هذا الجمود الثوري ؟؟ لماذا لا نستغل ما يدور في صنعاء ونجير الامور لصالحنا ؟؟ لماذا ولماذا ولماذا ؟؟؟ من هنا تبدأ اسئلة كثيرة تكاد تعصف بأفكاري ولا اجد لها اجابات مقنعة . عقلاء الجنوب عندما رأوا بداية الخلافات الجنوبية تطفو على السطح كانوا يحذرون مراراً وتكراراً من هذه الظاهرة القبيحة التي لا تخدم الثورة بل تعرقل تقدمها وتنخر جسدها وتهدم حصونها الحصينة التي تأسست قواعدها على مبادئ التصالح والتسامح , ولكن كانت تحذيراتهم النابعة من حسهم الوطني ومن خوفهم على انحراف الثورة عن مسارها , لم تلاقي من يتأملها ويستوعبها جيداً . قد يقول قائل ما الرابط بين ما اسلفته عن عقلاء الجنوب وتحذيراتهم في الماضي وبين ما يدور في صنعاء حالياً . سأقول : ان ما يجري للثورة الجنوبية من فتور وجمود لم نشهده من قبل هو بسبب الخلافات الجنوبية , فاذا نرجع لأسباب الخلافات لوجدنا سببه الرئيسي القيادات القديمة او ما تسمى بالتاريخية , فهؤلاء القادة بعد ان منحهم الشعب الجنوبي " مبدأ التصالح التسامح " للأسف الشديد لا تزال عقولهم مريضة ولم تشفى من صراعات الماضي , فهم لم يبحثون عن حلول صادقة تخلص الشعب من الاذلال والمهانة بل استغلوا سذاجة بعض الثوار ويريدون اعادة صياغة سيناريو الصراع مرة اخرى وبشكل آخر . فلو انهم استوعبوا كلمات مارتن لوثر كينغ " علينا ان نتعلم كيف نعيش سوية كالأخوة او نهلك معاً كالحمقى " وقاموا بدور المناضل الشريف والقائد المخلص الذي يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقة , ووضعوا كل خلافاتهم جانباً بعد ان اعطاهم شعب الجنوب فرصة ليكفروا عن اخطائهم التي ارتكبوها بحقه في الماضي , لربما كانت الثورة اليوم في قمة توهجها وعنفوانها الثوري وقد تكون الفرصة سانحة لبلوغ الاهداف المنشودة مزامنتاً بالتخبط الذي يحدث داخل صنعاء , ولكن بسبب غباءهم وتصرفاتهم الصبيانية اصبحوا كمرض السرطان في جسد الثورة الجنوبية وقد تتحول الخلايا السليمة الى خلايا سرطانية ان لم نسارع الى استئصال هذا المرض الخبيث ،، والوقاية خير من العلاج .