إستكمالا لمقالي السابق عن ال (7) التوجهات للنخبة والعامة في الجنوب مِما جرى ويجري وسيجري ! فأرجو أن يكون الأغلبية قد إستوعبوا " جوهر " مارميت إليه , وهو : # 1 : * إن الجنوبَ جزءٌ , ومهم في الخارطة الجيوسياسية لمنطقتنا بل وربما للعالم أجمع . * وأن هناك خلافات في الرؤى وليس إختلافات وهذه ظاهرة صحية ربما تعلمناها ووعيناها من الدروس القاسية التي مرت على أمتنا العربية وشعبنا " اليماني " منذ الستينات في دولتيه وسلطتيه جنوبا وشمالا . # 2 : إن الأغلبية الساحقة ممن يكتبون ويحللون ويتفذلكون (من أمثالي) يبتغون من جهدهم المتواضع خيرا للوطن مهما تهيأ لبعض المُتعنِّتين والغاويين لقذف الآخرين بالتهم جزافا ... رمي هذا وذاك بتهم وتصنيفات عجيبة تصل أحيانا إلى أن " إبليس " بذاته سيُصاب بالرعب مما يقرأ ويسمع ! .# 3 : إن أي شرٍّ سيُصيبنا كذلك سيُصيب إخوة وجيران الجنوب الأقربين والعكس صحيح ((الذين قد يدَّعي البعض الهروب من التأريخ المشترك معهم .. إلا أنه إستحالة الهروب من الجغرافية والمصالح الرابطة بين الإثنين)) بِدْءَاً من " الأّوْلَى بالمعروف " في الشمال اليماني مرورا بعُمان والسعودية والإمارات وإنتهاءاً بالكويت (أعظم المانحين لنا) ...والبحرين التي فهمت ووعت أبعاد تحذيرات أستاذ الجيل / د.عبدالله النفيسي في إستيعابها لِ(أبو يمن ذوي الخصوبة العالية)) الذين أستوعبوها أيضا وأمتزجوا بها سابقا وسيحموها إن تعرضت لأي خطر أيٍّ كان مصدره !؟؟ عكس بعض شقيقاتها في مجلس " الفُسيفساء " الخليجي (التعبير " للنفيسي " وليس لي حتى لا يغضب مني عربان الجزيرة والخليج الأشاوس) و صعودا إلى الهلال الشمالي بعده , ولا ننسى قلب العروبة مصر وإخوتنا الأزليين أينما شرعنا وتوجهنا وهبوطا مع النيل الخالد إلى (الزولات) في سوداننا الحبيب . ( *طُرفة : قال صديقي المصري" مصر أم الدنيا " , فرد صديقي السوداني " والسودان أبوها ") , وصولا الى ليبيا المشابهة تقريبا لما نحن فيه اليوم (دولة اللادولة) ! وتونس التي تعلمت (بسرعة) درس الغِواية والتوهُم في " الأسلمة " فعدّلت من بوصلتها قليلا لكي تُساير تطور العصر " المُتحضر " وليس " المُتّبَقِّر " ! وإن كنت أظن إنه نوع من الكمون الذي تعلموه من أعدئقائهم " الباطنية " بشتى مذاهبهم بتبني مبدأ (التّقِّية أو التِقْية أو التُقية وكلها صحيحة لغويا ) , إلى الأرض الإرجوانية بلاد المليون و 700 ألف شهيد التي يبدو أن هناك قوىً @(ري) إستعمارية تريد إدخالها في أتون تسعينات أخرى للسيطرة على طاقة باطنها وشمسها الأكبر في العالم ؟! ((أسهبت في هذا لتبيان أن الخطر " سيلهف " كل أمتنا وما بغداد والمستنصربالله وهولاكو وإبن العلقمي إلا أحد الأمثلة التأريخية الكثيرة)) # إن ما طرحته من توجهات , وطرح مثله غيري ما هو إلا مجرد تنظيرات ورسوم كروكية بدون وضع وتحديد آليات مختصرة ومحددة ومزمنة (بحسب الأولويات) لكي ينفذ أصحاب هذه التوجهات التي ستصبح " مشاريعاَ " : منطقية , واقعية , مقبولة دوليا , .... وقابلة للتطبيق . وإختصارا للوقت , وحيز عدن الغد المُتخم (بفضل الله , وصلوا ع النبي , وكُع بعينك ...) , سأتطرق إلى أهم المشاريع أو ما أسميناها التوجهات (سابقا) وهي (4) من وجهة نظري وسأناقش بدون ترتيب الآليات المطلوبة لتنفيذها (والمفترض أن أصحابها جدلا قد أعدوا دراسات وبدائلا لها وخطط وأدبيات الخ لإليات هذه المشاريع العتيدة) . 1 المشروع المنادي بلإستقلال الناجز بالوسائل السلمية من دون قيد أو شرط وإستعادة دولة شعب الجنوب (اليماني) السابقة (ج ي د ش) , وإقامة علاقات حسن جوار مع أشقائهم في الشمال كما عرفناها جميعا وبالذات أيام الحكم الإمامي والإستعمار البريطاني . وأن تترك الأبواب مشرعة لحوارات مستمرة وجادة تبدأ من قوالعد الشعب لا من الهرم كما حدث في مايو 90م ! تأخذ من الزمن ما أخذت بدون تسرع ولا (لهوجة) أو القفز إلى الأمام أو البناء على أحلام تأريخية مجيدة كلنا نعتز بها من العين الى مسقط إلى صلالة إلى الشحر إلى سنام حضرموت شبام الى تمنع الى خنفر الى العرين في يافع وعدن وماريب (كما اسماها هيرودوتس مركز الإقليم الرابع للأرض إلى عدينة وذو رعين وآزال ونجران (قبة مذحج) وجزر فرسان .... ولكن الحلم شيء جميل إلا أن دمامة الواقع تجعله دميما مثله ! علينا جميعا ان نقبل بعقول منفتحة المتغيرات الديناميكية (ثقافيا أولا وثانيا واقتصاديا وسياسيا ومذهبيا الخ) التي حصلت منذ دول حضرموت وسبأ وحمير وأخواتها (حوالي3500 ق.م) ونحن اليوم في (2000 ب.م) ! أي اكثر من 5000 سنة . على أصحاب هذا المشروع أن يفترضوا أن فك الإرتباط (كما يحلو للرئيس البيض أن يدعوه) سيقع غدا او بعده فهل هم جاهزون لإستلام دولتهم بِال 5 ملايين مواطن و 500 الف كم مربع ؟ أي بضرورات الحياة التالية : * خزينة الدولة فيها على الأقل مرتبات تكفي لمدة عام * أموالا بالعملة الصعبة تكفي لشراء المواد الضرورية وخاصة الغذاء والدواء ووسائل الإنتاج * ٌد تم التنسيق مع الدول والشركات المستثمرة لثروات الجنوب والمحتاجة لخدماتها (المواني المطارات الخ) بأنها ستعترف بسيادتها وعليه ستقوم بتحويل مستحقات شعب الجنوب للبنك المركزي في عدن وليس المركزي في صنعاء ؟ * هل تم تأهيل الكوادر الأمنية والعسكرية وملحقاتها للقيام بمهامه بعد إستبعاد قسري لمعظمها لمدة ربع قرن بحيث تحافظ الدولة المستعيدة (لنشأتها) على أمنها الداخلي والخارجي وخصوصا في خضم البحر الإرهابي المتلاطم عالميا وبلدنا ببحارها ومضائقها وسمائها ستكون ربما المسرح الرئيسي للحرب (الكونية) الثالثة ! * هل الكادر الإداري ( أساس بناء أي دولة سيتم إعادة تأهيل ما هو موجود وأغلبه (مرضوح) وإستعادة من طردناهم سابقا من الشتات ؟ * الكادر التعليمي ووسائل التدريس وخاصة التقني (الذي يتجه إليه العالم اليوم) هل فكروا فيه ؟ * هل تم التنسيق مع الدول الكبرى دوليا وإقليميا على الإعترف بالدولة المستعادة سيادتها ؟ * هل فكروا بكيفية مجابهة هجوم عسكري (مفترض) من صنعاء , (أو أي خصوم محتملين) صنعاء التي مازالت عاصمة الدولة الشرعية من منظور القانون الدولي على الأقل ) وخاصة إذا كان أغلب القادة السياسين في (العاصمة) صنعاء جنوبيون على سبيل الإفتراض ؟ والقادة العسكريين كثيرون من " يمنَت " أي الجنوب بالحميرية يا أبناء حمير (بكسر الحاء وسكون الميم وفتح الياء , حتى لا يحدث إلتباس عند البعض ؟! ) كذلك كما حدث في 94م ؟ بصراحة لن أقول من سيؤيد هذا المشروع ومن سيرفضه ؟ حتى لا تُكال لي الإتهامات من هنا وهناك. ولهذا سأتحدث عن موقفي الشخصي منه : فأنا مؤيده وسأقف مع زعيمه البيض حتى آخر نفس وبنسبة 90% إذا كانت قد أُعدت أي الآليات , وال 10% (المُتشككة) هي أن يتلافى بأي شكل إحتمال قيام حرب ضروس رابعة بين الشطرين ! فصوتي معه من الآن . أما من يؤيده بدون وجود ماذكرته أعلاه فليصفح عني إذا وصفته إنه مجرد شعبوي ينظر أين عواطف العامة فيذهب معها لمجرد حيازة منصب هنا أو غنيمة هناك . 2 مشروع الجمهورية الفيدرالية ب 6 اقاليم المبني على مخرجات الحوار المعصودة بالمبادرة الخليجية انا مختلف مع نقطة جوهرية من بداياته وان كنت موافق على نقاط كثيرة من مخرجات الحوار التي يعتبرها اصحاب هذا المشروع (التلمود اليماني المقدس) ! وهي أن إجراءات التي تلت ثورة فبراير في الشمال وحراك الجنوب منذ 2007م من قبل من تسلموا السلطة في صنعاء كانت خطاياء فادحة وليست أخطاء (أ) معالجة التقبل الجنوبي (المحتمل) بأن يعاد النظر جوهريا في أسس وليس قشور حل قضيتهم وهذا لم يحصل حيث ترك الممثلون الشرعيون واصحاب الشعبية بعيدا وتم إستدعاء ذوي الشعبيات الباهتة أو من تم شراء ذممهم بذهب المعز وسيفه ! (ب) تم السطو على ثورة فبراير الشبابية ومعهم بقية فئات الشعب وذلك عن طريق إخراج مسرحية المبادرة الخليجية الهزلية التي أعادت نفس النظام بكل سيئاته بلعبة كراسي ظريفة كتلك التي في برامج الأطفال ! فقط أُستُبدل الرئيس بنائبه وكفى الله المؤمنين شر القتال , ولكنه لم ينتهِ , إذ إنفجر بإستحياء في البداية بإغتيالات , ثم مع أنصار الله في دماج , وتفجيرات في الجنوب وإغتيالات حتى الان لا نعرف من ورائها ؟ وانصار الشريعة في شبوة ثم إستكملها انصار الله بالقفز من فوق عمران الى صنعاء ... (ج) عوداً على بدء : اين كان الخطأ الجوهري ؟ (*) كان من المفترض ان يختار الرئيس (المُجْمَع عليه أيامها , والذي يعُض من أجل عودتها بالنواجذ اليوم وقد وجد نفسه في سياج السيد بدلا عن الجنرال)! أن يختار مجموعة من الممثلين من كل محافظة مؤهلين (أكْفَاء بسكون الكاف وليس كسرها أكِّفِاء) وعلى جماهير كل محافظة ان تختار ممثليها المحدد لها مباشرة (بحسب المناصفة الجنوبية الشمالية " المتفق عليها بعد خراب مالطا " والتي كانت من سؤات وحدة 90م الاندماجية) كي يمثلوها في مؤتمر الحوار الذي يرقد الآن في غرفة العناية المركزة ! (*) أو ان ينتخب ابناء كل محافظة من يشاؤون كممثلين لهم في هذا المزنق الاستراتيجي الذي سيقرر مصيرهم ونسلهم لقرون ولكنا شعب المهازل ؟ فعندما نكون في المعارضة نتهم الحاكم بإنه يقرر نيابة عن شعبه ! ونفعلها حالما نصير محله ! . (ولكن هُيأ للوالد أبي جلال أن الأغلبية الكاسحة التي صوتت له رئيسا تسمح له بالقيام بدور " الفرعون : ك القذافي , مبارك , الأسد , صدام , صالح .. الخ " ولو مؤقتا هُم .. هم نفس الجوقة المُصاحِبة والمُناجِية والمخاتِلة لكل الرؤساء ولا تعليق ) . وماذا كانت النتيجة ؟ * مخرجات فطرية (نسبة للفطر المرضي) تتكاثر يوميا بينما القضية تتلخص في (4) أو (5) نقاط فقط * مليارات أُستنزفت , * خروج كثير ممن دخلوا بعد القبض السخي والعودة للنضال الرافض لكل شيء على امل الدفع مرة اخرى ليس الا ! * قوى الجنوب الرئيسية (الحراك) والشمال (أنصار الله) أعلنوا ان ذلك " التلمود اليماني " قد ولد ميتا ! * حكومة محاصصة حزبية اغلبها هزيل بِرضى (قادة احزابها @@) ورئيسها كالمُقعد يحركه ذاك المدير المُتجهم الذي يُدار بالريموت كنترول من قصر أخي/ الشيخ حميد الأحمر (ألم اقل لكم أكفاء بكسر السين المشددة وتعني في المعجم = جمع كفيف , والكفيف = الأعمى !).وأيضا هنا سأقول رأيي الشخصي في هذا المشروع : برغم معزتي للوالد الرئيس وإيقاني من إخلاصه, فهو مثل سلفه أساء إختيار مستشاريه؟! مشروعه رومانسي كان يصلح في بداية الوحدة عام 90م (وكتبت وتحدثت عن " فيدراليتي " يمني الإتحادي الذي تمنيته إلا إني وُوجِهتُ بالرفض واحيانا التخوين ايامها) ولعل أبا ناصر ليس لديه روزنامه تبين له اننا في عام 2014م ,اي مرعلى الوحدة قرابة ربع قرن ! ونحن في عالم طاقة النيوترونو التي سحقت الإلكترون والفوتون ولهذا فأنا لست مؤيدا لهذا المشروع ,رغم وحدويتي حتى النخاع ,لأنني متأكد أن مشروع الرئيس (هادي)غير(صالح) ,ليس من الناحية المبدأية التي شرحتها أعلاه فحسب ولكن في ظل المتغيرات الدراماتيكية محليا خاصة (ثم إقليميا ودوليا) وفي أوجَّها الان في صنعاء.(يتبع المقال خلال الايام القادمة لنقاش المشروعين الآخرين والتعليق النهائي فإلى اللقاء). هوامش : @1 (ري) إجترحتها من حرفي (RE) في الكلمة : olizationionRecono / @2 بعضها أختارت أسوأ كوادرها حتى لا تُحرِق الجيدين هذا ما أبلغني به أحد أبرز كوادر حزب..الكبير وهو من المشترك وبالفعل قدم إستقالته ومزق بطاقة عضويته .