مهما حاولنا البحث عن الفرحة والتشبث بها تفلت منا؛ فالعيد اصبح فرحة مشوشة في صنعاء المكتظة بالمسلحين من كل الأعمار كبارا وصغارا، الجميع يحمل السلاح ذو ملصق واحد بالطبع ليس ملصق الطير الجمهوري او علم الدولة وإنما ملصق الصرخة. حاولت وغيري كثيرون التفاؤل باتفاق السلم والشراكة الوطنية ولكن كان تفاؤلا خاطئا ومتسرعا، فالقادمون الجدد اقتحموا المنازل والمنشآت والمؤسسات الوطنية بل وأصبحوا يتحكمون في كل تفاصيل أيامنا حتى انهم يتحدثون عن خصوصيات لا تعنيهم في شيء ليسقطوا بذلك أخلاقيا ويخسرون الكثير ممن ناصروا حركتهم الغريبة في بداية دخولهم المأساوي إلى صنعاء. اليوم نجد صنعاء غريبة عنا بل انها مدينة حزينة ذات مباني محطمة تتشح بالسواد، منازل مهجورة سوى من بعض الذكريات لأناس اقتحم الحزن والألم حياتهم كونهم جزء من هذه المدينة التي يأتي إليها العيد وهي ما تزال تجهش بالبكاء على أبناءها الذين قُتلوا والذين قتلوا ،حالها كحال الام الذي قتل ابنها أخيه فالقاتل والمقتول هما ابنيها فأي مشاعر تنتابها..!؟ جاء العيد وصنعاء بدون ملامح، فكيف للعيد ان يبهجها وكيف لنا ان نبتهج ولنا احبه تركونا اما إلى وطن اكثر آمنا وأما إلى السماء. كيف لنا ان نبتهج وقد صارت مدينتنا بلا روح يسكنها البرابرة يحتلون شوارعها ومنازلها ومدارسها.. كيف يمكن ان نثق بالقادمين الجدد وهم لا يهتمون بالمستقبل ولا هدف لهم سوى جرنا إلى عقود سحيقة من الجهل والظلام ولو كان القادمون الجدد يهتمون بالمستقبل لما سلموا الأطفال الأسلحة ليحلوا بدل الجهات الأمنية يفتشون منازلنا وسياراتنا وحقائبنا ونحن نستسلم لهم نعلنهم في سرنا ولا نجرؤ ان نجاهر بذلك.. اي ايام تنتظرنا وهؤلاء المدججين بالأسلحة يسيطرون على كل شيء بما في ذلك أطفالا مكانهم على كراسي المدرسة وليس في الشوارع وفي الثكنات وساحة المعركة، أدواتهم الأقلام والدفاتر والألوان وليس الكلاشنكوف والقنابل والرصاص، اناشيدهم للحياة وليس صرخات الموت.. جاء العيد وسيرحل بعد بضعة ايام وسنظل في صنعاءالمدينة الجميلة والعاصمة التي تتسع للجميع نقاوم صرخات الموت بأغاني الحياة سنصلي كثيراً من اجل ان يعيد الله لليمن البهجة ويعيد لصنعاء البريق الذي لن يخفت ولو ظل القادمون الجدد يدوون بصرخات الموت عشرات السنيين .. فهذه صنعاء لن يكسرها خيانة الخونة ولا حقد الحاقدين ولن يفلح العملاء في طمس معالمها .. ستبقى صنعاء وستبتهج بالعيد ولو بعد حين. وكل عام وأنتم واليمن بألف خير