لعل القيادات التي تسمى بالتاريخية نامت نومة أصحاب الكهف، تلك القيادات التي عودتنا في أغلب المناسبات على القاء البيانات والتصريحات الرنانة التي للأسف لم تحقق أي مكاسب سوى التفرقة بين أبناء الجنوب من خلال الخطاب الذي أظهر للشارع حجم الخلاف الذي بين هذه القيادات بما أدى الى الخلاف بين اتباعهم في الساحة تباعا,والمقصود بأصحاب الكهف هم الثلاثة الرئيسيين المعروفين: الأول البيض والثاني على ناصر محمد والثالث العطاس، بخلاف عبد الرحمن الجفري الذي دائما ما يغرد خارج السرب والذي ظهر مؤخرا على قناة العربية. هؤلاء القادة الذين كان من المفترض ان يطمئنوا النشطاء في الشارع في هذه المرحلة العصيبة التي ليس من المنطق ان يصمتوا هكذا صمت، فأما ان يعلنوا للشارع انهم سوف يصمتون الى الأبد لأجل فسح المجال للشباب لقيادة المرحلة وهذا ما يراه الكثير من المراقبون مناسبا، واما ان يعلنوا للجمهور ما هو سر سكوتهم. في هذا الصدد انقسمت التحليلات الى عدة اتجاهات معللة أسباب هذا الصمت المثير للتساؤل وسوف نستعرض أبرزها: التحليل الأول: في هذا التحليل يتوقع المراقبون ان الصمت الذي يصاحب القيادات التاريخية هو صمت متفق عليه مع اطراف محليه واقليميه ودوليه (عبدربه-السعودية-المجتمع الدولي) وفحوى هذا الاتفاق ان الجنوب سيكون إقليم واحد وليس اقليمين كما اعلن عنه في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهذا الاتفاق قد كان من ضمن مخرجات مؤتمر القاهرة الجنوبي والذي نص على ان يكون هناك إقليم جنوبي وتكون هناك فترة 5 سنوات تعقبها استفتاء لتقرير مصير الجنوب وكان من ابرز القائمين على هذا المؤتمر علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس وبعض القوى من الداخل التي تنادي بهذا الخيار.. بالمقابل لاقت هذه الدعوة اعتراضات جمة آنذاك من قبل تيار فك الارتباط الذي يشكل نسبيا الاغلب في الشارع الجنوبي. وقد استدل المراقبون بزيارة النوبة الى صنعاء الى قصر الرئيس عبد ربه منصور وأيضا زيارة الدكتور عبد الحميد عبد العزيز المفلحي واللذان أعلنا تأييدهما لسياسات الرئيس هادي وتوجهاته, وقد اثارت هذه الزيارات موجه من القضب في صفوف نشطاء الحراك الذي اعتبروا هذا الفعل هو بمثابة الخيانة لمبادئ الثورة الجنوبية التحررية وخيانة لدماء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل التحرير والاستقلال , غير ان البعض يرى ان زيارة شخصيات مثل النوبة والمفلحي الى صنعاء لم تأتي من فراغ بل توجت باتفاق مسبق غير معلن من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي واعطاء ضمانات لصالح القضية الجنوبية وبما يرضي الشارع الجنوبي , في المقابل هناك دعوات ل نشطاء جنوبين الى الوقوف الى جانب الرئيس هادي يثير نوع من التفكر بان هناك خفايا تخص قضية الجنوب لم تعلن بعد.
التحليل الثاني: هذا التحليل علل سبب الصمت الى عجز هذه القيادات الكلي عن تقديم أي خطاب سياسي جديد يطمئن الشارع الجنوبي وربما ستترك هذه القيادات العمل السياسي للنشطاء في الداخل وعدم تدخلهم فيه خصوصا بعد تنامي الدعوات بعزل هؤلاء القادة عن العمل السياسي واتهامهم بانهم هم من يعيقون النشاط الثوري بسبب خلافاتهم التي ظهرت للعيان والذي لم يعد خافيا ان التقاء هؤلاء القادة على رأي واحد بات مستحيلا، إذن في هذا التحليل يظهر ان صمت القيادة هو أفضل من ظهورها وهو لصالح القضية الجنوبية ويتمثل بالصمت الدائم وترك الفرصة للشباب في الساحات.
التحليل الثالث: في هذا التحليل ارجع سبب الصمت الى وجود ضغوطات حقيقيه من قبل المجتمع الإقليمي والدولي والتلويح بتطبيقها ضد من يعيق العملية السياسة المرسومة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي والمتمثلة بالمبادرة الخليجية التي انطلقت ابان الثورة المشلولة التي أطاحت بالرئيس السابق علي صالح، والتي لم يكن للقضية الجنوبية ذكر فيها. وهذه القيادات ربما صنفوا ضمن معيقين التسوية السياسية ومعيقي الانتقال السلمي للسلطة في اليمن وعدم الاقتناع بمخرجات الحوار المدعوم من دوال الخليج والمجتمع الدولي. هذه العقوبات تم التلويح اليها في أكثر من مناسبه وعلى لسان المبعوث الاممي لليمن جمال بنعمر وقد نشرت اخبار مؤخرا بان الرئيس علي البيض التقى بمبعوثين من هذه اللجنة في مقر اقامته الجديد في المانيا ولم تتضح اصوره الى الان حول ما نتج عن ذلك اللقاء. اذن في هذا التحليل يظهر ان الصمت لهذه القيادة هو صمت مكره ومجبر عليه وهو طريق التلويح بالعقوبات الفعلي من قبل القوى الراعية للمبادرة الخليجية والمجتمع الأممي في حال ادلاء هؤلاء القادة باي تصريحات تضر بالوحدة او تتعارض مع ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار اليمني.
عزيزي القارئ تبقى تحليلاتك انت، نريد ان نسمعها ونريد تعليقك على ما ذكر آنفا.