لا احد ينكر ان شعوبنا العربية و الاسلامية دخلت معترك مذهبي سياسي معقد عصف ببلدانها و قطعت الرؤوس و تطايرت اللحوم و شاعت الفوضى و عم الخوف و الرعب بعد ان كانت البشرية تعيش قبل ذلك في امن و محبه و تواصل و قبول بالاخر في اطار البلد العربي و الاسلامي الواحد ، تطرف مذهبي قاتل سني شيعي موت قادم من الغرب تديرة منظومات و دول كبرى شرق اوسطية احتضنة و مارسته على الارض العربية كلا" منها يدعي انة المهدي المنتضر و هذا الموضوع كبير معقد اكبر من عقولنا الصغيرة . و في نفس المضمار تقام في اليمن مباراة سعودية ايرانية مماثلة ساخنة يديرها الحكم الدولي جمال بن عمر تسير باليمن صوب المجهول انتها شوطها الاول بتقدم ايران الشيعية بهدف واحد عقب سقوط صنعاء الدراماتيكي بايدي الحوثي مقابل صفر للفريق السعودي السني و يوشك نظام الحكم في الشقيقة الجمهورية العربية اليمنية ان يتحول الى اشبة بنظام الحكم في لبنان حيث الارضية خصنة و مهيئة لذلك طبعا" هذا في حال عدم سقوط صنعاء في مستنقع العرقنة المتوقع ، فيما يصعب تعايش دولة الجنوب السنية مع وضع صنعاء الجديد القديم المستقبلي و من الجرم اقحام دولة و شعب الجنوب مع هكذا وضع تنافري مخيف ا ،
واعتقد ان مليونية 14 اكتوبر بعاصمة الجنوبعدن جأت في وقتها المناسب اشبه بورقة رابحة كفيلة بتعديل النتيجة رغم إنها في الاصل ليست ورقة سعودية و لكن من الناحية المذهبية السياسية الاقتصادية تخدم السعودية و تخدم مصالحها و توجهها و نهجها المذهبي و السياسي و يتوجب على السعودية دعم شعب الجنوب ( السني من اقصاة الى اقصاة ) سياسيا" و مذهبيا" في استعادة دولته لتضمن قيام دولة سنية حليفة لها في جنوب الجزيرة العربية على ضفاف البحر العربي و مضيق باب المندب تحفظ لها و للعالم مصالحة و امنه و استقرارة وكما يقول المثل عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة ، لذا فمليونية 14 اكتوبر بعاصمة الجنوبعدن فرصة ذهبية لاحت و يتوجب على السعودية اقتناصها بل و الاصرار على انجاحها و الدفع بها صوب فرض واقع جديد ملموس على ارض الجنوب يخدم جميع الاطراف و يعمل توازن و تكافئ في ميزان القوى على الارض نظرا" للتوسع الحوثي و مدة الشيعي الوشيك السيطرة على باب المندب و اذا ما تحقق للحوثي ذلك تكون ايران قد انهت المباراة بفوز ساحق بنتيجة اثنين مقابل صفر للسعودية ، و هذا ما لا نتمنى حدوثه.
و اتمنى ان لا يقف الرئيس هادي عقبة امام رغبة اخوانة في الجنوب كما اتمنى على الحراك السلمي الجنوبي ان يدرك هذة الحقيقة المذهبية و يتعاطى معها بايجابية بعيدا" عن ايديولوجيات الماضي .