"يا ابن ادم ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم حراما ،، فلا تظالموا" الحديث. فلسفة الحب والابتلاء فلسفة لا يعيها إلا شخص حكيم ، إنها مزيج بين الثقة بالله واليأس الذي يولد الإلحاد! .. اجتهد بعمله ثم عانى كثيرا واصطبر على حمل هم كالجبال على كاهله فكانت المخرجات سلبية على نقيض المعطيات ، في تلك اللحظة بكى فبكى حتى استشعر للحظتها ملوحة الدمع التي لو جمعها لكانت كافية للاستغناء عن الملح المستورد لشهر كامل. يتساءل عن الكم الهائل من المحبطات التي تجري في حياته فيجيب بندم إنها أعمالي السيئة الصغيرة المتراكمة المتكدسة ثم يتساءل ثانية أليس أكثر الناس بلاء هم الأولياء والصالحين؟ فيتساءل ثالثة وهل الله يبتليني بفعل الصغائر لا الكبائر؟! فيتذكر الآية القرآنية "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما"، يصمت برهة من الزمن وهل الله الحكيم الحليم الذي سبق حلمه غضبه أن يجازي عبده الضعيف كما يفعل؟! تساؤلات كثيرة وصداع مزمن لا يجد الجواب الشافي سوى الثقة بالله ، يعلم يقينا من خلال تجارب وقراءات متنوعة أن فلسفة النجاح والفشل والتوفيق وعدم التوفيق ما هي إلا تجسيد وتكوين شخصية قوية ناجحة معمقة تستند على ركائز لا تشوبها شائبة فيما بعد بدليلين حسي ومعنوي، فالأول هم النماذج الناجحة على مر العصور ، والثاني هو الصوت الداخلي المسموع "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" و "إن مع العسر يسرا" ذكر العسر مع اليسر ولم تذكر بأداة عطف أخرى دلالة على سرعان اليسر في حال العسر ،، يا من تقرأ كلماتي وتحس بمشاعري لا أعلم عن ما تخفيه من ألم وما بكيت لأجله مرارا وتكرارا ولكن أعلم أن ما يحصل لنا ما هو إلا لأنه خير تلك هي الفطرة السليمة تلك هي الصبر عند الصدمة الأولى تلك هي الحب المفرط بالله لا الابتلاء المشؤوم.. الدنيا ما تسوى حقيقة ما تسوى ** والله ما تسوى دمعة من عيونك ماصاب من أقدار الله كتبها عليك ** اصبر وقول يا رب فوضت أمري إليك ليت البشر يدرون إن العمر أيام ** لكنهم ينسون في غفلة الأحلام النهاية.