عندما يصرح سلطان البركاني، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ورئيس كتلته البرلمانية، في لقائه الأخير في قناة السعيدة مع المحاور المتألق محمد العامري بالآتي: 1) قرار مجلس الأمن وامريكا بتنفيذ عقوبات علي الرئيس السابق ورئيس المؤتمر الشعبي العام، بحسب البند السابع، ومنها اخراجه من اليمن وتجميد ارصدته كان قرارا ظالما وأن صالح مظلوم. وأن السبب في اتخاذ هذا القرار مصدره سوء فهم دول الخليج تجاه دور الرئيس السابق صالح، وتجاه دور المؤتمر كحزب في الأحداث الأخيرة التي اسقط فيها الحوثيون العاصمة صنعاء. وأضاف، أن الحوثيين متعلمين علي اسقاط المدن وسرقة الدبابات كما فعلوا في عمران، وأن دورنا في المؤتمر كان كبح تفرد الحوثيين باسقاط العاصمة وتذكيرهم بأننا "شركاء في النصب".
2) الحدث الذي سبب الشرخ العميق (القاسمة) بين المؤتمر والرئيس هادي كان عندما تصرف الأخير بانفاق مبلغ (500 مليون دولار) من ميزانية المؤتمر. حينها استفسره محاوره، العمري، هل يملك المؤتمر وهو حزب نصف مليار دولار؟! فكان جواب البركاني، أن المؤتمر يستقبل معونات ومنح من جهات كثيرة منها دول الخليج.
3) ولغرض استنكاره للقرار الاممي ضد صالح، السخرية منه، والتقليل من شأنه، ذكر البركاني في وقت سابق من المقابلة أن لا خوف من القرار. فلم يعد وجود قوات عسكرية متعددة الجنسيات لانفاذ القرار الأممي مهما في ظل وجود حكومة متعددة الجنسيات في اليمن اليوم. هنا اراد البركاني أن يلقي الضوء علي قضية حمل بعض الوزراء في حكومة البحاح لجنسيات اخري غير اليمنية وهو ما يحرمه الدستور اليمني، وتقريبا جميع الدساتير في العالم، علي من يتولي المناصب العليا والقيادية في الدولة.
عندما يقول كل ذلك، وتطالعنا صحيفة "الهوية"، المحسوبة علي الحوثيين، في عددها أمس بعنوان رئيسي "حكومة ياسين علي الطارف" وتعرض بجانب هذا العنوان "الفلتة" صورة لوزراء حكومة بحاح وبجانبها صورة وزيرة الثقافة، الأستاذة أروي عثمان، فياسين علي منشوري الذي فكرت بكتابته قبل هذا المنشور.
لقد ذكرت القضايا التي تطرق لها البركاني في حواره مع قناة السعيدة في محاولة مني لاظهار سوء الأداء المهني للهوية وبعدها عن المطابخ السياسية. فاهتمامات الهوية- كما يشير عنوانها الرئيسي ذاك- تبدو هزيلة امام قضايا البركاني علي الاقل وعلي سبيل المثال. وعليه وفي ظل هذا الهزال، اكرر: ياسين علي منشوري الذي كنت أنوي ان أكتب.
لقد فكرت بكتابة منشور ينتقد خط الصحيفة غير المهني والهزيل ويذكر القائمين عليها كما يذكر جمهورها الكريم بالكثير من مكارم الأخلاق لليمني. تلك المكارم التي تشكل هوية اليمني، وظهرت في ابهي زينتها في ساحات الحرية والتغيير العام 2011. في العام 2011 قامت الثورة بالاصوات والرقصات والزغاريد، كما قامت بالدماء الكثيرة التي اختلطت معا في بقعة واحدة وكأنها ختم صدق وبارك هويتنا الوطنية المتسامحة مع التنوع والحريات الشخصية.
فكرت بكتابة فكرة ذلك المنشور، ولكنني عدلت أمام أداء "الهوية" المراهق وغير المسئول، ولم يعد أمامي حيال هذا "المصاب"، سوي الدعوة لهذه الصحيفة بالاستمرار والمضي قدما في انتاج هذا المرض الذي تطلق عليه "الهوية".