جرى حوار بيني وبين طفلة لم تتجاوز العاشرة عن إحدى علامات الساعة تحديدا ضياع الأمانة فقالت : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال الراوي : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ فقال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " رواه البخاري. لا أعلم حقيقة سبب الحوار ومن لقنها تلك المواضيع التي تتحدث عن علامات الساعة سوى أني صمت وقبلت جبينها فكتبت : سياسة التكتكم ، سياسة جهل الشعوب .. هي سياسة المستبدين كما ورد في كتاب طبائع الاستعباد و مصارع الاستعباد للمفكر عبدالرحمن الكواكبي ، ما يجري حاليا من غفلة ومن جهل مدقع للشعوب التي أتحفظ بأن أسميها بهائم بل هم أضل ، هي نجاح سطوة المستبدين بتهميشهم بوسائل وتكنيكات كثيرة أبرزها كما هو مرفق بالعنوان . عندما نصل لهذا الزخم من الإعلام المرئي والإلكتروني بتشجيع مثل هذا النوع من الابتذال والقبح .. لا أدعو بشيء سوى رحماك ربي إنها الساعة إنها الساعة . قالت لي أمي ذات مرة : "رحم الله معلمينا ولا مضحكينا" بعد تلك السنوات ، أدركت حقيقة الرحمة للمعلم فهو نتاج تربية لا ترويض للشعب كما يفعل الآن ، فرحم الله من علمني حرفا وغفر الله من علم تلك الطفلة علامات الساعة . أزعم بأننا مهما ثرنا بحثا عن عدالة و ديمقراطية فإننا بلا شك سنعود للبداية كما كنا لسببين لا أكثر ، الأولى بأننا روضنا ولم نرب فكلنا بطبيعة الحال يحمل في قلبه الصغير ديكتاتور كبير .. لن أخوض في النفس كثيرا حتى لا أحوم حول الإلحاد فأقع فيه! ، الأخرى هي الولاء و البراء مع الكفار ، سيسأل أحدهم ولكن من علامات الساعة أيضا : هدنة وصلح المسلمين مع الروم لقتال عدو من ورائهم - ربما قصد داعش! - فأجيب : العدو لا يعلمه أحد إلا الله ، ولكن قليل من تحكيم العقل سنجد أن الصلح كتعريف لغوي هو ما صلح بين قوتين عظيمتين بشروط ،، أجد قوة واحدة ولا أجد الأخرى فأين الصلح ؟!. كنا سابقا قادة نحمل المراجع العلمية والعملية والأخلاقية والفنية الخ لكثير من الدول اليوم ، انقلبت المعادلة تصديقا لما ورد في الآية "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ، كنا كذلك عفوا أبحث عن مصطلح أكثر مصداقية - كانوا كذلك – بسبب الأركان الثلاث : ارتباطهم بالله عز وجل ثم بعلمهم الدنيوي الواسع (يذكر المؤرخون بأن الأندلس في إحدى الأزمنة زخرت بقامة من الأدباء والعلماء والمفكرين ولم يجدوا أميا حتى المزارع!) وأخيرا بأخلاقهم . سقطت الأركان فسقطت الأسس والأحلام .. وما زالت المطربة أحلام في رأس الهرم ،، فتبا لنا !!