هتمت صحف الإمارات الصادرة، اليوم الأربعاء، بعدد من الموضوعات الهامة على المستوى المحلي والعربي والعالمي، أبرزها تداعيات تفعيل مشروع القانون الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية حول يهودية الدولة، إضافة إلى جهود الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، للتوفيق بين الفرقاء لحماية اليمن من حرب أهلية محتملة، بدعم دولي وعربي وخليجي. كما ركزت الصحف الإماراتية، على التظاهرات التي يشهدها عدد من الولايات الأميركية، احتجاجا على قرار هيئة المحلفين، بعدم ملاحقة الشرطي الذي قتل شابا أسودا في شهر أغسطس/آب الماضي.
زرع اليهودية
كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية، اليوم الأربعاء، مقالتها الافتتاحية تحت عنوان "دولة الإبرتهايد"، موضحة أن مشروع القانون الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية بأغلبية 14 وزيرا، مقابل 6 وزراء، حول " يهودية الدولة " المزمع عرضه على الكنيست لإقراره، ينزع آخر ورقة عن الكيان الذي يتستر بالديمقراطية، ويكرسه ككيان عنصري يمارس التمييز ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض.
وأضافت الصحيفة، أنه إذا كان هناك تباينات وجدل بين أعضاء حكومة نتنياهو، وداخل المجتمع الإسرائيلي، حول مضمون المشروع وضرورته، فإن هناك اتفاقا عاما بين الجميع حول يهودية الدولة، لكن الخلاف هو حول هل إسرائيل هي، دولة قومية للشعب اليهودي، كما ورد في المشروع، أم أنها دولة يهودية وديمقراطية، كما في القانون الأساسي الإسرائيلي.
كما بينت، أن الخلاف ليس حول الجوهر إنما حول ضرورة المشروع، لأنه يكشف الغطاء عن ديمقراطية إسرائيل أمام العالم ويكشف عنصريتها، مشيرة إلى أن، المشروع تفوح منه رائحة العنصرية والتمييز، خاصة عند التحدث عن الحقوق الجماعية، وبالتحديد حق تقرير المصير، إذ أنه ليس هناك حقوق للأقليات، أي العرب، لأن المشروع يحصر هذا الحق على اليهود فقط، كما أنه يؤكد أن العبرية هي اللغة الرسمية الوحيدة، أي إلغاء اللغة العربية التي يتحدث بها نحو 20% من عرب 48، وبالتالي إجبارهم على التحدث والكتابة بالعبرية.
وحول المشهد اليمني، حذرت صحيفة "البيان" الإماراتية، في مقالتها الافتتاحية تحت عنوان "نحو وحدة اليمن"، أن اليمن لا يزال يواجه موجات العنف التي تضربه، وتحاول تشتيت قواه وهز استقراره، إذ تبذل قياداته برئاسة رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي، وبدعم دولي وعربي وخليجي، أقصى جهودها للتوفيق بين فرقائه، بما يوفر الحماية لليمنيين من الدخول في حرب أهلية أو صراعات دموية أكثر، لن تحمد عقباها وسيكون من الصعب السيطرة عليها وتجاوز تداعياتها.
وأوضحت الصحيفة، أن أحد أبرز الخطوات التوجهية لتحقيق وحدة اليمن، القرار الرئاسي اليمني، الذي صدر من أجل توسيع القاعدة الشعبية للمؤسسات العسكرية في البلاد، إلى جانب إعادة آلاف الجنوبيين إلى وظائفهم العسكرية، بعد إقصائهم وتهميشهم من قبل النظام السابق، مشيرة إلى أن هذه الخطوة أشادت بها أوساط يمنية، ورحب بها الكثيرون على أمل أن تكون بداية لصفحة جديدة، ودافعا لدعوة جميع الأطراف على تجنب العنف ونشر الفوضى في المناطق التي تقع تحت نفوذ الجماعات المسلحة أو سيطرتها، وخاصة العاصمة اليمنيةصنعاء، بما يعيد للبلاد تماسكها لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تستهدفها.
بدورها، أشارت الصحيفة، أن المتمردين الحوثيين يواصلون حشدهم في محافظات يمنية عدة وفي مقدمتها مأرب، ومحيطها، وسط محاولات الوصول إلى تسوية لوضع حد لتصاعد التوتر على الأرض، فيما جددت قبائل يمنية في مقدمتها قبائل مأرب، دعمها للرئيس هادي وللحكومة اليمنية، مشددة على ضرورة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة، متوعدة الحوثيين برد قاس على أي محاولات للخروج عن الشرعية والاعتداء على المحافظة.
تحت عنوان "لا عدالة لا سلام"، تحدثت صحيفة "الوطن" الإماراتية، في مقالتها الافتتاحية، أن المتظاهرين في عدد كبير من الولاياتالأمريكية رفعوا شعار لا عدالة لا سلام، أثناء خروجهم احتجاجا على قرار هيئة المحلفين، بعدم ملاحقة الشرطي الذي قتل شابا أسودا، في منطقة فرغسون، في شهر أغسطس/ آب الماضي، مشيرة إلى، أن المتظاهرين يرون أن القرار يحمل شبهة العنصرية وعدم العدالة، وهو أمر لا يحدث كثيرا في الولاياتالمتحدة المعروفة بنظامها القانوني والقضائي، الذي يمر عبر مراحل عديدة قبل اتخاذ القرار النهائي.
وأوضحت الصحيفة، أن القضية ليست في القرار وحده، ولكن في تحرك واسع في عدد من الولايات، في اللحظة التي صدر فيها القرار، مما يكشف عن مدى احتقان المشاعر الغاضبة، التي رأت في العنف المفرط الذي تستخدمه الشرطة أمر لا مبرر له، وهو ما جعل بعض السود يعتقدون أن هناك عنصرية في التعامل معهم حتى الآن، على الرغم أن الرئيس الأمريكي أسود حاز على إعجاب الأمريكيين الذين صوتوا له بصورة حاسمة ضد منافسه الجمهوري، مشيرة إلى، العلاج يكمن في تغيير نظرة السود والبيض من خلال ثقافة جديدة، تغير المفاهيم والتصورات والانطباعات التقليدية.