هل يعود اليمن يمنان، فلا يسعد اليمنيون ولا تُحفظ الوحدة؟ سؤال يطرح اليوم مع الأحداث الجارية في اليمن، وسيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة اليمنية، بتسهيل من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومع تأكيد زعيم الحراك الجنوبي حسن أحمد باعوم إن المشاورات جارية بشأن الانتقال لتنفيذ خطوات تصعيدية من أجل استقلال الجنوب واستعادة الدولة السابقة. ففي حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، قال باعوم، وهو رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب، إن لا حياد عن هدف عودة دولة الجنوب، رافضًا الإفصاح عن الخطوات التصعيدية التي سيقوم بها الحراك لتحقيق هذا المطلب، رغم تشديده على الصفة السلمية للحراك، كما هو حاله منذ تأسيسه في العام 2007. وأشار باعوم إلى أن موعد الاستقلال سيعلن في حينه توحدوا وصعّدوا ونقلت الشرق الأوسط عن مصادر جنوبية قولها إن أبرز الخطوات التي سيتم الإقدام عليها خلال الأيام القليلة المقبلة هي السيطرة على المؤسسات الرسمية والمنازل والمقار المنهوبة بعد حرب صيف العام 1994، التي انتصر فيها الشمال على الجنوب. وتحضيرًا لهذه الخطوات، تعقد اجتماعات مكثفة في عدن بين قيادات الفصائل اليمنية المختلفة، للتوصل إلى صيغة نهائية للتحرك المقبل، وتشير معلومات الصحيفة إلى مشاركة قيادات من المعارضة الجنوبية في الخارج والداخل في هذه اللقاءات. ويترافق الاستعداد الحراكي مع احتجاجات حاشدة في عدن الاثنين، تطالب بالاستقلال، وبالبقاء في الساحات حتى تحقيق المطالب، وتناشد القيادات الجنوبية التوحد والتصعيد. طيبة.. إن تمّت وفي هذا الاطار، نقلت الشرق الأوسط عن علي هيثم الغريب، القيادي في الحراك الجنوبي، رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك الثوري، قوله إنهم اتجهوا نحو توحيد الصف الجنوبي وتم التماسك بساحة الاعتصام بمشاركة الكل، ووجدت الخطوات التي أعلنوها قبولًا من كل الفصائل الحراكية من دون استثناء، مؤكدا التوجه نحو الحسم الثوري الذي يحتاج إلى تنسيق مع المؤسسات التي انضمت إلى ساحة الاعتصام ومراكز الشرطة. اضاف الغريب: "التصعيد في المرحلة المقبلة سيكون تصعيدًا نحو إسقاط المؤسسات بالتنسيق مع الحراك والموظفين الموجودين في تلك المؤسسات"، مؤكدا تمسكهم بالسلمية في كل خطواتهم حتى تصبح ثقافة عامة في ظل الصراعات الكبيرة التي قال إن الوطن العربي يعاني منها ومن التيارات التي أصبحت طاغية في تلك الدول. وأكد أن اهتمام الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة بمعالجة القضية الجنوبية بشكل عادل لن يؤثر على الزخم الثوري، واصفًا تلك المعالجات ب"الطيبة، إن تمت، وتعني وجود شيء جديد من الجانب الحكومي، لكن القضية هي استعادة دولة وبناؤها بالشكل الحضاري".