سيارة مفخخة تستهدف منزل السفير الإيراني الجديد سيد حسين نام صباح الأربعاء في قلب العاصمة صنعاء مخلفة عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين واضرارا مادية كبيرة في المنازل المحيطة بالحادث. وإلى الان لم تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن العملية التي تحمل بصمات القاعدة هكذا يكون التعاطي الإعلامي من قبل وسائل معروفة بارتباطها بالمشروع الأمريكي عقب كل جريمة من هذا النوع في أي بلد عربي او اسلامي كان وغالبا ما تسارع القاعدة بعد ساعات من التحليل والاثارة إلى نشر بيان يتبنى تلك الجرائم واضعة إياها في مصفوفة ما تسميه انتصاراتها في محاربة الصليبيين. ضحايا بالجملة عسكريين وامنيين ومدنيين أطفال ونساء دكاترة وحتى الأمراض على اسرة المستشفيات لم يسلموا من هذا الأجرام التكفيري الذي يسعى إلى نشر الفوضى وزرع الفتنة بين أبناء الإسلام على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم لتكرار النموذج العراقي الذي انتجته واشنطن في بلاد الرافدين منذ غزوها بغداد في العام الفين وثلاثة. في اليمن هناك ثورة شعبية أطاحت بقوى الفساد والإجرام وخابت معها المخططات الرامية إلى تحويل البلد إلى كانتونات أمريكية في الولاء والموقف. وامام تلك المتغيرات والإنجازات الثورية في المجال الأمني على وجه الخصوص لم يعد لتلك القوى الفاسدة والمستكبرة سوى الورقة المخابراتية المسماة قاعدة ليجري العمل على تفعيلها وتكثيف جرائمها بشتى الوسائل والطرق خلطا للأوراق وإشغالا للرأي العام عن القضايا المهمة المتعلقة بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني املا في استعادة النفوذ وتشويه الخصوم وعودة المصالح المشبوهة في البلد. وما جريمة استهداف منزل السفير الايراني بصنعاء الا واحدة من عدة جرائم مماثلة أحبط الكثير منها على ايدي اللجان الشعبية وقوات الأمن الأمر الذي يكشف حالة الافلاس والهزيمة التي وصلت اليها الاطراف المتضررة من ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الأخيرة. عودة الأمن والاستقرار في اليمن إضافة إلى التطلعات في بناء علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع قوى إقليمية ودولية تحترم سيادة البلدان يقلق الولاياتالمتحدة وحلفائها فالبلد الذي ظل أسيرا لمساعداتها المالية والعسكرية طيلة العقود الماضية سيتحرر أخيرا من قيودها وستلغى تلك المعاهدات التي اتاحت لواشنطن استباحة الدماء وقتل الأبرياء وانتهاك السيادة الوطنية برا وبحرا وجوا تحت مسمى مكافحة الإرهاب بالتعاون من قوى التسلط والنفوذ التي استأثرت بثروات البلاد والمنح الخارجية وعملت على اشعال الحروب ورعاية الفوضى من خلال تبني المشروع التكفيري ومليشيا القاعدة. لذلك فليس بالغريب ان تكثف القاعدة من جرائمها ولمواجهة هذا التحدي وهو الأبرز يستوجب إرادة سياسية جادة من خلال تفعيل دور الجيش والأمن للقيام بواجبهما في حماية الشعب والدفاع عن مصالحه جنبا إلى جنب مع اللجان الشعبية ليسهم الجميع في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في البلد.