الصحفي الأمريكي لوك سومرز عندما انتقل لوك سومرز للعمل مدرسا في صنعاء في شهر فبراير/شباط 2011، لم يكن يتوقع آنذاك أن يغير مساره المهني ليصبح مصورا صحفيا. لكن ما أن انطلق ما يسمى بالربيع العربي في المنطقة، حتى عمت الاضطرابات العاصمة اليمنية. وآنذاك، أخذ سومرز يوثق الأحداث الجارية من حوله. والتقط سومرز المولود في بريطانيا والذي يحمل الجنسية الأمريكية أول صورة له في صنعاء بعد أسبوعين من وصوله إليها إذ صور محتجا شابا أصيب بجروح بينما كان أصدقاؤه يحاولون نقله إلى المستشفى. وقال سومرز لبي بي سي آنذاك بعدما أصبح مصورا هاويا "كنت أقف إلى جوار معسكر للمحتجين المناهضين للحكومة عندما كانت تقام صلاة الظهر. كانت أصوات نيران الأسلحة تسمع بوضوح في الجوار...وسرعان ما كان المحتجون المنفعلون ينقلون المصابين (إلى المستشفيات)". وسرعان ما بدأ سومرز العمل مع المطبوعات المحلية مثل "يمن تايمز" و "ناشيونال يمن"، كما أن المواد التي كان يساهم بها في هذه المطبوعات كان يعاد نشرها في وسائل إعلام عالمية. كما واصل سومرز المساهمة في تغطية بي بي سي للأحداث المتسارعة في اليمن إذ قدم شهادات حية لشهود عاينوا الأحداث وأرسل صورا لها. وأنتج سومرز مجموعات من الصور عن الأحداث في اليمن، قائلا "يحرص اليمنيون أشد الحرص على إسماع أصواتهم ونقل قصصهم للناس (لمعرفة الحقائق الجارية على الأرض)". لقد أريقت دماء كثيرة خلال النزاع بين المحتجين والسلطات الأمنية في اليمن، ووصف سومرز كيف أن رائحة الموت ظلت عالقة في ملابسه بعد مدة طويلة من مغادرته المستشفيات الميدانية التي التقط صورا لها. وقال سومرز لبي بي سي في أغسطس/آب 2013 قبل شهر من اختطافه في أحد شوارع صنعاء "لا أزال في اليمن لكني أنوي المغادرة قريبا". وكانت آخر مجموعة من الصور التي أرسلها إلى بي بي سي في سبتمبر/أيلول 2013 تتعلق بمؤتمر الحوار الوطني في اليمن بين الفرقاء اليمنيين قبيل أيام من اختطافه. المزيد قال مسؤولون يوم السبت إن صحفيا أمريكيا ومعلما من جنوب افريقيا كان متشددو تنظيم القاعدة في اليمن يحتجزونهما رهينتين قتلا إلى جانب عدد من خاطفيهما خلال محاولة لإنقاذهما نفذتها ليلا قوات أمريكية ويمنية في قرية صحراوية نائية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومسؤول مخابرات يمني إن الخاطفين قتلوا بالرصاص لوك سومرز (33 عاما) والمعلم الجنوب افريقي بيير كوركي عقب بدء المداهمة في منطقة وادي عبدان القاحلة بشبوة وهي محافظة في جنوباليمن ينظر اليها منذ زمن بعيد على انها من أشد معاقل القاعدة تحصينا. وقال كيري إن العملية -وهي ثاني محاولة لتحرير سومرز خلال عشرة أيام- لم تتم الموافقة عليها إلا بعد ورود معلومات تفيد بأن حياة الامريكي في خطر داهم. إلا ان مجموعة (جيفت أوف ذا جيفرز) للإغاثة -التي كانت تسعى لانقاذ كروكي- قالت إنها أجرت مفاوضات من أجل تحرير الرهينة الجنوب افرقي وتوقعت ان يتم ذلك غدا الاحد وان يعود الى أسرته. وتعتبر واشنطن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واحدا من أخطر فروع التنظيم وتعمل مع الحكومة اليمنية وعن طريق هجمات بطائرات بدون طيار لمهاجمة قيادة التنظيم في المناطق الجنوبية والشرقية باليمن. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان "عدم الاكتراث بحياة لوك بهذا الشكل القاسي دليل آخر على فساد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وسبب آخر لكي لا يتوقف العالم أبدا عن محاولة هزيمة أيديولوجيته الشريرة." وذكر انه أجاز محاولة الانقاذ وقال إن الولاياتالمتحدة "لن تدخر جهدا في استخدام كل قدراتها العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية لإعادة أمريكيين إلى وطنهم سالمين أينما كانوا." وذكر مسؤول كبير في مكتب الرئيس اليمني ان سومرز نقل من مسرح عملية الانقاذ لكنه توفي في وقت لاحق متأثرا بجروحه. وقالت مجموعة (جيفت أوف ذا جيفرز) في بيان نشر في موقعها على الانترنت "تلقينا ببالغ الحزن أنباء تفيد أن بيير قتل في محاولة من القوات الأمريكية الخاصة في الساعات الأولى من الصباح لتحرير رهائن في اليمن." واضافت المجموعة "سيتضاعف الدمار النفسي والوجداني ليولاند (زوجة كوركي) واسرتها إذا علموا ان القاعدة كانت تعتزم الافراج عن بيير غدا... قلنا لها منذ ثلاثة أيام 'بيير سيعود الى بيته للاحتفال بعيد الميلاد'." وامتنع متحدث باسم حكومة جنوب افريقيا عن التعليق. وقال مسؤول أمني يمني لرويترز إنه لم ترد معلومات جديدة عن ثلاثة رهائن آخرين وهم بريطاني وتركي ويمني كانوا محتجزين من قبل مع سومرز وكوركي. وقالت لوسي سومرز شقيقة سومرز المصور الصحفي لوكالة أسوشيتد برس إنها ووالدها علما بوفاة شقيقها من ضباط بمكتب التحقيقات الاتحادي الساعة 0500 بتوقيت جرينتش اليوم السبت (الساعة 12 بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة). وقالت من لندن "نطلب أن يتاح لكل اسرة لوك أن يحزنوا في هدوء." * خطر وشيك وقال كيري إن قرار تنفيذ العملية استند الى مخاوف من أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان يعتزم قتل سومرز. وقال كيري "في وقت سابق هذا الأسبوع (الاسبوع الماضي) نشر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تسجيل فيديو أعلن فيه أن لوك سيقتل خلال 72 ساعة. وبالإضافة لمعلومات أخرى كان هذا مؤشرا قويا على أن حياة لوك في خطر وشيك." وقال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس دون الخوض في تفاصيل إن القوات الأمريكية حاولت بالفعل انقاذ سومرز. وسبق أن كشف مسؤولون يمنيون عن إطلاق سراح ستة يمنيين وسعودي واثيوبي في عملية نفذت يوم 25 نوفمبر تشرين الثاني. ووردت تقارير متضاربة عن كيفية تنفيذ مداهمة اليوم وعن عدد القتلى من الخاطفين. وقال مسؤول يمني صباح اليوم إن عشرة ممن يشتبه بانهم من عناصر القاعدة قتلوا في العملية. وقال مسؤول امريكي لرويترز شريطة عدم نشر اسمه إن القوات الامريكية الخاصة نفذت العملية بمفردها الساعة الواحدة فجرا في اليمن غير ان الخاطفين نما الى علمهم نبأ اقتراب هذه القوات قبيل وصولها. وقال المسؤول إن الخاطفين قاموا عندئذ "باعدام" الرهينتين حيث اصيب كل منهما بعدة أعيرة نارية. وتوفي أحدهم خلال رحلة جوية لنقله والآخر على ظهر سفينة أمريكية. وقال المصدر إنه لم يحدث أي اطلاق للنار في أي مرحلة في المجمع حيث يحتجز الرهينتان وانه لم يحدث ان اطلقت القوات الامريكية النار على هذا المبنى. وقال مسؤول امريكي كبير إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أيد هذه العملية. وقال المسؤول الامريكي الكبير في واشنطن إنه رغم علم الولاياتالمتحدة بوجود رهينتين في الموقع وان احدهما هو سومرز إلا انها لم تعرف ان الآخر هو كوركي. وقال مسؤولون امريكيون إن فريق الانقاذ كان يتكون من نحو 40 فردا من قوات العمليات الخاصة وان الغارة استمرت نحو 30 دقيقة من بدايتها وحتى نهايتها. وقالت الحكومة اليمنية في بيان أوردته وسائل إعلام رسمية إن قوات الامن اليمنية قادت العملية. وقالت إن قوات الامن اليمنية حاصرت المنزل وطالبت الخاطفين بالاستسلام لكنهم لم يستجيبوا وقتلوا الرهينتين. وقالت إن ذلك ادى الى الهجوم على المبنى اصيب فيه ايضا اربعة من ضباط الامن اليمنيين وقال البيان إن المنزل ملك سعيد الدغاري الذي يشتبه بانه من المتشددين وقال مصدر امني يمني آخر لرويترز إن ذلك حدث في قرية دفار بمنطقة وادي عبدان بمحافظة شبوة. وقال مصدر قبلي من المنطقة "إنها قرية صغيرة تضم من 20 الى 30 منزلا. وقعت اشتباكات قصيرة للغاية مع المسلحين ثم انتهى كل شيء". ونشر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوم الخميس تسجيل فيديو يظهر فيه رجل قال التنظيم انه سومرز وهو يتحدث إلى الكاميرا قائلا "أبحث عن أي مساعدة يمكن أن تخرجني من هذا الوضع. أنني على يقين من أن حياتي في خطر." ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة الفيديو الذي نشر على موقع سايت الذي يتابع صفحات الجماعات المتشددة على الانترنت.