كتب - المهندس/علي نعمان المصفري صورة شرقي يحل على أوربا بعمر الزهور لايعرف منها سوى اكتساب المعرفة والعودة إلى وطن جداراته متهالكة، بين شرق وغرب وعقلية ما قبل القرن في حدوده تلك التي مثلت قبرا له .
اختزل التاريخ في الدراسة والعودة للعيش عيشة كريمة في الوطن؟ لكن الصورة كانت منكوبة .
لم يكن سهل لمحمود الدخول إلى الحياة من تلك القرية البعيدة المنسية في التاريخ ليلتحق بالمدرسة ذات الأربعة الفصول, غير التحمد على امكانية غرف معالم أبجديات المعرفة في القراءة والكتابة حتى يتوق له فتق معارف أفكاره إلى مواصلة وامتداد معارفه مع مراحل التعليم المعتادة أمتدت إلى طفولتة التي منها أستمد قوة الحضور في الشخصية بكاريزما غير معهودة في جيله, نموذج للتعامل مع القادم المجهول محطة قوة انتقاله إلى المستقبل وكان الكيان بالفعل صورة في شخص محمود الفعل اليوم .
حمل جّل هموم طفولته معه بين أحضان واقع عفوي فطري الطبيعة فيه سيد الموقف, شخصية محمود ترنحت فيه ولم يكن له فيها غير الخضوع في الذات لها في إستلذاذ على صقلها في جوء أفتق معارفه في الزمان والمكان خصوصية الانتقال إلى المعرفة .
لم ينتهي من مراحل تعليمه الأولى في وطنه, حيث ظّل في جدل مع ذاته في صور حية منعته من التزويد بوسيلة الخروج من النفق .
غرق في بحيرة ذلك الماضي المظلم الأعوج وسيطر العنف الأهوج على كل حي وغمس أمله ولو لحين في غمدة آماله ليخرج نحو المستقبل بذراعين دون انتقام من الماضي القاصي فيه تجرع المؤلم طفولة مره .
شرب من كأس البراءة في مبدأ حلمية السعدية نعمة العقل والصدق وتوج على عقلة أجمل فروسية التيجان للخلود إلى وطن مغتصب .
فكر في العودة إلى الوطن مرات حتى كان المنتهى في المصيبة وبقى في الفعل صاحبنا يجر نتائج المآساة حتى الصُرع في زمن لايرحم أهله ولا يقاس .
صورة واقع مستباح لايفقه معاني اللغات حالنا اليوم لازلنا نبحث عن محمود وأين هو اليوم, بعد أن أكلت الحروب منه ووطنه كل شئ حئ .. توزع بين جسد الغربة وروح الوطن في تضحية لم نجد لها مثيل سوى في روايات الخيال وهي قصة واقع محمود الذي من فم كلماته ومن وحي قلبة وصمودة خرج وطن الى التاريخ من جديد وعاد الوعي في وطنة الى الصحوة القوية بإرادة الخروج من المحنة .