لاشك ان الثورة الجنوبية تعاني من تكتيم إعلامي كبير ولكن من وراء هذا التكتيم الإعلامي ومن المسؤول هل هو الاحتلال أم وسائل الإعلام نفسها والسياسات الدولية أم الثورة الجنوبية ممثلة بالحراك الجنوبي نفسه في نظري إن الحراك الجنوبي نفسه من يقف وراء هذا التكتيم الإعلامي والسبب الحقيقي في هذا الجانب . وبكل بساطه لأن الدور الإعلامي عند الحراك الجنوبي للأسف كان ومازال صفر وهزيل جداً كل من ظهروا ومثلوا الحراك الجنوبي في وسائل الإعلام لم يقدموا أي أداء يثير الاهتمام أو يخدم القضية الجنوبية بل بالعكس كان ظهورهم سلباً على الثورة أكثر من إيجاباً حتى القنوات الفضائية التي تتعاطف مع القضية الجنوبية أوقفت تناول القضية الجنوبية والاهتمام بها أو استضافة نشطاء جنوبيين حتى لا تتسبب بالحاق الضرر في القضية الجنوبية بسبب الظهور السلبي الذي نظهر به دائماً . من المعروف أن وسائل الإعلام دائماً يهتمون بعرض وتقديم برامج وحوارات وحلقات نقاشية ساخنه حتى وإن كان كلام ضيوف الحلقة كله كذب وتلفيق لأن القنوات الفضائية تركز على البرنامج والحلقات النقاشية الساخنة والملفتة للنظر من أجل نجاحها وشهرتها هي أولاً، ومما لاشك فيه أن الجانب الإعلامي يعتبر السلاح النووي الفتاك عند الثوار في ثوراتهم بالذات عند الثورات السلمية ولن تكون الثورة قوية إلا بقوة إعلامها وإعلاميها الفصحاء . ومن هنا نقول ونطالب ونناشد جميع القيادات والفصائل والتيارات والنشطاء والمهتمين والقادرين على تأهيل كوكبة إعلامية بارعة لتقديمهم إلى الإعلام نناشدهم بأن يلتفتوا إلى أهمية الجانب الإعلامي وتحسين أدائه المشوه كلياً لكي يلتفت إلينا الإعلام ويسمعنا العالم ونوصل أصواتنا وأخبارنا ومشاكلنا وهمومنا ومطالبنا إلى العالم من النوافذ القريبة وعبر الطرق الأسرع في إيصال أصوات الشعوب الثائرة إلى العالم . أعتقد أننا لو خصصنا ولو جزءا بسيط من الأموال التي تستهلكها القنوات الفضائية التابعة للحراك وقمنا بإعداد وتأهيل عدد خمسة أشخاص فقط من ذوي الألسن الفصيحة والطلاقة والبراعة والنباهة التي تخوض الحوارات والنقاشات بكل براعة سوف نستغني عن القناتين الفضائية ونحول كل القنوات الفضائية العالمية الكبيرة والصغيرة إلى منابر صوتية للثورة الجنوبية نوصل من خلالهما صوتنا الهادر .