جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    تسجيل أربعة أحداث زلزالية في المياه الإقليمية اليمنية    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    قبائل بني نوف في الجوف تُعلن النفير العام والجهوزية لمواجهة الأعداء    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    الرئيس المشاط يعزي رئيس مجلس النواب    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    صنعاء: تحذيرات من 3 ليالي صقيع    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    واشنطن تكشف عن التنازلات التي قدمها الشرع في البيت الأبيض    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«النت» سلاح الإرهاب الجديد..!
نشر في عدن الغد يوم 25 - 12 - 2014

في البداية بيّن الشيخ د. عيسى الغيث - عضو مجلس الشورى- أنّ الإرهابيين يلجؤون إلى الإنترنت لأنّها وسيلة غير مكلفة ولا يمكن مقاومتها والقبض عليها، موضحاً أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة تواصل نستخدمها جميعاً كما تستخدمها الوزارات والمنظمات العالمية، فبالتالي هم يستفيدون من هذه الوسيلة، معتبراً أنّهم -للأسف- يستفيدون من هذه المعطيات الجديدة عبر الإعلام الجديد أكثر من استفادتنا لها، على الرغم من أنّ لدينا الإمكانات أكثر منهم، إلاّ أنّهم أفادوا أكثر منا، مشدداً على وجوب إعادة النظر في ذلك، من خلال إنشاء مركز وطني لمكافحة الارهاب يضم وحدة يمكن من خلالها تشغيل حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ لرصد التطرف والإرهاب عبر الإنترنت، ويكون له دور فاعل في محاربتهم، وبالتالي لا نترك الجماعات الإرهابية تغسل عقول شبابناب هذا الشكل.

وأضاف أنّه يجب ألا نغتر ولا نصاب بيأس على هذا الأمر، فالغريب ألا نتعامل مع سنة شرعية تجاه هذه السنة الكونية، مبيّناً أنّ الله -عزّ وجل- خلق وقدر هذا الأمر، ولكن أمرنا أن نواجه ذلك بسنة شرعية، مؤكّداً أنّه بواسطة السنة الشرعية نحارب السنة الكونية التي تضرنا وتسيئ إلى ديننا ودنيانا، لافتاً إلى وجوب الإفادة من الإمكانات الموجودة لدينا، سواءً كانت إمكانات مالية، أو بشرية، أو فكرية، من أجل أن نعرف ونتعرف على هذه الأمور السلبية، بالإضافة إلى أن نسعى جاهدين لمكافحتها بأفضل ما نملك وفق عمل مؤسسي لا عملاً مرتجلاً، إلى جانب إنشاء مركز وطني لمكافحة الارهاب أسوةً بالمركز العالمي لمكافحة الإرهاب لكي نكافح الإرهاب داخل منطقة الخليج.



وأشار إلى أهمية تفعيل الجانب الفكري وذلك عبر استراتيجية واقعية تكون بعيدة عن الاستراتيجيات التي تبقى في الأدراج، وإنما استراتيجية واقعية لها خطة تنفيذية ولديها خارطة طريق زمنية وفق عمل مؤسسي وجماعي ولها مقياس للأداء بشكل يومي وشهري وسنوي، موضحاً أنّ ذلك لا يعني عدم وجود جهود حالية، بل هناك جهود كبيرة مشكورة ولكنها متناثرة ومبعثرة بحاجة إلى توحيدها من خلال مركز وطني لمكافحة الإرهاب كجهد تنسيقي بين جميع الجهات الداخلية والخارجية بهذا الشأن.

برامج وقائية

ورأى "د.إبراهيم الزبن" -أستاذ علم اجتماع الجريمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أنّ الإرهاب يُعدّ سلوكاً عنيفاً يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد ضد مصلحة المجتمع ومؤسساته المختلفة؛ لتحقيق أهداف غير مشروعة من شأنها المساس بالأمن، مبيّناً أنّ السنوات الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت؛ مما أدى لظهور أنماط عديدة من الجرائم تصنف بأنّها نوع من أنواع الجرائم الإلكترونية، حيث زاد عدد مواقع الانترنت التي تروج للفكر المتطرف والإرهاب، وأصبح العالم يواجه أنماطاً جديدة من الجريمة الذكية، موضحاً أنّ شبكة الإنترنت تحولت إلى فضاء للإرهاب والتطرف أكثر منها فضاء مجتمعي، وتبدلت أدوارها عن سياقها ومدلولها الاجتماعي لتكون وسيلة لما أصبح يعرف بالإرهاب الالكتروني، مؤكّداً على أنّ الارتباط بين الإنترنت والإرهاب ظهر عندما استشعرت الجماعات الإرهابية أهمية المواجهة الإلكترونية، والتحول نحو إشكال جديدة من المواجهة، واستغلال وسائل غير تقليدية لتحقيق أهدافها والتوسع في عملياتها، والوصول إلى أكبر شرائح ممكنة في المجتمعات.

وقال: إنّ من العوامل المساعدة عدم استغلال الحكومات والجهات المعتدلة لهذه المواقع من أجل الحوار، ونشر ثقافة التسامح، والوسطية، والاعتدال في المجتمع، والتواصل مع الفئات المختلفة للتصدي للإرهاب، وكشف أساليبه، ومعتقداته، وفي صياغة رأي عام مضاد للإرهاب؛ مما مهد لهذه الجماعات لاستغلال هذا الفراغ وتسخير مواقع الانترنت لنشر أفكارهم المنحرفة، وتنفيذ عملياتهم الإرهابية، منوهاً بأنّ من أبرز استخدامات الإرهابيين لشبكة الانترنت بث البيانات الإعلامية الترويج للخطاب الإرهابي، والبحث عن المعلومات والإفادة من شبكة الانترنت في الاتصال بين الجماعات الإرهابية، وتجنيد إرهابيين جدد، وإصدار التعليمات لأعضاء الجماعة والتخطيط للعمليات الإرهابية المختلفة والحصول على التمويل للعمليات الإرهابية.

وأضاف أنّ من أهم الحلول الممكنة لمواجهة هذه المشكلة توفير البرامج الوقائية التي تعتمد على خطط ملائمة تبنى على إجراءات يمكن تطبيقها في الواقع الاجتماعي، ومنها تبني سياسات قصيرة وطويلة المدى تتيح فرص كافية للجهات المسؤولة للحد من هذه العمليات الإرهابية، ومن هذه الحلول توفير الرقابة المحلية والدولية التي تمكن الجهات الأمنية من تتبع هذه الجماعات وتضييق السبل أمامها والحد من تحركاتها، ومنها توفير البرامج التوعوية التي تحصن أفراد المجتمع من الوقوع في شراك هذه الجماعات وتدربهم على طرق المواجهة في حالة تعرضهم لها، ويضاف إلى ذلك توفير بيئة أمنة وملائمة للحوار الفكري المعتدل في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.



خدمة غير مقصودة

وذكر "د.دشن القحطاني" -باحث في الإعلام الإلكتروني- أنّ تطور وسائل الاتصالات وأنظمة المعلومات قدم خدمة غير مقصودة للتنظيمات الإرهابية؛ حيث استغلت الجماعات الإرهابية هذا التطور في خدمة أغراضها غير المشروعة وإتمام عملياتها الاجرامية، فقد وفرت الاتصالات الحديثة عملية نقل الأفكار والبيانات والتوجيهات إلى خلايا الشبكات الإرهابية بأمان، بعيداً عن أعين الرقابة الأمنية، كما أمنت أنظمة المعلومات الإلكترونية أيضاً تدفق سيل من المعلومات اللازمة لتنفيذ عملياتها الإرهابية، مبيّناً أنّ التزاوج بين الإنترنت والإرهاب ظهر بشكل أكثر وضوحاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، حيث انتقلت المواجهة ضد الممارسات الإرهابية من المواجهة المادية المباشرة الواقعية إلى الفضاء الإلكتروني؛ مما ساعد على تزايد عدد المواقع الإلكترونية للتنظيمات الارهابية بشكل كبير لا يمكن السيطرة عليه، مؤكّداً على أنّ الجماعات الإرهابية تسعى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحقيق الاتصال الداخلي بين افرادها بأمان، يليه بث الرعب في النفوس، ثم الترويج لأعمالها وتحويل مرتادي هذه المواقع لأدوات ترويجية لأعمالهم، وأخيراً إعطاء صورة ذهنية عن مدى قدرتها ونفوذها.

وقال إنّ الإنترنت أصبحت الوسيلة الأهم والأبرز في وقتنا الحالي لما له من دور كبير في تحقيق الكثير من الأجندة التي تخدم الجماعات الإرهابية والتي وفرتها لها هذه الشبكة العالمية والتي كان من أبرزها ضمان عنصر السرية، وكذلك إمكانية التواصل مع قاعدة جماهيرية عريضة بسهولة ويسر؛ مما يحقق لها عنصر التجنيد بشكل كبير وواسع وسهل، كما أنّ انخفاض التكلفة له دور بارز، مبيّناً أنّ هذه الشبكة تعمل على خلق الإرهاب المعلوماتي، والتعبئة وتجنيد إرهابيين جدد؛ مما يحافظ على استمرار الخلية وبقائها مستغلين تعاطف الآخرين من مستخدمي الإنترنت مع قضاياهم، ويجتذبون الصغار بعبارات حماسية مثيرة، خاصةً من خلال غرف الدردشة الإلكترونية، وهناك الكثير من الطرق.

وأضاف أنّه وعلى الرغم من أنّ الدفاع عن أمن مجتمعاتنا ضد الإرهاب الإلكتروني هو من الأهمية بمكان، إلاّ أنّ هذا الدفاع قد يستلزم اتخاذ بعض التدابير التي قد تؤدي في بعض الدول إلى انتهاك الخصوصية، وتقليص التدفق الحر للمعلومات وتقييد حرية التعبير؛ مما يمثل ثمناً باهظاً من حيث تقلص الحريات المدنية، لافتاً إلى أنّه مع تضاعف الأخطار المترتبة على الممارسات الارهابية اتجهت الدول على اختلاف ايديولوجياتها إلى هذا المنحى تجاه وسائل الاتصال، خاصةً تلك التي اتاحتها تكنولوجيا الاتصال الحديثة؛ نظراً لما لها من امكانات تم استغلالها بأسواء الأشكال من قبل الجماعات الارهابية، مؤكّداً على أنّ هذه الأفكار لا يمكن معالجتها إلاّ بفكر مضاد، وهذا الأمر قد أشار إليه وزير الداخلية -رحمه الله-، الأمير نايف بن عبدالعزيز، بأنّ الفكر لا يمكن معالجته إلاّ بفكر مضاد.

وأشار إلى أنّه من الواجب أن نوفر البيئة المناسبة التصدي لهذه الممارسات الإرهابية، عن طريق إعداد الكوادر الأمنية المؤهلة تأهيلاً إعلامياً، يمكنها من صياغة رسائل إعلامية واضحة ومؤثرة ذات مصداقية، كما أنّ من الواجب إطلاق مواقع دينية على مواقع التواصل الاجتماعي تخاطب الآخر وفق مفاهيم تقوم على مضامين انسانية راقية، وتعكس مفهوم الدين الإسلامي الحنيف كدين محبة وتعاون وسلام، مع إبراز الوجه المشرق للثقافة الإسلامية كوسيله لإغلاق الباب أمام تلك الجماعات التي تتخذ من الدين ستاراً للاختباء وراءه وهي أبعد ما تكون عنه، مشدداً على أهمية العمل على توفير بيئية ديمقراطية تتحرك فيها وسائل الاعلام بحرية دون قيود أو عوائق مؤسسية، بل من منطلق شعور بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطنين.

تبذل وزارة الداخلية جهوداً حثيثة للقضاء على الإرهاب والسعي لمكافحته بكافة أشكاله؛ لما يشكله من مصدر أساسي للمخاوف، والقلائل، وترويع، الآمنين إلى جانب عدم أمن واستقرار المجتمعات كافة.

ويستخدم الإرهابيون جميع الطرق والوسائل المؤدية لخدمتهم في عمليتهم الإرهابية المتطرفة، ومن أهم تلك الوسائل لجؤهم إلى "الإنترنت" ومواقع التواصل الاجتماعي، وجعلها وسيلة لبث أفكارهم ومخططاتهم الإرهابية، ومن أجل ذلك فقد سخرت وزارة الداخلية مؤخراً جميع بياناتها وتعاميمها وكافة جهودها في مكافحة خطر الإنترنت في بث التطرف والإرهاب، ومما يدل على ذلك هو الإعلان الأخير عن قائمة الارهابين الذين تورطوا بذلك.

ويُعدّ الإنترنت اليوم سلاحا قويا للجماعات الارهابية المتطرفة، وما تقوم عليه تلك الجماعات من حملات التطرف والإرهاب والتصعيد المذهبي، بهدف كسب أكبر فئة ممكنة من ضعاف النفوس وخداع شبابنا وشاباتنا باسم الدين، وبالتالي تغيير أفكارهم ومعتقداتهم؛ تحقيقاً لتنفيذ مخططاتهم في عملية زعزعة الأمن وزرع الفتن على أمن الوطن واستقراره.

وأمام هذا المشهد، فإننا يجب أن ندرك خطورة ما وصل إليه الإرهابيون في تسخيرهم للإنترنت في بث التطرف والإرهاب حتى أصبح الإنترنت محوراً وساحةً للتجنيد، وهو ما يدعونا جميعاً إلى التحرك سريعاً ومواجهة تلك الفئة الضالة بكافة الوسائل الممكنة.

توظيف التقنية للتهديد واستدرار العواطف!

كشف "د.إبراهيم الزبن" أنّ الإحصاءات المنشورة من الاتحاد الأوروبي تبيّن ارتفاع معدلات استخدام الإرهابيين للإنترنت حيث بلغ عدد مواقع الانترنت التي يستخدمونها من (12) موقعاً عام 1998م إلى أكثر من (5800) موقع في الوقت الحاضر، كما يشير مجلس وزراء الداخلية العرب إلى تزايد استخدام الإرهابيين لمواقع الانترنت لتصل لأكثر من (720) موقع وصفحة في الوطن العربي، موضحاً أنّ ذلك قد دفع التحول في عمل الجماعات الإرهابية الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعداد إستراتيجية لمكافحة الإرهاب، تتضمن تدابير تتخذها الدول الأعضاء لمكافحة الإرهاب، من خلال تعزيز قدرت الجهات المسؤولة بهذه الدول لمواجهة هذه التغيرات.

وقال إنّه مما ساعد على انتشار الإرهاب الإلكتروني خصائص هذه الجرائم، والتي منها توفر الغطاء لها وصعوبة الوصول للإرهابيين، وصعوبة الوصول للأدلة الجنائية، وسهولة التخلص منها، إضافةً إلى صعوبة تعقب أفراد الجماعات الإرهابية والكشف عن ملابسات الجرائم التي يرتكبونها، إلى جانب توافر أجهزة الحاسب الآلي وخدمة الانترنت، وقدرة بعض الإرهابيين على الاستخدام المتقدم للأجهزة والخدمات الالكترونية، وتوافر مهارات وخبرات في استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة، مشدداً على أنّ الإرهاب الإلكتروني لا يحتاج إلى عنف أو استعمال الأسلحة، وإنما ما يحتاجه هو جهاز حاسب آلي وبعض البرامج وشبكة الإنترنت، ومن هذه الخصائص التي تزيد من قدرة الجماعات الإرهابية ضعف مستوى التعاون بين الدول، سواءً المصدرة للإرهاب أو المستقبلة لعمليات الجماعات الإرهابية.

وأضاف أنّ هذه الجماعات الإرهابية تستخدم المواقع والصفحات الالكترونية على الإنترنت لأغراض متعددة: كالتخويف، أو التهديد مادياً، أو معنوياً، واستخدام التقنيات الالكترونية، وكذلك استغلال المنابر الالكترونية للتواصل مع الإرهابيين، ومموليهم، واستغلالها في استقطاب الإرهابيين، وتدريبهم، وتوفير البيئة الحاضنة لعملياتهم المختلفة، وبث الخطاب الإرهابي لكسب تأييدهم، وكسب الجماهير المتعاطفة أو المتقبلة لسلوكياتهم، إضافةً إلى بث الدعايات المغرضة، وشن الحملات المسيئة للأنظمة ومؤسسات الدولة، وفي حالات أخرى للأفراد المعارضين للفكر الإرهابي.

الرصد والمتابعة أولى خطوات مواجهة المتطرفين..

أوضح الشيخ «د. عيسى الغيث» أنّ الإنترنت عموماً ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً -تحديداً «تويتر»-، أصبحت سلاحاً قوياً من حيث التجنيد البشري، والتوجيه الفكري، وحتى التمويل المالي، إذ أنّ الإرهابيين يعتمدون بشكل رئيس على تلك الأمور الثلاثة والتي تكون دائماً بحاجة إلى كادر بشري، وفكر يدير هذا الكادر البشري ويدعمه، مؤكّداً على أنّ أي عملية إرهابية تقوم على هذه الأمور والتي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال إنّ الحلول الممكنة تأتي عندما ندرك هذا الواقع ونعرف الأسباب التي أدت إلى ظهور التطرف والإرهاب عبر الإنترنت، ومنها: أن نرصد بدقة وبعمل احترافي عبر عمل جماعي ومؤسسي جميع ما ينشر بهذا الخصوص، مبيناً في الوقت نفسه أنّه وبكل تأكيد لا يمكن رصده (100٪)، ولكن على أقل تقدير متابعة من لهم تأثير قوي على بث التطرف والإرهاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنّه وبناءً على هذا الرصد والتحديد تأتي الخطوة الثانية وهي موضوع «المقاومة»، التي تتم على أمر معين وهو كشف هذه الأداة والسعي في مواجهتها، عبر التوصل إلى هذه الأسماء والقبض عليهم عبر بث رسائل لمقاومتهم، من خلال الرصد والتحديد وتفعيل الجانب الضبطي الأمني في القبض عليهم، بالإضافة إلى التعرف عليهم من خارج المملكة وهي أن تكون بالمواجهة الفكرية عبر حسابات تقوم بمواجهتهم وبالتالي لا تترك الساحة لهم.

وأضاف أننا لم نصل إلى التوعية المجتمعية المطلوبة ولا الرصد المطلوب ولا الحل المطلوب تجاه خطر الإرهابيين في بث التطرف والارهاب عبر الإنترنت، مضيفاً أنّ الرأي العام في المجتمع أصبح أكثر وعياً تجاه الفكر المتطرف، والدليل الموقف الشعبي، سواءً كان على المستوى السعودي أو العربي أو الإسلامي تجاه داعش مثلاً، لافتاً إلى أنّ الموقف من داعش قبل عدة سنوات يختلف عن الموقف الحالي، وبالتالي أصبح الموقف اليوم ضد داعش في الغالب لا يدافع عنهم إلاّ في وضع مستتر، وعلى استحياء، وبأسماء مستعارة، مستدركاً: «ولكن للأسف هنالك من يفرق بين داعش وبين القاعدة، ويدافع عن القاعدة عبر مدافعته عن جبهة النصرة؛ لأنّها جناح القاعدة في سوريا».

وأشار إلى أنّه لا يمكن أن نتحدث عن موضوع الإرهاب عموماً والقاعدة خصوصاً وداعش على وجه الأخص ثم نترك الواقع الموجود في العراق وسوريا، والدليل أنّ العملية التي حصلت في شرورة جاءت من تنظيم القاعدة في اليمن، كما أنّ العملية التي حصلت في الأحساء جاءت من توجيهات داعش في العراق، لافتاً إلى أننا جزء من هذه المنظومة العالمية، وبالتالي لابد أن نأخذها بعين الاعتبار، وأن نعترف بأننا «مقصرون» من أجل أن ننتقل إلى الخطوة التالية، مبيّناً أنّ لدينا القدرة العلمية والبشرية والفكرية لمعالجة التطرف والإرهاب، منوهاً بأننا بحاجة إلى أن نعترف بهذا التقصير وذلك لكي نستطيع الانتقال إلى الخطوة الثانية عاجلاً وحالاً في معالجة هذا الأمر.
المزيد في العالم من حولنا
«النت» سلاح الإرهاب الجديد..!
في البداية بيّن الشيخ د. عيسى الغيث - عضو مجلس الشورى- أنّ الإرهابيين يلجؤون إلى الإنترنت لأنّها وسيلة غير مكلفة ولا يمكن مقاومتها والقبض عليها، موضحاً أن مواقع
الصحف البريطانية تحتجب بمناسبة عيد الميلاد
احتجبت الصحف البريطانية اليوم الخميس بمناسبة عيد ميلاد المسيح. وكل عام وأنتم بخير.
"لعنة" بجبال الإنديز ربما تنقذ العالم من "الزهايمر"
قد يؤدي خلل جيني تعاني منه بلدة تقع في جبال الإنديز في شمال كولومبيا وتعتبره "لعنة" وقعت عليها، إلى إنقاذ العالم من مرض الزهايمر. فعندما خسر جون خايرو، وهو حارس
الاستديو
14 | الباص | #حضرم_تون #HadramToon | الموس2م
بواسطة البالونات.. الإنترنت مجانا للجميع
اشتباكات بين محتجين وقوات الامن بعتق 23 ديسمبر 2014
صور أولية للتفجيرات التي استهدفت عدة منازل في صنعاء القديمة 23/12/2014
شاركنا بتعليقك
شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها
الاسم البلد عنوان التعليق التعليق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.