* أندية الجنوب تتعرض لمؤامرة تدمير أخيرة , قد تكون المشهد الأخير في القضاء على أندية الجنوب الأكثر عراقة , بعد أن اختفت أندية كانت لها صولات وجولات قبل فشل الوحدة مع صنعاء. نعم .. إنه المشهد الأخير في مسلسل التدمير الممنهج الذي رسمته صنعاء , عقب اجتياحها للجنوب. * الدوري اليمني أو ما يطلق عليه دوري الدرجة الأولى يقر كل موسم هبوط أربع فرق رياضية إلى الدرجة الثانية , وصعود مثلهم. في هذا الموسم الأندية كلها المرشحة وبقوة للهبوط هي الأندية العريقة جداً , ومن مدينة عدن مهد الرياضة , والسباقة في ممارسة الرياضة قبل دول الخليج , (الوحدة والشعلة) , وكذا شعب حضرموت وفحمان أبين الذي يلعب خارج أبين منذ بدء الدوري , ويحقق نتائج رائعة بفضل الله وحماس شبابه الأوفياء , وكذا التلال النادي الأول الذي يحير جمهوره بنتائجه ، فتارة نشاهده يفوز خارج ملعبه على أقوى الفرق ، و أخرى ينهزم بين جمهوره مما يضع الكثير من علامات الاستفهام أمام اللجنة المؤقتة والمدرب واللاعبين. *عدن التي عرفت الرياضة قبل قرن ونيف من الزمان , أنديتها الوحيدة في دوري الدرجة الأولى مرشحة للهبوط. *ما يحدث لأندية عدن ليست أزمة تمر بها الفرق اليمنية , بل هي مؤامرة هدفها وأد أندية الجنوب لصالح أندية الشمال , لكن قد يقول البعض : أن هناك تحامل على أندية الشمال اليمني. لكن دعونا نحسبها بمقاييس الربح والخسارة. * أندية عدن بل والجنوب عموماً , إمكانياتها المادية شحيحة , أندية الشمال تصرف الملايين عليها ، وكلها من رجال الدولة والتجار الشماليين , في الجنوب رجال الأعمال الذين لديهم رؤوس أموال في الجنوب يذهب دعمهم لأندية الشمال (علي جلب) أنموذجاً. * أندية الشمال إذا شاهدت لاعب جيد في صفوف الأندية الجنوبية تقوم باستقطابه وضمه إليها , تحت شعار كاذب (الاحتراف المحلي) موسم موسمين للاعب وينتهي , ويعود من الميدان إلى مقايل القات. الأندية اليمنية كلها تمتلك محلات تجارية وقاعات أفراح تقوم بتأجيرها بسعر بخس. * مثلاً وحدة عدن الفريق العريق وقع رئيسه السابق (القعطبي) عقد تأجير لمحلات النادي بقيمة 5 آلاف ريال يمني لكل محل , وبعقد مدته 50 عاماً قادمة , وصالتي أفراح يتم تأجيرهما أيضاً بسعر لا يكفي لشراء وقود للحافلة , ناهيك عن الكثير من المشاكل المالية التي تعانيها الأندية الجنوبية. لكن بعيداً عن ذلك , نعود لتشخيص المشكلة التي تعاني منها أندية الجنوب (وحدها) فقط , وهي تكمن في السيطرة اليمنية عسكرياً على مفاصل الدولة التي كانت قائمة (هنا). * في الجنوب كان مستوى الرياضة أقوى من مستوى الرياضة لبعض الدول الشقيقة (أرشيف المنتخبات والفرق الجنوبية ونتائج مشاركاتها الخارجية) موجود وشاهد عيان على ذلك. *بعد سيطرت صنعاء عسكرياً في حرب صيف 1994م , تم تدمير الرياضة في الجنوب بشكل ممنهج , وسبق لي وتحدثت عن موضوع التدمير في عدد سابق. *أين أندية عدن العريقة ؟ أين أندية لحجوحضرموتوشبوةوأبين ؟ , أين شمسان والميناء , أندية الحوطةوأبين , أين هو فارس أبين ؟ أين هو تضامن شبوة ؟ , أين هي فرق حضرموت والمهرة ؟. وبسؤال بريء لماذا تدهورت الرياضة في الجنوب ؟ على عكس الشمال الذي ازدهرت فيه الرياضة وتطورت الأندية فيه ، وأصبح لاعبوها من الطبقات الغنية ؟ , على عكس لاعبي الأندية في الجنوب , الذي أصبح حالهم يدمي القلب (طارق قاسم) أنموذجاً , وبعضهم مصابون بالإمراض النفسية والعصبية والأمثلة كثيرة. *وزير الشباب والرياضة الفتى الشاب , زار مدينة عدن مع حكومة خالد بحاح على الرغم من التطبيل الإعلامي الذي رافق الأخ الوزير الذي أخذ نصيبه من (صورة سلفي) في شارع المعلا , لكن نادي الجلاء الفقير , تقدم رئيسه طلال الدماني برسالة للوزير الشاب من أجل الدعم لفريق الجودو المشارك في البطولة العربية في الرياض , لكن الوزير الأكحلي (رفض). *في تصريحات لوزير الشباب والرياضة في حكومة (سلفي) عفواً الكفاءات , اعترف أن وضع أندية عدن مأساوي" , هذا الاعتراف والتشخيص الذي يعرفه الصغير قبل الكبير , لم يضع له الوزير الشاب الحلول والمعالجات , وواصل زياراته التفقدية , التي رافقتها حملة إعلامية مدفوعة مسبقاً , انتهت بتوقيع عقد صيانة ملعب الشهيد الحبيشي أحد أعرق الأندية في شبة الجزيرة العربية , والمبلغ المخصص للتعشيب والصيانة سوف يفتح شهية الهبر لكبار الفاسدين ولنهب ما تقع عليه أيديهم من أموال الصيانة. *لم يعد أمام رؤساء الأندية الجنوبية إلا حفظ ماء الوجه وإيقاف الدوري أو مشاركة فرقهم حتى يتم تسوية وضع أنديتهم على أقل تقدير , وإلزام وزارة الشباب والرياضة والحكومة اليمنية ورجال الأعمال المستثمرون في الجنوب بدعم الأندية أسوة برجال المال والأعمال في الشمال, وكذا إلغاء عقود التأجير للمنشآت التابعة للأندية السابقة , وحل مشاكل لاعبي الأندية كافة ، وتفقد أحوال نجوم الزمن الجميل الذين تركوا لنا تاريخ تتشرف به الأجيال المتعاقبة , ولا يعلم اليوم بحالهم إلا الله , إقامة مهرجانات اعتزال للنجوم الذين تركوا الكرة ولم يتم تكريمهم ولو بمهرجان بسيط.. إلى اللقاء.