في لقاء خاص مع الرئيس "علي ناصر محمد" وكان لنا الشرف في ذلك ...كالعادة بدأنا الحديث عن هم مشترك يجمعنا ألا وهو "الوطن" وما يمر به وما يمكن القيام به في سبيل الخروج من كل ما يعانيه الوطن (الجنوب) والمواطن فيه! فأجاب الرئيس "ناصر" على عدة تساؤلات وأهمها ماهي الطريقة والعمل التي من شأنها أن تكون كفيلة بإذن الله لإخراج الوطن من كل الأخطار المحدقة به حيث قال : لابد من تظافر الجهود من قبل أبناء الشعب الجنوبي كافة لإحياء مشروع "التصالح والتسامح "بروح وطنية صادقة وبعيداً عن المزايدات السياسية التي لا يمكن لها إلا أن تجلب مزيداً من الويلات والشتات والضياع إن لم يراجع الجميع حساباته ويستشعر بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن والشعب...كما أردف قائلاً لابد من وحدة وطنية تجمع الجميع ويتخلى فيها الجميع عن أي فكرة خاطئة أثبتت الأيام والأحداث فشلها كما يجب على الجميع التنازل عن أي مصالح ذاتية لا يمكن لها أن تتحقق في كذا ظروف يعيشها الوطن والشعب .. والوطن أكبر من ذلك بكثير وسيتسع لأبنائه كافة وبكل أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية ! كما أكد أن الشعب الجنوبي أصبح اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لكل ما يجري حوله ! لكن وللأسف الشديد أثرت عليه كثيراً من المزايدات السياسية التي هي بعيدة كل البعد عن كل ما يناضل من أجله الشعب في الجنوب...كما أبدى سيادة الرئيس "ناصر" تفاؤله بالعام الجديد أنه سيحمل معه تباشير الخير وانفراج كثير من المعوقات والمشاكل التي كانت حجر عثرة دون تحقيق هدف يذكر تجاه ما يناضل من أجله شعبنا وقال : إننا نعمل في السراء والضراء من أجل الوطن وشعبنا العزيز الغالي الذي كان لنا الشرف مع رفاق الدرب والسلاح في النضال المستميت حتى تحقق النصر والاستقلال الوطني يوم ال30من نوفمبر 1967م ولازلنا نعمل ونؤمن بالأهداف العظيمة لثورة ال14من أكتوبر المجيدة التي قدمنا خلالها قوافل من الشهداء في سبيل تحقيق النصر والحرية لشعبنا الجنوبي العظيم كما كان لنا شرف المشاركة في كثير من الأعمال الطيبة والمنجزات التي تحققت في الجنوب وتأثرنا بكل إخفاقات أو أخطاء رافقت تلك الفترة! فترة أعلن شعبنا العظيم عن طي صفحة ماضيها البغيض وأعلن قبل أعوام مضت "التصالح والتسامح" واعتبار أن الجميع خسر والمنتصر في صراع الماضي خسران لهذا أدرك شعبنا ضرورة التصالح والتسامح الجنوبي ليتوحد الجميع بصوت واحد والنضال المشترك كل من موقعه يجمعنا الوطن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي لا يمكن لغيرها أن يحقق لنا هدف أو أن يخرجنا مما نحن فيه! كما أكد الرئيس" علي ناصر محمد " إن الجهود مُستمرة ولم تتوقف لحظة تجاه قضيتنا وأفضل الطرق الممكنة لمعالجة قضية بحجم وطن ...وقال : إن هناك جهود تُبذل لتوحيد الصف والكلمة ودعا أبناء الجنوب في الداخل والخارج إلى وحدة الصف وجعل الجنوب هدف لا جعله هدف لمآرب أخرى أضرت بشعبنا وزادت من معاناته وتشرذمه ! كما أكد لي أن الأيام القادمة بعون الله تعالى ستشهد انفراجاً كبيراً داعياً في الوقت نفسه كل القيادات السياسية الجنوبية داخل الوطن وخارجه في أن يسهم الجميع في تقريب وجهات النظر التي لابد لها أن تكون والتي يجمع أبناء شعبنا كافة على ضرورة التقاء الجميع ونبذ سياسة وثقافة الكراهية و المناطقية التي نعاني بسببها اليوم كثيراً من الإشكالات التي وصل تأثيرها على كل فرد وأسرة في الجنوب! سمعت إلى كل هذا من سيادة الرئيس "علي ناصر محمد" وفي الأخير دعوته إلى بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق ما سمعته يقول ويطالب به فأجاب لم نتأخر لحظة ، ومستعدون أن نبذل كل ما في وسعنا لإخراج شعبنا من الويلات والمعاناة ، كما قال : أحب أن اؤكد لك بأنه لو لا خلافاتنا الجنوبية لكنا الليلة في عدن ...قاطعته فقلت قريباً بإذن الله أخيراً قلت للرئيس "ناصر" نتمنى من الله لك التوفيق ولكل القيادات الجنوبية المخلصة التي لا هم لها إلا كيف أن تخرج شعبنا ووطنا من معاناة طال أمدها! ونتوجه بالدعوة إلى كل القيادات الجنوبية وعلى رأسها الأخ الرئيس "علي سالم البيض" والرئيس حيدر العطاس" وأبناء شعبنا الجنوبي العظيم كافة بسرعة التواصل والتشاور والالتقاء وكفى مزايدات ومن كان صادقاً تجاه قضية شعبه فليس لديه اليوم عذر والكل مشتت والكل ضائع والوطن أصبح ضرره وضرر أبنائه بسبب تلك الخلافات التي يجب اعتبار من لازال مُصمم على استمرارها يجب اعتباره السبب في كل ما يعانيه الوطن الجنوب وشعبه....وفق الله الجميع ووفق كل الجهود الطيبة أينما كانت أو حلت... وعاشت الجنوب حرة أبية