غلاف العدد الجديد من مجلة "شارلي إيبدو" التي ابتليت بمقتل 12 من العاملين فيها الأسبوع الماضي، يحمل اليوم الأربعاء رسماً كاريكاتيرياً، قال ناشرها جيرارد بريارد أمس إنه للرسول الأعظم وهو يحمل ورقة كتب عليها "أنا شارلي" كتأييد للمجلة التي لا شغل لها إلا هذه القصة التي تضر بالتأكيد ولا تنفع، متذرعة بحرية التعبير. المجلة الساخرة تتجاهل أن للفكر الإرهابي منطقه أيضاً، وبعضهم قال لها في مواقع التواصل قبل أيام: "إذا كنتم تؤمنون بحرية التعبير فيجب أن تؤمنوا أيضاً بحرية ممارستنا لردات الفعل" وبالتسلح بهذا المنطق قتل الشقيقان كواشي أهم رسامي المجلة "انتقاماً للنبي" طبقاً لما سمعناهما في الفيديو الشهير. حرية التعبير أن تقول رأيك من دون أن تؤذي مشاعر سواك، ومن دون أن تكرره وتجعله شغلك الشاغل، لأن التكرار يوحي بالتعمد في العبور من التعبير إلى تدمير، وها هي وسائل إعلام غربية وعالمية عدة، ومنها "سي أن أن" وقد أعلنت أمس بأنها لن تبث صورة غلاف العدد الجديد من المجلة، وقبلها أعلنت إحدى أهم الصحف، وهي "نيويورك تايمز" الأميركية، رفضها نشر كل ما يسيء للرسول، لا خوفاً، بل احتراماً لمشاعر مئات الملايين. لا ندافع عن الرسول الذي لا يحتاج إلى دفاع، بل عن ممارسة الأسلوب الراقي في حرية التعبير، وإلا لأمطرنا الرعاع أيضاً بعجائب حريتهم في التعبير، ثم أين هي حرية التعبير أصلاً في رسم ساخر عن النبي محمد أو يسوع المسيح أو أي نبي آخر، ومن بعدها تكرار نشر رسوم كاركاتير شبيهة في كل مرة؟ التاريخ، حديثاً وقديماً، شاهد بأن آلاف الضحايا في العالم قضوا بسبب الأسلوب الخاطئ في ممارسة حرية النشر والتعبير. ثم ماذا سيحصل في فرنسا لو قامت المجلة بالسخرية من النبي موسى وديانته؟ نحن ضدك يا "شارلي" لأنك إرهابية تشحنين الناس بالحقد والبغضاء، فينقلبون عليك بالسلاح والإرهاب ويسيئون إلينا. ونحن ضدكم يا إرهابيين وحملة السلاح وقتلة الأبرياء.. أنتم و"شارلي" سواء.