عجباً كيف لشخص أو أشخاص منبوذين مجتمعياً أن ينصبوا أنفسهم ومن غير خجل أو ذُرَّة حياء كأوصياء ووكلاْء لجماهير لاتعترف لهم بفضل أو دور أو ريادة إلا من المجاهرة الصريحة بأنَّهم هم وحدهم من تسببوا في جلب الويلات لها وتقديمها ووطنها كلقمة سائغة لأعنف أنواع الإحتلال مثلما هوحاصل الآن ومنذ أمد لشعبنا الجنوبي حيث القتل والتنكيل والقهر يمارس بحقه وبعنجهية مفرطة ، فيما هؤلاء المنبوذين المولّعين بحب الذات لا يتورعون من إقتناص الفرص التي تتاح لهم من قبل المحتل ذاته ومن قبل الأطراف الإقليمية والدولية الموالية له ليتولوا الدور الذي يخدم إستمرار الإحتلال من خلال تقمُّص أدوار مرسومة لهم سلفاً حيث يبتدع كل منهم طريقة لحل القضية الجنوبية وكل الطرق طبعا على تعدد تعرجاتها ومنحنياتها ومنخفضاتها ومرتفعاتها منتهاها في قبضة الإحتلال . ومن الأكثر مدعاة للعجب أن هؤلاء المتلفّعين بمقابح الزهو يصدقون أنفسهم بالإتكاء على إعلام الإحتلال بأنهم ممثلين لشعب يعون جيدا إنهم لايمثلونه بصورة قاطعة وجازمة بل وليس لهم موطىء قدم في ساحاته التي تعج بالملايين الرافظه جهاراً نهاراً لمثل هذه النماذج البشرية التي جبلة على تمثيل بطونها وليس شعوبها !!.
أشد من ذلك غرابة وسخافة أن هؤلاء المنخدعين بلغ بهم ظنهم أن يحتسبوا أنفسهم بأنهم هم لوحدهم أصحاب العصمة والراجحين العقول والنابغين معرفياً والأكثر حكمة وصواب وما دونهم سفهاء لا يعرفون مصلحتهم وتالياً فهم الأجدر أن يكونوا قوّامين على شعب الجنوب !! يعني ببساطه أن على ملايين البشر في الجنوب الرافظة لوجود الإحتلال أن تمتثل لإرادة أشخاص لايتجاوزعددهم عدد أصابع اليدين، لأن ملايين الجنوبيين بحسب رأي أصحاب ( العصمة ) لايعرفون مصالحهم !! .
والأغرب والأعجب من هذا كله إننا نسمع من هؤلاء المعطوجين حدوَثة هنا وهناك على القنوات والصحائف والمواقع الإلكترونية دائماً يبتدأوها بملاطفة مخادعة عن نواياهم والتأسي على ما يعانيه أبناء الجنوب ومن ثم التمني عليهم أن يستمعوا لهم جيداً لتجنب الويلات القادمة من خلال إقتراح فتح صفحة جديدة مع الذين أحتلوا أرضهم وأزهقوا ارواحهم ودمروا ديارهم ونهبوا ثرواتهم !! فمن ياترى سيستمع لمثل هؤلاء المخرِّفين الذين كل منهم وضع نفسه في موضع (الخليفة ) الذي لم ينصبه أحد .
إن هؤلاء المخرفين الذين أساؤا الظن بالشعب الجنوبي وعبدوا ملذّاتهم سيكتشفوا ولكن بعد فوات الأوان إنهم هم السفهاء لوحدهم وأن شعب الجنوب الذي صهرته مراحل النضال وقدّم الآلاف من الشهداء والجرحى سيكون كما يريد هو بمشيئة الله لا كما تريدوا أنتم أيها الضالون .