عادةً تتفجر الثورات عندما يتجاوز الظلم حده ويصبح لا يطاق او اثناء وجود احتلال عربي كان او اجنبي عندما تتراكم المظالم لاانتهاكات لحقوق الشعوب الواقعة تحت الاحتلاال حينها تشتعل فتيل الثورة . ونحن في الجنوب قد تعرضنا لجميع المظالم والانتهاكات والتدمير لكل لمؤسسات الدولة وخاصتاً بعد 7 /7/1994 م من قبل ما تسمى بقوات الشرعية ونتسال نحن من اين اتت هذه الشرعية وهي فقط بيد شعب الجنوب وحكامه حينها قد يكون شرعية السلاح والقوة يعتبرها النظام في صنعاء شرعية الحق . لقد شكل دخول قوات مال تسمى بالشرعية الى العاصمة عدن صدمة قوية جداً على شعبنا في الجنوب حتى افقدتنا الثقة بعدالة قضيته التي كان يدافع عنها خلال الحرب التي استمرت اكثر من شهران ونصف . لقد فقد هذا الشعب توازنه واعتجم لسنوات طويلة بعد الحرب وكانت المفاجئة كبيرة عندما اصبح فجأة بدون وطن ولا دولة وبحكم كثافة الدعاية الإعلامية من قبل نظام صنعاء التي كانت تبلبل ليل ونهار حول الانفصاليين والرجعيين والغير وطنيين وشرعية الوحدة قد جعلت بعض من شعب الجنوب شبه مصدق بما يقوله النظام في صنعاء حول الوحدة واليمن الواحد وغيرها من الاكاذيب . فضل هذا النظام ينهب ويصادر الأراضي ويقاعد العمال الجنوبيين من كل مرافق الدولة المدنية والعسكرية ويمارس الظلم والاستكبار حتى بلغ السيل الزبى بهذا المواطن الجنوبي حيث وقد تدهورت حالته المعيشية والاقتصادية والنفسية بعدها انفجر الشعب في 7/7/2007 م بثورته العارمة التي ما صدق ان العسكريين المتقاعدين بدئوها وقد كانت مطالبهم حقوقية لكن بسبب بشاعة ما تعرض له شعب الجنوب وبسبب الوضع الغير مقبول قد وجدت نفسها الجماهير في ليلة وضحاها جميعا في الساحات رغم القمع الشديد حينها ورغم قوة وتماسك النظام وعدم تعوده على ممارسة الاحتجاجات والمظاهرات السلمية وعدم اعترافه بالديموقراطية والتعبير عن الرأي فقد كان النظام يضرب بيد من حديد ويقتل ويسجن ويعذب دون رحمة ضناً منه ان شعب الجنوب سوف يسكت وسيتراجع عن مطالبه لكن ما حصل هو الاصرار والاستمرار في ثورته حتى يومنا هذا . لان نظام الحكم في صنعاء غير واعي وغير مدرك لأهمية الشراكة في الوحدة من خلال بقاء مؤسسات الدولة وعمالها في الجنوب على ما هي عليه العسكرية والمدنية وبقاء حكام من الجنوب مشاركون في حكم الدولة وقيادتها بشكل حقيقي لكي يتم الحفاظ على الوحدة اما ما قام به النظام انذاك حتما سيؤدي الى اصرار الشعب في الجنوب على استعادة دولته . واليوم في ضل التطورات والمتغيرات التي استجدت في صنعاء قد اختطلت الاوراق عند بعض ابناء الجنوب حول موقفهم من الجنوبيين المقيمين في صنعاء والذين يشغلون مناصب في الدولة سياسية وعسكرية كبيرة وتعرض البعض منهم لإجراءات من قبل الثورة الشعبية هناك فنجد ان البعض يبدي اعتراضه لما تعرضوا له ولم يسأل نفسه هل تعرضوا للمشاكل بسبب دفاعهم عن القضية الجنوبية ام بسبب شي آخر وهل عملهم ضمن السلطة في صنعاء كان يخدم شعب الجنوب ام لشرعنة احتلال وطنهم وقتلهم وسجنهم . فهنا يفترض منا كا جنوبيين ن نعي ماذا نقول وماذا نفعل ومع من نقف وضد من نقف وفي اي وقت نلزم الحياد والصمت كما عملوا اخواننا الجنوبيين الحكام في صنعاء عندما كنا نقتل ونسجن امام اعينهم وهم صامتون ويجب علينا ان نعرف ان في صنعاء قيادات وقواعد من الاخوة الشماليين واقفون الى جانب قضيتنا افضل من بعض ابناء الجنوب نفسهم فالمهم في الامر ان نعرف كيف يكون موقفنا تجاة قضيتنا والا يمكن ان نصاب بالانفصام السياسي ونصبح غير قادرين ان نميز بين الصواب والخطأ وقد يحصل تشكيك بعدالة قضيتنا وندخل في التخلف الثوري والثقافي ولا نستطيع ان نحدد موقفنا الانساني من الموقف السياسي والثوري مع اخواننا الجنوبيين في صنعاء الذي ينطبق عليهم قو لالشاعر المتنبي : وظلم ذوي الغربى اشد فضاضتاً على النفس من وقع السهام المهند حين تم ايقاف تلفزيون عدن من قبل السلطة في صنعاء لاحضنا ان البعض تضرر فهل كان بث هذا التلفزيون يخدم الجنوب او الحراك الجنوبي ام يتوجه اعلامه لخدمة النظام في صنعاء ويسير بتعليمات التابعين لنظام صنعاء في عدن وكان يكرس اعلامه لكي نرضى بالامر الواقع ( الاحتلال ) . فانا هنا لا اعدي الى معادة الحكام الجنوبيين ولا حتى انتقاذهم لاني اؤمن بقول الله تعالى من عمل مثقال ذرة خير يرى ومن عمل مثقال ذرة شر يرى ما اريده هو ان يفهم كل جنوبي توجه اهداف ثورته لكي لا يشتت اهدافة وتنهك عزائمه وقوته الثورية ويجب ان يميز بين الجنوبي الثائر والجنوبي الحاكم لان نحن لسنا في عصر الجاهلية والتخلف القبلي وهناك من يريد يلعب على خلط الاوارق بين الجنوبيين لان المتأمرين كثيرون على الجنوب وقضيته أسأل الله ان ينصر شعبنا الجنوبي والغالي باستعادة دولته وان يتمكن الشرفاء على بناء دولة النظام والقانون والمساواة في صنعاء .