لعبت الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك The Arab Academy in Denmark دوراً كبيراً في استقطاب النخب العربية المهاجرة في أوروبا خاصة في الدول الاسكندنافية بعد مرور 11 عاما على تأسيسها. وحظيت الأكاديمية بمكانة علمية مرموقة عربياً ودولياً، واستطاعت أن تخرج مئات من الطلاب في مراحل البكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراه، في حين يواصل مئات آخرين دراستهم فيها حالياً. وفي لقاء مع "العربية.نت"، قال الدكتور وليد الحيالي مؤسس الأكاديمية ورئيسها، وهو من الأساتذة العراقيين المغتربين المتخصص بمجال المحاسبة والتحليل المالي، إن "فكرة تأسيس الأكاديمية راودته عام 2005 بعد حوار مع عدد من الأكاديميين العرب المغتربين حول ضرورة وجود مؤسسة تعليمية عربية رصينة تحتضن المهاجرين الراغبين بإكمال دراستهم". وبحسب الحيالي فإن الأكاديمية أنشأت كي تكون صرحاً علمياً عربياً في البلاد الاسكندنافية ولكي تسنح الفرصة للعرب المهاجرين الراغبين بالدراسة من الذين لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم لأسباب اللغة والعمر وغيرها. وأضاف: "الأكاديمية وفّرت فرص عمل للأساتذة العرب ضمن اختصاصاتهم ليكونوا عاملاً أساسياً في تربية كوادر علمية عربية تخدم بلدانهم في المستقبل، حيث يضم الكادر التدريسي نحو 100 مدرس من حملة الدكتوراه في مختلف التخصصات الإنسانية من الكفاءات العلمية والأكاديمية العربية الرصينة. صرح علمي عربي في أوروبا وحول مكانة الأكاديمية في المؤسسات العلمية الأوروبية قال الحيالي: "أرى بأنه من الضروري للعرب الاهتمام بالجانب المعرفي والأكاديمي للدخول إلى رحم المجتمعات الأوروبية بمؤسسات تمثل الفكر العربي في أوروبا بجدارة وقد تحولت الأكاديمية إلى صرح علمي عربي في أوروبا". وتعتمد الأكاديمية التعليم الإلكتروني وقد تخرج منها مئات الطلاب من حوالي عشرين دولة عربية وأجنبية، من أبرزها العراق وسوريا وفلسطين والجزائر وتونس والسعودية وبريطانيا والدنمارك والسويد والنرويج وهولندا. مجلة علمية وتصدر الأكاديمية مجلة علمية مسجلة لدى الجمعية العلمية الملكية الدنماركية وجامعة كوبنهاغن، إضافة إلى أنها تصدر جميع الرسائل والأطروحات لطلبة الدراسات العليا على شكل كتب وعلى حسابها الخاص، وبتكلفة قاربت ربع مليون دولار، حسب ما صرح به رئيس الأكاديمية. مكتبة إلكترونية مجانية وتوجد لدى الجامعة مكتبة إلكترونية ضخمة ومجانية، تحتوي مختلف المصادر والمراجع العلمية والدراسية، إضافة إلى أنها تقدم الدعم المادي لكل من يؤلف كتاباً، وكل ذلك "إيمانا من الأكاديمية بأن المعرفة ملك للجميع ويجب أن لا تبقى حبيسة الأدراج"، بحسب الدكتور وليد الحيالي. وتختلف المناهج في الأكاديمية العربية في الدنمارك عن نظيراتها في العالم العربي في أنها تعتمد على خليط من التجارب الأوروبية وأساليب التعليم الحديثة وتعتمد مواداً أساسية لا توجد في مناهج الجامعات العربية كحقوق الإنسان والمجتمع المدني والديمقراطية وغيرها. نشاطات خارج الأكاديمية وتساهم الأكاديمية بنشاطات خارج نطاق عملها كتقديمها الدعم المادي لإقامة مؤتمرات وندوات علمية مثلما عقدت مؤتمرين دوليين حول الإرهاب والعولمة. وبحسب رئيس الأكاديمية فإنها تدعم جميع أنشطة منظمات المجتمع المدني التي تحيي التراث والثقافة العربية في أوروبا في سبيل إشاعة خطاب التعايش والسلام والاستقرار والصداقة بين الشعوب. واختتم الدكتور وليد الحيالي حديثه بأن "الأكاديمية العربية في الدنمارك تسعى إلى أن تكون نموذجاً لتقديم الخبرات إلى الجامعات والمراكز العلمية والبحثية في العالم العربي وأن تقدم الاستشارات والدعم العلمي للحكومات العربية في بناء أسس التنمية الاقتصادية والثقافية والتطور العلمي". الدكتور وليد الحيالي مؤسس الأكاديمية ورئيسها