يمر وطننا اليمني بشطريه في الوقت الراهن بمرحلة ثورية مهمة ومفصلية في تاريخه المعاصر تتمثل في قيام الثورات في الشطرين الجنوبي والشمالي حيث تواجه الثورتان اليمنية تحديات كبيرة وأساسية وهامة يقرر خلالها الشعبان مصيره ومستقبل حياته وتقدمه واستقلال قراره في بناء دولته وتقدمه وازدهاره واستقراره . لكن لم يتأتى هذا إلا بنجاح كامل لثورة في صنعاء وبالخلاص التام من رموز الفساد السابقين وفرض الخيارات الثورية التي تخدم مصالح الشعب والوطن بإعلان الدستور المدني والعادل وبعدها يتم تشكيل حكومة كفاءات لتسيير الأعمال خلال الفترة الانتقالية ويفترض الاستمرار بالإجراءات الثورية ومكافحة الفساد والإرهاب حتى يتم التخلص منهما نهائياًُ في كل مؤسسات الدولة وفي كل محافظات الوطن ويجب العمل في كل المؤسسات الإنتاجية والخدمية بقدر الإمكان لكي تساعد على نمو الاقتصاد وتقديم الخدمات للمواطن . أمام الثورتان في الشطرين تحديات كبيرة ومهمة تتمثل في بناء دولة اتحاديه بين شطرين ديمقراطية وعادلة وذات سيادة تحترم حقوق الشعب وتعترف بها وتؤسس لشراكة وطنية حقيقية داخل كل شطر وشراكة حقيقية وعادلة ومتساوية بين الشطرين تقوم على أساس العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وتعترف بحقوق كل شطر في تقرير مصيره وبقاءه ضمن هذه الشراكة او الخروج منها وهذا يتم بعد الفترة الانتقالية المزمنة . أما في الجنوب يفترض على الإخوة في الحراك الاستمرار في نضالهم لاستعادة دولتهم وعدم السماح او الاعتراف بعدن عاصمة لدولة الوحدة التي تم القضاء عليها في حرب 1994 م وعدم الاعتراف بشرعية الأحزاب الحاكمة في الجنوب من النظام السابق التي تم دحرها من صنعاء وتريد هذه الأحزاب ترسيخ الاحتلال في ارض الجنوب لتثبيت شرعيتها المفقودة وتطالب بتقسيم الجنوب إلى إقليمين وترفض الاعتراف بحقه في تقرير مصيره حفاظاً على استمرار مصالحة وليس حفاظاً على الوحدة . هذه الأحزاب مررت الفترة الانتقالية منذ 11/ فبراير /2011 م ولم تعمل أي تقدم في الوضع السياسي والاقتصادي والأمني ولا تريد بناء دولة لا في الشمال ولا في الجنوب بل تريد الهيمنة على الشعب ومقدراته . ما تريده الأحزاب الحاكمة في الجنوب حالياً هو حرف مسار الحراك الثوري التحرري المطالب باستعادة الدولة وتجعله سلم تمر عبره لاستعادة شرعيتها المنتهية التي ترسخ احتلالها للجنوب وتقسيمه إلى أقاليم لكي يسهل لها تشتيت القوى الثورية الجنوبية من خلال موارد كل إقليم ومن خلال الحكم الذاتي الذي يجعل كل إقليم لا يهمه الإقليم الأخر . وغيرها من المشاريع المغرية والتنمويه التي تزيد من الأنانية والانقسام بين الأقاليم بحيث يكون من الصعب توحدهم وتوحد مطالبهم لاستعادة دولتهم التي دخلوا بها الوحدة عام 1990 م حتى الفدرالية بين إقليمين لا تريدها هذه الأحزاب وأيضاً تريد إعطاء مجال للإقليم في الشمال لتمزق والتمرد على الدولة المركزية في حال عدم رضاها بإعلان الدستور وقرارات الثورة ومجلس الحوار واتفاق السلم والشراكة وبهذا ستجعل الجنوب والشمال يتقسم إلى دويلات متعددة أسوء من التشطير التي تدعي الخوف منه . أما حول عودة بعض القيادات الجنوبية من صنعاء إلى عدن فأقول لشعب الجنوب نضالكم من عام 2007 م هو من اجل تحرير وطنكم الجنوب وليس من اجل فلان او علان ما يجب علينا كجنوبيين هو الاستمرار في نضالنا لاستعادة دولتنا وعدم السماح لأي جهة تريد إدخالنا في صراعات حول الشرعية والسلطة التي ليس للجنوب فيها ناقة ولا جمل أتمنى النصر المؤزر للثورتان في صنعاءوعدن ونتمنى للشعب اليمني ككل الأمن والاستقرار والازدهار