يتردد منذ فترة مطلب العودة إلى ما كان الوضع عليه في عام 1967م،وكأن المطالبين يعدون هذا التاريخ نقطة انطلاق يجب البدء من عندها، فمثلًا: يخرج بيان عن مجلس أبناء المهرة وسقطرى يطالب بالعودة إلى حدود العام 1967م، وتطالب العصبة الحضرمية بالعودة إلى ما كان الوضع عليه في عام 1967م، ويطالب الحراكيون – نسبة إلى الحراك الجنوبي- بفك الارتباط عن الشمال والعودة إلى ما كان عليه الجنوب في عام 1967م، بالتحديد العودة إلى ما قبل الثلاثين من نوفمبر.. فيا عجبًا! كنا نظن أن الفلسطينيين وحدهم من يطالب بالعودة إلى حدود العام 1967م وما كان عليه الوضع قبل نكسة السابع من يونيو (حزيران) من ذلك العام، وهنا السؤال يطرح نفسه: لماذا العودة إلى هذا التاريخ؟! بالطبع ستتباين الإجابات عن التساؤل الآنف، ولربما سمعنا الاتهامات تكال هنا وهناك، ويرمي هذا بالخيانة وذاك بالعمالة وكل يبرئ ساحته. نحن نؤمن أن الاختلاف سنة كونية لكن يجب ألا يصل الاختلاف إلى مرحلة اعتبار الطرف المقابل والاتجاه المعاكس على خطأ دومًا؛ فيجب ألا يتبع الاختلاف تهميش وإقصاء لطرف ما ووضعه ومن يمشي في ركبه على القائمة السوداء فهذا لن يؤدي إلا إلى صب مزيدٍ من الزيت على النار. تساؤل آخر: هل العودة إلى العام 1967م تعني الانشداد إلى وضع أفضل كان قائمًا هنا وانتهى بعد هذا التاريخ وأصبحنا نبكي أطلال فقدان ما تحقق إبان هذا التاريخ، وبدلًا من التقدم إلى الأمام تخلفنا خطوات كثيرة إلى الخلف أو ربما (هرولنا) من القمة التي كنا عليها؟ ونردد: إني تذكرت والذكرى مؤرقة***مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناه ويبقى تساؤل أخير يطرح نفسه بقوة: هل توقفنا عند العام1967م حتى نجعله نقطة انطلاق للمرحلة القادمة وهل ذلك ممكنًا لأننا نسلم أن عجلة الأيام لا تعود إلى الخلف؟ أم إن لسان حالنا سيكون: (رب يوم بكيت منه فلما**صرت في غيره بكيت عليه)؟!