منذ الوهلة الأولى التي اشرأبت فيها قناة " عدن لايف " عبر البث الفضائي لتبهر أعين أبناء الجنوب بإطلالتها المتواضعة ، وأدائها الأكثر تواضعاً ، ومعاول الهدم تنبش في الآكام ، وتتصيد الهفوات ، وشرفاء الجنوب يهيمون عشقاً بقناتهم ، ويرقبون بدموع الفرح خطوها الميمون ، الذي يتعاظم ثقةً يوماً بعد يوم ، وبلغت محاولات النيل من القناة أوجها عندما تيقن الخصوم من أن تأثير برامج القناة على المتلقي الجنوبي بات يؤتي ثماره ، ويحرك معالم المشهد عن بعد ، وكان لا بد من ضخ الدعايات المغرضة لصرف أنظار الناس عن هذا القبس المشع الذي يخطف العقول والأبصار ، ويستقطب الثوار تحت راية التحرير والاستقلال ، ولهذا باتت المحاربة علنية ، لكن تعجزها الوسائل ، فهي - تلك الوسائل - غايةً في الابتذال ، مشبوهة المقاصد . الحوثيون يعترفون علانيةً بصلة القربى بينهم وبين البيت الإيراني ، وتربطهم مذهبية العقيدة ، ولهذا يتلقون الدعم الإيراني مالاً وعتاداً ، لكن هذا الدعم محرم على ثورة الحراك السلمي في الجنوب العربي لأنها تتعارض مع المصالح العليا لحليفهم في صعدة ، الذي يلتهم أجزاء اليمن تباعاً ، ويوشك أن يقتحم الجنوب ، وهي معادلة سهلة تقوم على أساس ( عدو صديقي عدوي ) .. قد يجدون لدى البسطاء من الناس ، وأنصاف المتعلمين وذوي الرؤى السطحية ضالتهم المنشودة ، أما المخلصين لقضية التحرير والاستقلال فيرونها ضروباً من العبث ، وفرقعةً في الهواء الطلق ، لا تسفر إلا عن جلبَة اعتادوا على سماعها ، فلا تتعدى لديهم أكثر من الشعور بالازدراء ، وتبقى " عدن لايف " قناة ثوار الجنوب الطامحين إلى الانعتاق من ربقة المحتل وهيمنته الغاشمة مهما سانده ضعاف النفوس ، أو سار في ركبهِ المضللون .