المراقب للوضع الراهن في الجنوب يدرك جيداً بان الحرب قادمة لا محالة فكل المؤشرات الداخلية والخارجية واضحة وضوح الشمس وتشير لقيام الحرب في الايام القريبة القادمة فسيناريو الحرب قد تم اعداده وتجهيزه مسبقاً ولا ينقصه الا قيام الممثلين بأدوارهم حتى يكتمل المشهد . فانسحاب القوات الامريكية من قاعدة العند وتحذيرات بنعمر الاخيرة من تحول اليمن الى النموذج السوري والليبي وظهور الدواعش الاكثر دموية اكبر دليل على ان الحرب قادمة ، فتبريرات امريكا لانسحاب قواتها تبريرات واهية ، لو انها تخشى من تهديدات انصار الشريعة الذين لبسوا جلباب داعش مؤخراً لسحبت قواتها قبل سنوات ولكنها لم تشعر يوماً بخطورة تهديداتهم وايضاً اذا اراد انصار الشريعة حقا الهجوم على قاعدة العند لهجموا بعد الانفلات الامني الذي اتاح لهم التحرك جهاراً نهاراً على طول ارض الجنوب وعرضها في السنوات الاربع السابقة . اذا افترضنا جدلاً بان عناصر داعش تنوي الهجوم على قاعدة العند فما الداعي لتهديداتها لماذا لم تقوم بالتنفيذ والمباشرة في هجومها كما هو دأبها في الرهان على عنصر المباغتة والمفاجأة في كل مخططاتها القتالية وعملياتها العسكرية دون الحاجة الى الكشف والافصاح عن ماهي قادمة عليه من خطوات او ركونها الى لغة التهديد والوعيد فيما يتصل بأعمالها العسكرية ، كذلك ممثل مجلس الامن في اليمن جمال بنعمر بعد ان عرفناه في السابق يخرج عقب كل جلسة نقاش تنعقد يطمئن اليمنيين بتقارب وجهات نظر اطراف الحوار في صنعاء خرج ليفاجئ الجميع قبل شهر بقوله ان اليمن على حافة الهاوية ومن ثم اتسمت تصريحاته وبياناته بالتحذيرات والتخوف من ان تتحول البلاد الى خراب ودمار كارثي ولم تعد موجوده تلك الكلمات التطمينية في مهمته التمثيلية . ليس باستطاعة احد التوقع بما ستؤول اليه مجريات الاحداث فالرؤية المستقبلية يكتنفها الغموض وكذلك الاحداث الاخيرة حفلت بالكثير من المفاجآت كتقديم استقالة حكومة بحاح واستقالة عبدربه منصور ومن ثم هروبه من صنعاء بعد ان حوصر داخل قصر الرئاسة تلا ذلك هروب الصبيحي الى عدن بعد ان ظهر اعلامياً في اجتماع مع القائد الميداني لجماعة الحوثي ابو علي الحاكم وقيادات عسكرية اخرى حيث اعلنت حينها الجماعة استمرار الصبيحي في منصب وزير الدفاع حتى ان كثير من المحللين العرب عرفوا ببراعتهم في مجال التحليل عجزوا عن تحليل الوضع اليمني . فرقعة الجغرافيا في الجنوب والشمال اصبحت كرقعة الشطرنج والحوثي وهادي ومن يطلق عليهم بداعش مجرد احجار على هذه الرقعة ومن يقوم بتحريكهم لاعبين دول الاقليم والعالم اما لغرض الحفاظ على مصالحها او لتوسيع نفوذها ، ولكن ما سيكون دور ابناء الجنوب في هذه اللعبة . لا اعتقد ان من مصلحة الاقليم والعالم الاستمرار في تجاهل ارادة شعب الجنوب ، فأتمنى من ساسة الجنوب ان يتفهموا جيداً لما حدث وسيحدث في الجنوب وان يكون لهم دور ايجابي فعال بتكاتفهم وسعيهم لتوحيد كلمة ابناء الجنوب وتمسكهم بمبادئ الثورة واهدافها لكي يكون دورهم مؤثر ويفرضون انفسهم على ارض الواقع ويتعامل معهم العالم باعتبارهم لاعب مهم واساسي .