يعتقد بعض مراهقي الكتابة أنه وبمجرد أن صحيفة نشر كعدن الغد تبيح اللعن والتجريح ، فإنها فرصة سانحة للقذف بحق رموز النضال الوطني الذين يكن لهم شعب الجنوب كل الإجلال والتقدير ، وفي هذه العجالة نشير إلى ما كتبه المدعو علي منصور أحمد في مقالته يوم الخميس والمعنونة ( الموت لعفاش والحوثي واللعنة على البيض وهادي ) يقول الشاعر : لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ .. فكلك عوراتٌ وللناس ألسنُ ، فهل عسى الكاتب أن يكون بمفازة من اللعن , وقد استباح بلسانه حرمة إنسان بذل للجنوب ما لم يبذله هو وعشيرته التي تؤيه . نذكّر الكويتب المتسلق على جدار الشهرة عبر أبشع الطرق وأكثرها دناءة : البيض حقق بتوقيعه اتفاقية الوحدة أمل الجماهير العريضة في الجنوب ، والتي سعت إلى الوحدة وتمنت تحقيق هذا الحلم ، فكان له الفضل بعد الله في جعل هذا الحلم حقيقة وأظهره إلى حيز الوجود ، ليس مطلوباً منه أن يتنبأ بما تنطوي عليه صفحة الغيب ، ويقرأ كف الكاتب ليرى فيه مستقبلاً حالك السواد ، لكنه والله يحفظ شخصهُ امتشق سيفه وخرج عن طاعة عفاش واعتكف كما يشير إلى هذا كويتب الغفلة على استحياء ، وبلكنة لا تخلو من التهكم ، كان هناك من قبل بتمرير سياسة عفاش الظالمة وتبوأ منصب نائب الرئيس أمثال باجمال وباسندوه ، وهادي قبل رئاسة دولة الإحتلال ، وكلهم يحملون الهوية الجنوبية ، ويشرعنون لوجود المحتل ، أما البيض فقد أبى أن يحني رأسه ، برغم الإغراءات التي تم عرضها عليه .
وأثناء مؤتمر الحوار كان الجميع على استعداد لتنصيبه رئيساً لليمن ، هذا البيض ( بيض الله وجهه يوم تسود الوجود ) رفع شعار التحرير والإستقلال ، لم يرفعه غيره من الزعامات الدونكيشوتية حتى هذه اللحظة ، بل لم يعترف أحد بأن الجنوب يقع تحت طائلة احتلال ، فهل يستحق منا اللعن كما تجشأ به هذا الذي لا يرى أبعد من أنفه ، وخرجت ملايين الشعب تؤيد مسعى البيض وهدفه الثابت ، هذه الملايين ليس لها ثقل في اعتبارات المعنى لدى كويتب لا يهمه سوى أن يعمل بمقولة خالف تُعرف . ولم يسبق لشدقٍ من خصوم البيض أن تفوه بهذا الأسلوب الفج الذي يترفع كل قلم عن الإتيان به فالمؤمن ليس بسباب ولا لعان ، لكن مثل هذا الشتم لا يساوي شيئاً أمام ما نشرته جريدة الوحدة من آيات قرآنية قام بتأليفها أحد الزنادقة ، وحشر فيها اسم البيض وكان ذلك مدعاةً لاحتجاجات واسعة شملت الأزهر الشريف ودار الإفتاء والإرشاد ، واستنكرها علماء الأمة بل طالبوا بمحاكمة المحرر والقصاص منه .. فإذا كان تأليف الآيات القرآنية في متناول اليد فإن اللعن أهون والسبابُ وهذا معتقد الكاتب . علي سالم البيض يعتبر أشرف الرجال المقاومين للوجود الإستعماري اليمني على أرض الجنوب ، وليس لهدف بعينه فقد أعلنها صريحة مدوية ألا منصباً سيعتليه ولكنه سيناضل حتى تحقيق الإستقلال الثاني و سوف يسلم الراية للجيل الشاب ، ولم يتمكن إعلام عفاش ولا حميد الأحمر طوال سنوات خلت النيل من هذه الهامة برغم الكثافة الإعلامية التي تم تجنيدها لهذا الغرض ، ومع كل حدث يمر تسطع صورة البيض كأصدق من عرفتهم أروقة السياسة ، وما يزال البعض يشنون حملاتهم للنيل منه لا لشيء إلا لأنه يطالب بتحرير أرض الجنوب ، ويرفض إغراءات البيع في سوق الذمم ، تلك هي جريمته ، فهل لدى علي منصور أحمد سبباً يسوقه ليبرر مصوغة اللعن التي مسح بها لسانه !.