البلد يتصدع وينهار ونحن في العنف منهمكون لمزيد من القتل والتدمير هذه نتائج طبيعية للعنف والعنف المضاد سببها الرئيسي من فكر وخطط للانقلاب على الحوار من توهم انه يملك العدة والعتاد والقدرة العسكرية لطم الكل في جعبته هذا الطرف واضح وضوحا لا خلاف عنه من الجميع انه الورم السرطاني الذي تكون في جسد الوطن الغالي سنوات عشش في كل ركن من حياتنا فأفسدها وعسكرها لخدمة أطماعه وخططه وبرمجه معتبرا الوطن مزرعة قبيلته فضاقت الدائرة لدية حتى أصبح الوطن في ذهنه عزبته وحدة ومن حقه توريثها لابنه حفاظا على الملك ليحفظ الأسرار والخبايا من فساد وإرهاب ونهب وسلب وتدمير للقيم والأخلاق وانتهاكات وقتل وإخفاء وكل لعناتهم على الأخر والوطن ومقدراته ورم سرطاني تكون في جسد الوطن 33عام ينخر وينهش هذا الجسد أهلكه وأصابه بالوهن اكتسب الورم مناعات وقدرات حماية تفوق مناعة وقدرة الجسد على المقاومة ظل يقاوم لكن الورم كان قد تأصل حتى تحول إلى مصدر تهديد للفناء للوطن ومن علية ورما تطفل يمتص دمائنا ورحيقنا وعافيتنا كان لابد من التدخل الخارجي طبيا بجرعة مكلفة ومرة لكنها شافية او في أدنى حالة هي تخليص الجسد من ذلك الورم الخبيث وفعلا تناول الجسد هذه الجرعة التي تصيبه كل يوم بالألم جانبية وأوجاع لا تحتمل لكنها تؤدي الهدف وتخلص الجسد من الخبائث وهاهو الجسد يتطهر وتقتل الجراثيم الفتاكة لم يتبقى منها غير القليل سيتعافى الجسد من كل خبائثه وخاصة من ذلك الورم السرطاني الخبيث وسيستعيد روحة وعافيته وسيادته التي انتهكت ونهبت مقدراته وانتزعت قدراته الدفاعية وطننا السعيد فعاش تعيسا سقيم تنهكه الجراثيم والسموم . هذا الورم يحمي ذاته بالتعاون مع كل الخبائث والأمراض المتواجدة في الجسد وأهمها الكائنات العنيفة والمتوحشة الشرهة للدماء والقتل فكانت ملاذه ليروي عطش نفسه الخبيثة الحاقدة بعد أن حوصر في زمن كان الحوار متصدرا والقانون حاكما والوطن يستعيد روحة فانقلبا معا في تحالف مشبوه على كل ما تفق علية وتوافق حوله الوطن للعودة لمربع العنف والقتل والتدمير وها هم مستمرون في غيهم استجلبوا أشرار الداخل والخارج وكان الوطن ضحيتهم .
تجلى ذلك المشهد في عدن الجريحة عدن التي كانت ترعب الورم وسمومه لأنها فلترا يطهر الحياة من الخبائث في كل منعطف تثور عدن لترمي الأوساخ والقاذورات خارج جسد الوطن ثورتها تعم الجسد بكل أركانه وأطرافه وجوانبه تصحح من مسار الحياة وعدالة المواقف رغم كل الإعاقات التي تحدثها السموم والأمراض المتبقية من ذلك الورم لتعيده يعشش في جسد وطننا الغالي تتصدى له عدن وتدفع الثمن يحاولون إحراقها .
عدن يكسوها الحزن وهي تقاوم خبائثهم وصامدة احرقوها دمروا معالمها قتلوا أبنائها المسالمين قنصوا الشيوخ والأطفال والنساء أخرهم عصفورتنا بريئتان من ملائكة الرحمة الدكتورة نيفين جميل و الشابة دعاء عادل انتزع أروحهما الطاهرة قناصا وهما في الشارع العام هذه ألأعمالهم البشعة تؤكد ان قضيتهم ليست الرئيس ولا الشرعية قضيتهم هي أهانه عدن وإرضاخها وتكبيلها وكسر نفوس أبنائها وتدمير ثقافتها وفكرها ومدنيتها مشكلتهم في حقدهم الدفين في نفوسهم المريضة المتعطشة للدماء التي تقتل دون إحساس وضمير حي يعاتبهم مشكلتهم لا يفرقون بين مقاتل ومسالم لا ذنب له فيما يدور بين شاب وشيخ ورجل وإمرة وطفل كلهم في ميزانهم ومن نظهرهم يستحقون القتل يقتلون وهم في مخابئهم كقناصة او داخل الدروع يرمون المدن يهدون المساكن لكنهم لن ولم يكسرون النفس المدنية التي فينا لن ولم ينتزعوا ثقافتنا وفكرنا وإنسانيتنا ستظل عدن هي عدن التنوع والثقافة والفكر ان دمرتم ركن من أركانها سنبنيه وسنعمر كل ما دمرتموه مادامت نفوسنا هي نفسها الغنية بالعشق للحياة الشامخة والعزيزة والكريمة سقطتم أخلاقيا وثقافيا ونضاليا في عدن وارتفعت عدن وأبنائها في سماء المجد والنصر والعزة وقدمت عدن أسطورة نضالية سيحكي ويتحاكى بها الأبناء والأحفاد والتاريخ سيدون تلك الأحدث وسيقول يوما أنكم غزيتم عدن ومرغت أنوفكم في التراب .