صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    كهرباء تجارية في عدن سعر العداد ألف سعودي والكيلو بألف ريال يمني    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    إصلاح المهرة يدعو لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة الكهرباء بالمحافظة    الاتحاد الدولي للصحفيين: ما يجري في غزة إبادة جماعية وصمت العالم مخزٍ    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    وزير النقل: حركة السفن والبواخر بميناء الحديدة تجري بانسيابية    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    هي الثانية خلال أسبوع ..فقدان مقاتلة أمريكية "F-18" في البحر الأحمر    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    الكشف عن الخسائر في مطار صنعاء الدولي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    الإرياني: استسلام المليشيا فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها والمضي نحو الحسم الشامل    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    الحوثيين فرضوا أنفسهم كلاعب رئيسي يفاوض قوى كبرى    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    لماذا ارتكب نتنياهو خطيئة العُمر بإرسالِ طائراته لقصف اليمن؟ وكيف سيكون الرّد اليمنيّ الوشيك؟    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    الإمارات تكتب سطر الحقيقة الأخير    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤية غربية: ما الذي حدث للجيش اليمني في "عاصفة الحزم" ؟

الجيش اليمني
الجيش اليمني هي القوات الأرضية القتالية التابعة لليمن. والقائد الأعلى للقوات المسلحة هو رئيس الجمهورية اليمنية، ويمتلك الجيش اليمني قوات تبلغ 60,000 جندي.بدأت اليمن حالياً باستخدام نظام تور للحماية الجوية.
الحرب الأهلية عام 1994
حرب صيف 1994 وتعرف أيضاً بحرب 1994 أو حرب الانفصال اليمنية ،هي حرب اهلية اندلعت في اليمن صيف 1994 بين شهري مايو ويوليو بين الحكومة اليمنية في صنعاء والحزب الاشتراكي اليمني في عدن نتيجة لخلافات إمتدت منذ عام 1993 بين الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب والمؤتمر الشعبي العام الذي كان يحكم الشمال وبعد اندلاع الحرب قام الحزب الاشتراكي بالمطالبة بالانحلال أو الانفصال ل اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي من دولة الوحدة اليمنية التي قامت في عام 1990 بين اليمن الجنوبي بما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ممثله بالحزب الاشتراكي اليمني واليمن الشمالي بما كان يُعرف بالجمهورية العربية اليمنية ممثله بالمؤتمر الشعبي العام.
انتهت الحرب في 7 يوليو بهزيمة القوات الجنوبية وهروب معظم القادة الجنوبيين خصوصاً من قادة الحزب الاشتراكي اليمني للمنفى في الخارج ودخول القوات الشمالية وقوات جنوبية مواليه لها لعدن وهنا نشاء الجل حول نتيجة الحرب حيث يعتبره الكثير من الجنوبيين احتلالاً في حين اعتبرته الحكومة في صنعاء ممثله بالمؤتمر الشعبي العام والموالين له تثبيتاً لدولة الوحدة اليمنية وقضاء على الدعوات الانفصالية.
حرب الحوثيين
مرت أحداث صعدة بمراحل كان اخرها ما يسمى اليوم بالحرب السادسة في أغسطس 2009 والتي أعلنت فيها الحكومة اليمنية تصميمها على "إنهاء كل ما يتعلق بالحوثيين والجماعات المتمردة" ويبدو أنها الأشد من نوعها بين الطرفين كما أنها مستمرة حتى اليوم.
على الرغم من أن الحوثيين كان لهم مذهبهم الخاص منذ عام 1986 عندما تأسس تيار اتحاد الشباب المؤمن على يد صلاح أحمد فليتة والذي تعلم على يد مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي وكان متأثرا بالثورة الإيرانية الا أن سياسة الحزب الحاكم لم تكن تلق أهمية لنمو هذا التيار لاسيما أنه كان يفيدهم ضد التنظيمات السنية المتطرفة من المذاهب الأخرى وخاصة المذهب الوهابي الذي ينظر إليه الحزب الحاكم بأنه مذهب متطرف. بالرغم من جهود الحكومة مؤخرا لانهاء هذا الصراع بوسيلة الترهيب والترغيب إلا أن بقاء الحرب طوال هذه الفترة يؤكد غموضا كامننا ورائها إذ تلجأ الحكومة أحيانا إلى إتهام جهات خارجية بدعم الحوثيين مثل إيران كان اخرها العثور على مخازن أسلحة إيرانية الصنع بحسب بيانات الحزب الحاكم في أغسطس 2009. تتهم الحكومة "المتمردين" بمحاولة إنشاء إمامة إسلامية وفقا للمذهب الزيدي، وتصفهم غالباً بالمتطرفين والإرهابيين بينما يؤكد الحوثيون حقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد ما أسموه "النظام الدكتاتوري الفاسد" الذي يحاول القضاء على مذهبهم. خلفت الاحداث حتى الآن أكثر من 4000 قتيل من الطرفين ودمارا في البنية التحتية لمدينة صعدة بالإضافة إلى عشرات الالاف من المشردين من مواطنهم.
تفاقمت الأحداث خاصة بعد أحداث 1994 التي كانت تدعو لانفصال الجنوب عن الشمال والعودة لما قبل الوحدة اليمنية فقد أصبح هناك مشروع مشترك يمكن لكل من قادة الحراك في الجنوب وجماعات الحوثي في الشمال تأكيد ضرورة الاستقلالية عن الحكومة الحالية بالإضافة إلى اسباب مساعدة أخرى مثل الفساد المالي والإداري والفقر الذي تعيشه اليمن مقارنة بدول الخليج التي لعبت دورها أيضا في دعم حرب 1994 المؤيدة للانفصال.
العتاد العسكري
دبابات قتال رئيسية
• تي-54/تي-55- الاتحاد السوفيتي
• تي-62- الاتحاد السوفيتي
• إم-60 باتون- الولايات المتحدة
• تي-72- روسيا
مركبات استطلاع
• 125 بانهارد أي-أم-أل- فرنسا
• 50 بي دي أر إم-2- الاتحاد السوفيتي
• 60 بانهارد أي-أم-أل 245- فرنسا
مركبات قتال مدرعة
• بي إم بي-1- الاتحاد السوفيتي
• بي إم بي-2- الاتحاد السوفيتي
ناقلات جند مدرعة
• إم 113- الولايات المتحدة
• بي تي أر-40- الاتحاد السوفيتي
• بي تي أر-60- الاتحاد السوفيتي
• بي تي أر-152- الاتحاد السوفيتي
• هامفي- الولايات المتحدة
المدفعية
هاون:
• هاون أل-16 88مم- المملكة المتحدة
• 95 بانهارد أي أم أل- فرنسا
مدفعية ذاتية الحركة:
• 2أس1- الاتحاد السوفيتي
مدافع هاوتزر:
• أم-46- الاتحاد السوفيتي
• دي-20- الاتحاد السوفيتي
• أس-23- الاتحاد السوفيتي
مدفعية صاروخية
• أر أم-70- روسيا
• 280 بي أم-21- الاتحاد السوفيتي
• 30 بي أم-13- الاتحاد السوفيتي
• 30 بي أم-14- الاتحاد السوفيتي
• بي أم-24- الاتحاد السوفيتي
• 13 بي أم-27- روسيا
صواريخ أرض-أرض
• 10 أو تي أر-21- الاتحاد السوفيتي
• 12 أف أر أو جي-7- الاتحاد السوفيتي
• سكود- الاتحاد السوفيتي
مدافع مضادة للطائرات
• 200 زيد يو-23-2- الاتحاد السوفيتي
• 40 زدأس يو-23-4- الاتحاد السوفيتي
• 61-كاي- الاتحاد السوفيتي
• 120 أس-60- الاتحاد السوفيتي
• Bofors 40 mm gun- السويد
صواريخ أرض - جو
• 200 أس أيه-7- الاتحاد السوفيتي
• 120 أس أيه-9- الاتحاد السوفيتي
• أس أيه-125- الاتحاد السوفيتي
• 12 تي أو أر-M1- روسيا
• 9كاي31 Strela-1- الاتحاد السوفيتي
• تانجوسوكا M1- روسيا
• بي-15 تيرميت- الاتحاد السوفيتي
أذرع نارية صغيرة
أذرع رشاشة:
• أيه كاي ام اس- الاتحاد السوفيتي
• ايه كاي 74- الاتحاد السوفيتي
• إيه كي-47- الاتحاد السوفيتي
• طراز 56- الصين
• اس كاي اس- الاتحاد السوفيتي
• ام60 رشاش- الولايات المتحدة
• هيكلر وكوخ جي3- ألمانيا الغربية
• ايه كاي ام- الاتحاد السوفيتي
أذرغ قنص:
• قناص اس في دي- الاتحاد السوفيتي
مطلقات القنابل:
• مطلقة القنابل ام79- الولايات المتحدة
مسدسات آلية:
• ان اس في (مسدس آلي)- الاتحاد السوفيتي
• DShK- الاتحاد السوفيتي
• أيه كاي أم- الاتحاد السوفيتي
• ام60 رشاش- الولايات المتحدة
مضادات دبابات
• 3ام11 فلانجا- الاتحاد السوفيتي
• بي جي إم-71 تاو- الولايات المتحدة
المزيد
ظل اليمن يتلقى ضربات جوية على مدى شهر كامل من تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية تحت مسمى عاصفة الحزم، ولا يبدو في الأفق أي حل سياسي، كما صار الرئيس السابق علي عبد الله صالح وابنه والقادة العسكريون الحوثيون الآن أيضًا أهدافًا لحظر على الأسلحة من قِبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
في هذا السياق، سلطت فلورنس غاوب، محللة أولى في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، ومقره باريس، في دراسة نشرها المعهد في موقعه على الإنترنت، الضوء على انهيار القوات المسلحة اليمنية، وكيف أدى هذا إلى تفاقم الوضع الأمني المتردي أصلا في البلاد، موضحة تعقيد ديناميات الواقع على الأرض، منوهة إلى أن أسباب مشاكل اليمن تتجاوز التفسيرات المفرطة في التبسيط القائمة على العداوات الطائفية.
تقول فلورنس غاوب في الدراسة التي جاءت بعنوان: تُرى ماذا حدث للجيش اليمني؟ Whatever happened to Yemen's Army؟: هناك طرف فاعل ظل غائبًا غيابًا واضحًا عن المشهد وهو القوات المسلحة اليمنية، فعلى الرغم من المساعدة التي قدمتها وحدات من القوات المسلحة اليمنية لإخراج التغيير السياسي إلى الوجود في عام 2011، فإنها لم تلعب أي دورٍ حاسم في أحداث عام 2015؛ حيث تُسيطر السعودية الآن على المجال الجوي لليمن سيطرة كاملة.
كما أن القواعد العسكرية اليمنية الآن إما هدف لاجتياح الحوثيين وإما هدف لقصف التحالف العربي. ومجرد شن العملية العربية أصلا هو شهادة على الانهيار العسكري لليمن من الداخل. فما الذي حدث بالضبط للقوات المسلحة اليمنية؟.
من شريك بالسلطة إلى هيكل أجوف
تُشير غاوب إلى أنه على امتداد العقود الماضية، تطورت القوات المسلحة اليمنية (وعلى الأخصّ القوات المسلحة لليمن الشمالي) من صانع ملوك ميسّر لتغيير النظام الحاكم إلى مؤسسة جوفاء مهمشة؛ حيث أنهت القوات المسلحة حكم الإمامة في اليمن الشمالي، وأطاحت بأول رئيسَيْن للبلاد في العهد الجمهوري، ولعبت دورًا حاسمًا في الصعود السياسي لمعظم خلفائهما.
كان صالح الذي أُطيح به من سدة الحكم في عام 2011، في أول الأمر ضابطًا، ثم صار حاكمًا عسكريًّا، وأخيرًا وصل إلى السلطة في عام 1978. وفي عهده، نمت القوات المسلحة اليمنية بسرعة من 3 آلاف فرد إلى 66700 فرد، وشهدت -في البداية- عملية تحديث كبيرة. وخاضت هذه القوات حربًا دمويةً للحيلولة دون انفصال الجنوب في عام 1994، ونفّذت ست حملات ضد التمرد الحوثي بداية من عام 2004 فصاعدًا، ونفّذت العديد من عمليات مكافحة الإرهاب ضد "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
ولفتت الكاتبة إلى أنه كان يُعتقد أن القوات المسلحة تخضع خضوعًا تامًّا لسيطرة الرئيس صالح في ظل تولي أفراد أسرته قيادة وحداتها الرئيسية، لكن عندما تفجرت الاحتجاجات الشعبية ضد صالح واكتسبت زخمًا في عام 2011، انقلب عليه ضباط عسكريون كبار ليس أقلهم اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى المدرعة.
ولم يفجّر انحياز محسن إلى صف المتظاهرين هروب ضباط كبار آخرين فحسب، بل أدى أيضًا إلى هروب وحدات كاملة، مما تمخض في النهاية عن تغيير النظام. ومع ذلك برزت القوات المسلحة اليمنية من أحداث 2011 أضعف من أي وقت مضى بمجرد أن صارت ساحة اقتتال للقوى السياسية المتصارعة
.
مقدمات ضعف الجيش
وأوضحت فلورنس غاوب أن هناك ثلاثة تطورات ساهمت في حالة الضعف الراهنة التي تعتري القوات المسلحة. أولا: تردّت الأوضاع في الجيش ترديًا شديدًا في العقد الأخير من حكم صالح. ثانيًا: ما زالت التداعيات السلبية لما حدث بين محسن وصالح، وهي الواقعة التي شقت الصف في عام 2011، وتتردد أصداؤها إلى اليوم. ثالثًا: كانت الإصلاحات التي نفّذها هادي -خليفة صالح- معيبة من نواحٍ عديدة. ومن ثم فعندما وصل المتمردون الحوثيون أخيرًا إلى العاصمة صنعاء، كانت القوات المسلحة عاجزة عن الاستجابة بفعالية.
وأوضحت الكاتبة أنه على الرغم من محاولة صالح زيادة قوة القوات المسلحة، فإنه سعى -في الوقت نفسه- إلى فرض سيطرة محكمة على مؤسسة ذات تاريخ مديد من التدخل السياسي، إذ كانت التعيينات في المناصب العسكرية في عهده تتم على أساس العلاقات الشخصية أو الانتماءات القبلية، مما تمخّض عن هياكل ظِلٍّ مرتبطة بالرئيس ارتباطًا مباشرًا.
وعلى الرغم من أن السياسة القبلية جزء لا يتجزأ من التكوين الاجتماعي لليمن، فإن استغلال صالح إياها في هذه الحالة شوّه هياكل القوات المسلحة والإجراءات المتبعة داخلها، على حد قول الباحثة؛ حيث استغلت القبائل القوات المسلحة لتعزيز مراكزها وضمان المحسوبية، ولم تكن الرتب العسكرية تُضفي على شاغلها سلطة دون رابط يربطه بقبيلة متنفّذة، وكان الاتصال يتّبع الخطوط القبلية لا هياكل القيادة.
وتُضيف غاوب: شجّع صالح المسؤولين الحكوميين، بداية من الثمانينيات، على استغلال مناصبهم والإثراء منها، وما زالت القوات المسلحة اليمنية إلى يومنا هذا ضالعة في تهريب الأغذية والوقود والسلع الأخرى، و"رِشوة" القبائل بالأسلحة الصغيرة. كما اعترفت الحكومة أيضًا بإقدامها، بما يخالف القانون، على إعادة تصدير الأسلحة إلى بلدان مفروض عليها حظر مثل السودان. ومثلما هو الحال في العراق، صار "الجنود الوهميون" (أفراد لا وجود لهم توزَّع رواتبهم على الضباط) ظاهرة واسعة الانتشار. وكانت قوة الأفراد الفعلية في معظم الألوية تصل إلى ثلث القوة الاسمية أو نصفها، وكانت مستويات التدريب والروح المعنوية متدنية.
وأشارت الدراسة إلى أن الوحدات الأشد تماسكًا كانت هي الوحدات التي كانت تشارك في الحملات الكثيرة، والتي شاركت فيها فرق متعددة من الجيش ضد الحوثيين تحت قيادة اللواء محسن، وكان يبدو أن الاعتبارات العسكرية تتفوق على الاعتبارات القبَلية في هذه الوحدات على الأقل.
ولفتت فلورنس غاوب إلى أن الأمور اتخذت منعطفًا نحو الأسوأ في عام 2000 عندما عيّن صالح ابنه أحمد علي في منصب رئيس الحرس الجمهوري، فحوّله عندئذ إلى قوة راقية التدريب وعالية التجهيز مؤلفة من ثمانية ألوية. وبهذا التحرك صارت القوات المسلحة اليمنية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قوة شديدة الفعالية تحت قيادة أحمد علي، والفرقة الأولى المدرعة بقدراتها المعقولة تحت قيادة اللواء محسن، وجيش نظامي منهك ومستنزف عالق في مكان ما بين الاثنين. في الوقت نفسه، كانت عناصر القوات المسلحة الثلاثة جميعًا تخوض سلسلة مكثفة من الحملات القتالية على الحوثيين؛ حيث كان نصف الألوية في البلد ضالعًا في هذه الحرب، بل واستلزم الأمر تجنيد متطوعين من القبائل لتشدّ من أزر قوات تزداد إنهاكًا يومًا بعد يوم.
أمّا من منظور سياسي، فترى الدراسة أن هذا التحرك قوّض عهدًا قبليًّا كان قد مهّد الطريق أمام صالح للوصول إلى سدة الحكم في عام 1978، ونص -في الوقت نفسه- على تسمية محسن ليخلفه في السلطة في نهاية المطاف. وبما أن كلّا من محسن وصالح ينتميان إلى قبيلة سنحان (لكن إلى عشيرتَيْن مختلفتَيْن)، وبما أن هذه القبيلة تمثل بدورها جزءًا من تجمّع حاشد القويّ؛ فقد أفضى انقسام الرجلَيْن إلى تصدّعات أوسع داخل القبيلة، وصارت هذه التصدعات بادية للعيان بوجه خاص عندما تفككت القوات المسلحة في عام 2011.
الجيش .. والصراع السياسي
وأشارت الدراسة إلى أنه دائمًا ما تكون الصراعات على السلطة التي تدور داخل القوات المسلحة أعراضًا لمرض سياسي أوسع انتشارًا، منوهةً إلى أن الحرب الأهلية اليمنية في 1994 تفجّرت في المقام الأول بسبب خلافات على تقسيم المناصب بين الفصيلَيْن الشمالي والجنوبي في القوات المسلحة. وبعد سقوط صالح، سعى معارضوه إلى الاستيلاء على السلطة، فيما سعى أنصاره إلى الاحتفاظ بها، وأما الجنوبيون -الذين كانوا قد استُبعدوا من القوات المسلحة منذ الحرب الأهلية- فلم يُشاركوا في هذا الصراع، كما لم يُشارك فيه الحوثيون، وإن كانوا استفادوا من الفراغ الأمني الذي نتج عنه.
كانت إعادة توحيد القوات المسلحة ستمثل دائمًا مهمةً صعبةً بسبب الانقسام السياسي، بحسب فلورنس غاوب، وأدى انحياز صالح إلى صف الحوثيين الذين قاتلهم ذات يوم، إلى تعقيد الصورة أكثر وأكثر، وهو ما يفسر لنا ما نراه من قتال بعض وحدات الجيش، وأغلبها من الحرس الجمهوري المنحل، في صفوف المتمردين.
وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من تشكيل لجنتَيْن في عام 2012 للإشراف على إصلاح القوات المسلحة الذي تأخر كثيرًا؛ فإن الرئيس هادي (وهو نفسه جنرال سابق في جيش اليمن الجنوبي) تجاوز كلتيهما في تنفيذ قراراته الأوسع أثرًا على الإطلاق، حيث تعرض هادي لضغط من معسكر الإصلاح، بما فيه "حزب التجمع اليمني للإصلاح" الإسلامي وتجمع أحزاب اللقاء المشترك، من أجل تطهير القوات المسلحة من أنصار صالح، لكن كان محتومًا أن تُثير هذه الخطوات المبالغة في راديكاليتها مقاومة شديدة.
ولفتت غاوب إلى أن القرار الذي اتخذه الرئيس بإقالة 20 ضابطًا من المقربين لصالح وُوجِه -على الأقل في البداية- إما بالتجاهل وإما بالمعارضة الشديدة؛ حيث هدد قائد سلاح الجو محمد صالح، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، بإسقاط أي طائرات تهبط في مطار صنعاء إذا لم تتم إعادته إلى منصبه، وفي أماكن أخرى حِيل فعليًّا دون التحاق القادة المعينين حديثًا بوحداتهم.
وعلى الرغم من أن هادي أقال عددًا كبيرًا من أنصار صالح، فإنه لم يستطع التخلص منهم جميعًا؛ فاتخاذ خطوة كهذه كان من شأنه أن يصيب القوات المسلحة بالشلل، وعلى أية حال فإن رحيل صالح عن السلطة الذي تم بالتفاوض، لم يكون يسوغ عملية تطهير شاملة، وفقًا لفلورنس غاوب.
وأشارت الدراسة إلى أنه في أواخر عام 2012، أصدر هادي أخيرًا قرارًا بحل الوحدتَيْن المتنافستَيْن اللتين يقودهما محسن وأحمد علي، وفيما بعد قام بتعيين الرجلين في منصبَيْن آخرَيْن؛ حيث صار محسن مستشاره الخاص، وعُيّن أحمد علي سفيرًا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك فقد ظل كل منهما يلعب دورًا في القوات المسلحة، حيث عاد محسن من تقاعده وبالمخالفة للأوامر الرئاسية ليقود فلول وحداته للتصدي لانقضاضة الحوثيين على صنعاء في أواخر عام 2014، فيما اتُّهم أحمد علي بوجود صلة تجمعه بوحدات الجيش المنحازة إلى صف الحوثيين، كما طُرح اسمه أيضًا كخليفة محتمل لهادي.
هل هناك حرب أهلية داخل الجيش؟
رأت فلورنس غاوب أن أكبر خطأ ارتُكب في إصلاح القوات المسلحة اليمنية هو أنْ بدأت العلاقات الشخصية تُقدَّم على الأولويات الأخرى، وهذا لم يؤجج التوترات السياسية فحسب، بل تعارض أيضًا مع توصيات اللجنة الفنية، التي ركّزت إلى حد كبير على تنفيذ قانون التقاعد، وإجراء التدوير الوظيفي للقيادات، وقضية الجنود الوهميين، وتحقيق التوازن بين الوحدات من حيث الحجم والعتاد. وبهذا يكون هادي، بإدارته القوات المسلحة بما يتماشى مع الولاءات الشخصية، كرر الأخطاء التي ارتكبها صالح من قبله.
في هذه الأثناء، أعاد الحوثيون -الذين قوّت ظهورهم المعارك، وزادهم تمكينًا تحالُفهم مع صالح وكسبُهم الدعم الشعبي بفضل مناهضتهم للمؤسسة العسكرية - تقديم أنفسهم بوصفهم الجيش اليمني الجديد. ولم يكن من قبيل المصادفة عند دخولهم صنعاء أن استهدفوا على وجه الخصوص مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع ومقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة. علاوة على ذلك، فإن عشرات الدبابات والكميات الهائلة من الأسلحة الثقيلة التي تمكنوا من الاستحواذ عليها جاءت كلها مباشرة من عناصر الجيش اليمني التي انشقت أو هربت من الخدمة العسكرية.
وبحسب الدراسة، فإن الضربات الجوية الحالية قد تُسفر عن إضعاف الحوثيين، لكنها لن تفعل شيئًا لحل المشكلة الأساسية، وهي انفجار الدولة من الداخل نتيجة التناحر السياسي الشديد. وفي حالة العثور على حل سياسي، فسوف تكون إعادة توحيد فلول القوات المسلحة اليمنية من الأولويات، غير أن هذه المهمة ستكون أصعب من ذي قبل، نظرًا إلى أن الوحدات باتت الآن يقاتل بعضها بعضًا قتالا مكشوفًا.
خريطة القوات العسكرية في الأزمة اليمنية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.