ذهبت مهرولا للتجول في عالم مارك الأزرق (فيس بوك) بحثا عن ماجد من جديد والاطلاع على اخر الاخبار بخصوص الوضع الراهن في البلاد بعد ان مللت التجول بين المواقع والصحف الالكترونية فإذا بأول منشور يطالعني حل علي كالصاعقة تمنيت إن لم اراه وان لم تولد تلك اللحظة ولم اقرأه كيف لا ؟ والمنشور يحمل في طياتة فاجعة مهولة توقفت معها الانامل عن الحركة وتلعثم اللسان وخنقتني العبرة كيف لا؟ وهو يحمل خبر رحيل هامة وطنية وقامة إنسانية عظيمة ورجل شجاع وبطل مغوار بحجم وقيمة ومكانة وشجاعة وإنسانية محافظ محافظة شبوة الاستاذ علي باحاج طيب الله ثراه. لولا إن الموت حق لا مفر ولا ملاذ منه لما صدقت نبأ رحيلك ياباحاج..يالله..كم هو قاسي..كم هو أليم..كم هو مرير هذا الرحيل..لا اتخيل شبوة بدونك كيف لشكلها وكيف لحالها ان يكون بدون قائدها الفذ وأبنها البار وبطلها المغوار. لطالما حلمت شبوة وأبنائها برجل وقائد بخبرتك ودهائك وحنكة إدارتك وحبك لها وغيرتك عليها فتحقق حلهما ولكن كان مشوار ورحلة الجمع بينكما قصيرة بحيث وقف القدر حاجزا بينكما ليغيبك الموت بدون رجعه ليتبدد حلم شبوة. توقعت كغيري الكثيرين ان رحيلك سيكون بهذا السيناريو سيناريو الغدر والخيانة لاننا نعلم ان هناك الكثير من المتربصين بك ممن لم يرق لهم صدقك..ونزاهتك..ووفائك لشبوة وتقديم مصلحتها على أي مصلحة شخصية أو قبلية أو مناطقية فارادوا التخلص منك لانهم لا يعرفون إلا قانون نفسي نفسي ويعزفوا باستمرار على وتر قبيلتي أولا..ياعزيز فعزفك لايطابق عزفهم ولذلك ارادوا التخلص منك. أيها الشجاع البطل المغوار نعم رحلت عن ميداين الشرف والكرامة للابد ومعك سترحل الرجوله..نعم ترجلت عن فرس القيادة والدفاع عن الشرف والكرامة ومعك ستدفن الشجاعة بجوار جثمانك الطاهرة بعد إن فاضت روحك الزكية إلى باريها..رحلت وتركت شبوة بلا أنياب ودون ظهر يحميها وبلا عمود تستند عليه. أيها القائد البطل..رحلت وانتقلت من على الأرض إلى باطنها ولكن مكانتك في قلوبنا لم تتزحزح ولم تنتقل ولكنها تزايدت وارتفعت..رحلت يارجل الخير وتركت فجوة كبيرة لن تسد لسنوات وسنوات..ستظل شبوة تكتسي بثوب الحزن على رحيلك للأبد..ستبكيك كل شبوة سيبكيك الوادي والسهل سيبكيك الساحل والجبل سيبكيك البشر والشجر والحجر. نعم رحلت يا ابو سيف ولكن سيرتك العطرة والمشرفة لن ترحل ولن تفارقنا وسيظل اريجها ينتشر في كل مكان يزين سيرتك ومسيرتك الرائعة والاستثنائية في دفة القيادة لشبوة كمحافظا..ستشهد جبهات بيحان والخفعة والجلفوز على بطولاتك وصولاتك وجولاتك. نم قرير العين يا أبا سيف رحمة الله تغشاك فدعواتنا سترافقك حتى اخر نفس لنا على هذه البسيطة ولعناتنا ولعنات البسطاء من أبناء شبوة ممن علقوا عليك امالهم الكبيرة بعد الله سترافق من خانك وغدر بك للابد..إلى جنات الخلد باذن الواحد الاحد يا أبا سيف.