قرر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مساء الاثنين ابتعاث مستشاره التقليدي البارز د. عبدالكريم الارياني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف اللقاء بوزراء الخارجية في مجلس التعاون الخليجي في ثاني عملية تواصل يقوم بها أعضاء المجلس بعد لقائه الاثنين بعدد من أقطاب المعارضة. وبحسب وسائل إعلام رسمية فإن الوفد الذي سيرأسه الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس صالح سيغادر الثلاثاء وسيضم عدداً من قيادات المؤتمر الشعبي وأحزاب التحالف الوطني ‘ سيبحث مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الجهود المبذولة من قبل دول المجلس من أجل التوصل الى حل للازمة في اليمن.
ويغادر الارياني صنعاء في ظل تمسك قبل حكومة صالح بما تسميها المبادرة الخليجية ورفضها لما تطلق عليها المبادرة القطرية التي تطلق عليها المعارضة من جانبها المبادرة الخليجية الأولى .
وعرف عن الارياني بأنه كان احد ابرز مهندسي السياسة الخارجية لنظام الرئيس صالح وتمكن طوال سنوات من منح نظام صالح حالة من التوازن والصمود في مواجهة عواصف شتى واجهت صالح .
ويأتي ذلك في حين أكدت المعارضة اليمنية تمسكها بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن في صيغتها الأولى مع التمسك بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، وتقرر عقد جولة جديدة من الحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي والحكومة اليمنية .
وكان اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع ممثلي المعارضة اليمنية الليل قبل الماضي في العاصمة السعودية الرياض قد تناول رد المعارضة على عرض الوساطة الخليجية .
وذكر بيان صدر عقب الاجتماع ان وفد ممثلي المعارضة اليمنية المنضوية تحت لواء احزاب اللقاء المشترك “أعرب عن تمسكه بالمبادرة الصادرة في الثالث من ابريل الجاري” . وأشار البيان إلى أنه “تم الاتفاق على ان يستمر الحوار والتشاور مستقبلا وسوف تكون هناك أيضا جولة اخرى من الحوار والتشاور بين دول مجلس التعاون والحكومة اليمنية” من دون تحديد موعد لها” .
وذكر البيان الصادر عن الاجتماع ان المعارضة اليمنية شرحت للوزراء الخليجيين نظرتها للأزمة في اليمن ورغبتها في إيجاد حل للأزمة وفي حقن الدماء .
وقال القيادي في المعارضة اليمنية سلطان العتواني للصحافيين في اعقاب الاجتماع “نحن مع المبادرة الخليجية الصادرة في الثالث من إبريل ونرفض الفقرة التي صدرت في البيان الختامي لوزراء خارجية مجلس التعاون في 10 ابريل التي تشير إلى نقل سلطات الرئيس، ونحن نطالب بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح .
وكان المجلس الوزاري الخليجي اطلق في الثالث من ابريل وساطة لحل الازمة في اليمن وسلم بعد ايام من خلال سفرائه في صنعاء الاطراف اليمنية مبادرة نصت على تنحي الرئيس وتسليم السلطة لنائبه وتشكيل حكومة بقيادة المعارضة . وفي العاشر من ابريل، التأم المجلس الوزراي الخليجي في الرياض مجدداً وأعلن رسمياً المبادرة، إلا ان صيغتها لم تنص بوضوح على تنحي صالح، بل على تسليم صلاحياته لنائبه، الأمر الذي أكدت المعارضة ارتيابها منه، فيما رحب صالح بهذه الصيغة .
وفي محاولة لتقريب موقف الجانبين أجرى دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون اتصالات مع اللقاء المشترك في الأيام الأخيرة في صنعاء، بحسب ما قال دبلوماسي غربي لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه . وقال الدبلوماسي “تم تقديم تطمينات أمريكية وأوروبية للقاء المشترك من أجل انجاح المبادرة الخليجية انطلاقاً من تطبيق البند الاول بتنحي الرئيس صالح في أقرب وقت” .
وتألف وفد المعارضة اليمنية من محمد سالم باسندوة وزير الخارجية السابق، وياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري للقاء المشترك، وعبد الوهاب الانسي من حركة الاصلاح، وسلطان العتواني من الحزب الناصري، وحسن زيد من حزب حق .