يمثّل سوق الخضار في منطقة "القاع بلودر" نقطة تلاقٍ وتواصل بين المئات يومياً، منذ دخول فلول مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري بالمناطق الوسطى بلودر والعين وخلو اهالي هاتين المدينيين من مساكنهم وهجر الأسواق الرئيسية التي كانت قبلة المواطنين من مناطق مختلفة بمديريات أبين. وسوق القاع الجديد يكون محطة اجتماعية مهمّة،عوضاً عن فقدان سوق لودر الذي يعد شبيه بسوق عكاظ التاريخي.. وهذا السوق الجديد يقدم مواده بأسعار تناسب الحال والواقع، ويعرض موادّ وأنواعاً كثيرة أهمها الخضار والفواكه السمك والدجاج الحلويات والبقوليات والمحال التجارية المستحدثة الصحيفة تجوّلت في السوق، ورصدت نقاط تميّزه عن غيره، وأسباب اكتسابه تلك الشهرة الكبيرةخلال ثلاثة شهور والإقبال اليومي الكثيف، وقد تحدّث عن مزايا سوق الخضار الرئيس "بمنطقة القاع" أحد مرتاديه "محمد حسين الطلي من منطقة العين" الذي قال: «مذ نزوح اهالي العين من قراهم وترك سوقهم وأنا أتبضع من هذا السوق بمنطقة القاع، ولكن قبل ثلاثةشهور ؛ وتحديداً بعد الأزمة التي اجتاحت مناطق الجنوب نتيجة مليشيات الحوثي وبمعيتها قوات الحرس الجمهوري التابع لنجل الرئيس المخلوع صالح، ولم يكن السوق يتمتع بهذه الكثافة كما هو الحال الآن، ذلك لأن المحال المتواجدة في الأحياء كانت تقدم بضائعها وموادها بسعر مقبول، حتّى ولو كان سعرها أعلى من سعر سوق لودر المركزي، لكن الفرق والتفاوت كان قليلاً نوعاً ما، أمّا اليوم وفي هذه الفترة، فهذه النقطة هي من أكثر النقاط حركة وحيوية وبيعاً وشراء على مستوى مناطق لودر كلها، فأسعارها مناسبة ومنطقية مقارنة بمحال الأحياء، وليست هناك مبالغة في ارتفاع الأسعار، وذلك بسبب اختلاف ذهنية التجار كل أنواع الخضار والفواكه تفرض اسمها في السوق من حيث التسوَّق والبيع على حد سواء». "سعيد الشبل من منطقة عراكبي" قصد السوق من بلدته "عراكبي" كما يقصده الكثيرون من أبناء القرى والبلدات، التقته ( الصحيفة) لرصد رأيه بما يرى اليوم؛ يقول: «هناك منافسة من قبل بائعي السوق لبيع أكبر كميّة من موادهم خلال ساعات العمل الصباحية، وتكون فرصة للحفاظ على منطقية الربح، بخلاف البقية الباقية التي تحتكر كل شيء في سبيل الربح المبالغ فيه، إضافة إلى أن السوق تحول من بيع للخضار والفواكه إلى بيع للمواد الغذائية والدجاج و لحوم الاغنام والسمك والتمر والقات والحلوى المطبوخة وغيرها، مع الحفاظ على سمته الرئيسة الخضار والفواكه والسمك، وعملية فرض مواد جديدة لأن الإقبال كبير جداً عليه وهي فرصة لإراحة زوار السوق من البحث والتجوال، ولأنه باب من أبواب الرزق لكثير من الأسر والشباب لعرض حاجاتهم وموادهم على "بسطة" وبيعها ضمن هذا السوق الأكثر حيويةً ربما على مستوى مناطق لودر كلها"" أمّا " احمد بدور من منطقة الجوف" فيجد في سوق القاع نقطة اجتماعية مهمة، خلال الفترة الوجيزةوقال: «تحصل الكثير من العلاقات الاجتماعية والتعارف بين أسر بكاملها، خاصة أن السوق يضم أبناء مناطق مختلفة وزوّاره ، ووافديه من باقي مناطق لودر، سواء من الذين يشترون البضائع، أو حتى من الباعة، وقد تعرفت في السوق- إلى العديد منهم، وتحديداً وتكونت علاقات حميمة بيننا . وفي سوق القاع الجديد تبقى الزاوية المخصصة لبيع السمك فرصة لجذب عشاق هذا الطعام اللذيذ ، فمنهم من يؤكد أن الزيارة بين الحين والآخر للتعرف إلى نوعية السمك ومدى جودته وشراء كميات منه، فسابقاً لم يكن هناك مكان ثابت ومحدد للسمك بهذه المنطقة، او حتى سوق يذكر، ولكنه منذ ثلاثةأشهر تقريباً بدأ يطل هذا السوق ويحجز مكاناً له، ويستقطب بضائعه حضرموت والبيضاء والحديدة». وكان ل"محمد حسن" أحد البائعين حديث عن أجواء السوق يقول فيه: «كل شخص يبحث عن شراء حاجياته ومواده بسعر أقل من باقي الأماكن، حتّى لو كان الفرق قليلاً، لذلك هذا السوق هو الملاذ الوحيد بعد سوقي لودر والعين، وكل المواد الأساسيّة متوفرة وبكميات كبيرة، وكله حيوية منذ ساعات الصباح الأولى وحتى عقب صلاة الظهر، وكل ما ذكر أسباب مشجّعة لزيارته».