في الوقت الذي تهافت فيه كبار وصغار مسؤولوا الدولة إلى رياض الخليج ... النائب قبل الوزير ، والوكيل قبل المحافظ ، والسكرتير قبل المدير ، فضلت أنت ياباحاج رائحة البارود عن روائح الكبسات والمفطحات . لم تترك شبوة كغيرك في أحلك الظروف ولم تتخلى عن أهلك وربعك ورعيتك وأبت نفسك إلا أن تقاسمهم الأزمة والأنتكاسة وأن تشاركهم القتال والدفاع عن الأرض والعرض والدين . عجيب أمر هذا التحالف وغريب تصرفه ، رغم أنك أعلى سلطة في المحافظة ومسؤولها الأول ، رغم موقفك البطولي والشجاع مع الرئيس هادي حيث أنك أول محافظ يعلن عدم خضوعه لسلطة صنعاء المركزية وعدم تلقيه الأوامر منها ، رغم توقيفك لنفط شبوة عندما أختطف أحمد بن مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية إلا أن دعم قيادة التحالف سلك طرق فرعية وصب في وديان جانبية ... لا أنتقص من قيمة احد ولا أقللها ولكن لي عتب على هذا التحالف حيث كان من الأحرى أن يصب سيل دعمه في واد باحاج الرئيسي . كنت حكيما طوال فترة ولايتك ، لم تحاول إقصاء طرفا أو تهميش طرفا آخر ولم تحارب يوما حزبا أو مكونا ، كانت غايتك حفظ شبوة وأرضاء كل أطرافها ... لله در من قدم شبويته عن حزبيته . يقال أن الإنسان لايحس بقيمة الأشياء إلا بعد فقدانها ، وها نحن لم نحس بقيمتك إلا بعد رحيلك ، فنعم الرجل ونعم الوالي كنت . لقد كنت ياباحاج عمود المقاومة وسارية شبوة فمنذوا استشهادك تصدع البيت وتخلخل المكان وعاث المحتل في شمال شبوة تفجيرا . رحمة الله تغشاك أيها البطل الصنديد وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء. وختاما أقول : سامحك الله ياباحاج دنيا وآخره عن أي تقصير سواء كان بقصد او بغير قصد أثناء فترة ولايتك علينا .... قولوا معي مسامح ياباحاج