تلك الفتاة التي بكى لموتها اغلب شباب و طفال و نساء و رجال الحارة في مدينة انماء... الجميع يحبها... ربما لان الله قد زرع في قلوبنا حبها الشديد ... لانه قد اعدها للرحيل عنا باكرا.. فحملها حب كل السنين ان عاشت طويلا..كله حمله في قلوبنا لعمرها القصير... ريحانة... الوجه الاخر لضحايا الحوافيش.. ريحانة...اسمها يرن في مسمعي..يوحي لي بشئ ينبعث فقط من الجنة... فتاة لم تكمل سنتها العاشرة .. ذات وجه طفولي ملائكي... كنت عندما اصادفها اتبادل معها النظرات و الابتسامات... و ربما بعض الكلمات.. كنت احب ان انظر الى وجهها المشع بالبراءة طويلا..طويلا.. كنت انجذب اليها ..وكما اتضح لم اكن الوحيد.. فان الجميع من يعرفها كان يحبها.. انا احبها بشدة... ربما بسبب وجهها الملائكي و ربما لانها شبيهة باصغر بناتي... كانت تسحرني .. عندما ترد التحية برفقة ابتسامتها البرئية... لم اتحمل خبر وفاتها تحت تاثير حمى الضنك.. الخبر نزل علي كالصاعقة ... فجعت عندما ابلغت بموتها... صرخت..لا حول ولا قوة إلا بالله. . لا زال حزني يشتد كلما تراودني فكرة غيبتها عنا الى الابد... افكر لو كنت علمت..لمنحتها مزبجا من الحب...لاختصنتها..و قبلتها..للعبت معها.. كانت الصدمة شديدة علي.. شعرت باعياء و احباط شدبد.. مرارة في الحلق..انقباض في القلب.. لست وحيدا من فجع لموتها .. فقد انهار شباب كثيرون ..ذرفوا الدموع..صدمهم الخبر.. الكل يتذكرها تقف خلف صندوق صغير املأته ببعض السلع الصغيرة كالخواتم و اشياء اخرى ابدع عقلها الطفولي في التسلية بطريقتها الخاصة .. لبيعها للمارة من ابناء حارتها.. سبب موتها... غضب عارم تملكنا جميعا تجاه المعتدين القذريين... الذين قدموا و نشروا الموت بكل الوسائل.. اما بسلاحهم و قصفهم العشوائي او بحصارهم لنا و منع الغذاء و الدواء... هولاء الرعاع لحقدهم الدفين ارادوا وقف نبض الحياة عن كل شئ ينبض في أجسادنا.. بكل تأكيد..اؤمن أن كل شئ بيد الله سبحانه و تعالى.. و لكن غضبي اشتد تجاه مراهقي صعدة و مجرمي سنحان... فرضوا علينا حصارا و كانوا سبب في وقف عجلة الحياة و انتشار الأوبئة و الجوع .. بسببهم توقفت عجلة الحياة كاملة لا دراسة و لا اعمال و لا نظافة.. الامراض الغريبة انتشرت في كل مكان من الحبيبة عدن... جاءوا و نشروا الموت في كل مكان... بسبب صلفهم و اجرامهم و جهلهم و حقدهم.... لا نظافة و لا ماء و لا كهرباء. .. كل شئ توقف.. ما هم الا غزاة تتار.... قتلة الاطفال... ريحانة واحدة في قافلة ملئية بضحايهم من الشهداء الابرياء... الله يرحمك طفلتي البريئة ريحانة... الله يسكنك في الفردوس الاعلى مع طيور الجنة.. الله ينتقم لك من كتائب الموت و على راسهم فرعون الامة المخلوع و عبدايران الحوثي.. فنامي قريرة العين حبيبتي الصغيرة.. و الهمنا الله و ذويك الصبر و السلوان. . و انا لله وانا اليه راجعون! !