كل من يقرأ او يعرف عن تاريخ الكرة البرازيلية بماضيها العريق ونتاجها الكروي المهيمن عالميا، لا يسعه الا وان يقف حائرا على ما بلغ حالها الكروي المزري بكل الاتجاهات، فقد كانت منطقتنا العربية عامة والخليجية خاصة زاخرة بالمدربين البرازيليين ممن وضعوا اسس المدارس الكروية هنا، وكان لهم اثر واضح في اوربا واسيا وافريقيا وامريكا وبكل مكان تقريبا، فضلا عن وجود نجوم البرازيل ونكهات الكرة العالمية باغلب الاندية المحترفة التي تعاقدت مع نجوم السامبا بصورة تدلل معنى ما كانوا عليه من حرفنة ومهنية عالية استحقوا من خلالها تبوؤ المراكز الاولى بكل شيء كرويا. فيما اليوم وما كانوا عليه خلال بطولة كاس العالم الاخيرة في ريو دي جانيرو التي شكلت فضيحتهم التي لا تنسى، مع خسارتهم الاولى في كوباامريكاتشيلي 2015 التي اوقعتها بهم كولومبيا بفريقها الجسور والاعصار الاصفر الذي اجبر البرازيل بلحمها وشحمها على التراجع باوقات متعددة كانت الغلبة لهم فيها من دون منازع. كما اثبتت وقائع المباراة ان البرازيل تعاني من شحة المواهب الحقيقية الجديرة بارتداء قميص البرازيل في البطولات الكبرى، فقد ثبت امام كولومبيا ان دونغا لم يكن قادرا على جمع احد عشر لاعبا فقط، من كل البرازيل لخوض غمار بطولة يراد لهم فيها محو فضيحة ريودي جانيروا، في وقت كانت البرازيل قادرة على ان تلعب باربعة او خمسة منتخبات بآن واحد، واذا به يخفق من عليائه، الذي لم يكن نجما فيه غير نيمار - مع كل مشاكساته غير المحببة - الا انه كان ابن السامبا والامازون الحقيقي -اما الاخرون وكانهم طارئون على المشهد ولا يمتون بصلة الى منتخب نجوم السامبا برغم سحنتهم السمراء باصول برازيلية.. دونجا من جانبه شن هجوما حادا على الحكم التشيلي إنريكي الذي طرد لاعبه نيمار في نهاية مباراة شابها العنف وانتهت بمشاجرة أمام كولومبيا التي انتهت بخسارة البرازيل المباراة 1-صفر. مع ان نميار لم يظهر بنفس المستوى الذي قدمه أمام بيرو في أولى مباريات البرازيل وسقط لاعب برشلونة أرضا في كل احتكاك مع لاعبي كولومبيا، الا ان ما قدمه من فنون كروية ومهارات عالية وان لم تجن ثمارها بشكل صحيح، الا انها دلت على هويته البرازيلية الاصيلة. *نقلا عن الأيام البحرينية