لم يكن مجرد زواج فحسب بل كان مهرجانا كبيرا للموروث الشعبي الحضرمي الاصيل وجلسات الذكر الدعوية التي احتشد لها آلاف الحضور من مختلف مدن وقرى وهضاب حضرموت ساحلها وواديها احتضنتهم مدينة الغرفة صباح ومساء يوم امس الجمعة تحت ضيافة الشيخ الداعية الاسلامي والمصلح الاجتماعي ورئيس مؤسسة الوسط للتنمية بحضرموت / عبدالرحمن بن عبدالله باعباد بمناسبة زواج ابنه البكر الحافظ لكتاب الله احمد بن عبدالرحمن باعباد , حيث اجاب احد شيوخ قبائل حضرموت بأن مشاركتهم اليوم في هذا العرس يأتي تكريما وتشريفا لهذه القامة المجتمعية وللعلم والأخلاق الذي يحضا بها الشيخ عبدالرحمن باعباد بين اوساط المجتمع الحضرمي وأضاف ما نشاهده اليوم في هذا العرس ليس لأسرة آل باعباد فحسب بل هي للأسرة الحضرمية وتلك الجموع من العلماء والمشايخ والأعيان والمواطنين الى دليلا قاطعا لما قلت حيث الفرح فرحتان فرح بالزواج والفرح الآخر هو قراءة دعاء ختم القرآن للعريس الذي اكمل حفظه في هذه الليلة المباركة وهي ليلة عرسه . لقد لبست مدينة الغرفة ثوبها القشيب وشمر شبابها سواعدهم حيث بدأت مراسيم الزواج ابتداء من مساء الخميس بإقامة جلسة انشادية لفرقة رباط الاسعاد بحضور كبير ولكن جاء يوم الفرح الاكبر الذي بدأ من صباح الجمعة باستقبال الجماعات القبلية من ساحل ووادي حضرموت من الريدة الشرقية شرقا الى دوعن غربا بالزوامل والأشعار الجميلة والرد عليها من قبل المستقبلين من الشيوخ والوجهاء من اسرة آل باعباد وبعض القبائل الحضرمية الاخرى الى امام ساحة بيت الشيخ باعباد التي جهزت بهذه المناسبة حيث يقول زامل قبيلة الحموم . صبحت من وادي نحب برجال معدنهم ذهب حسب العنية والطلب منك بايشلون الهموم واجبك يالمنصب وجب من حيث ما نودك يهب والقوم عندك تعتصب ع حسب عادات الحموم وكان رد زامل المستقبلين من آل باعباد حيا بكم شيبه وشب يا الي تلبون الطلب اهل العنيه والسلب قومي ولا بدل بقوم الساس ماكن ما خرب ما شي تغيرّ وانقلب كل شي مؤرخ بالرقوم فيما جرت عقب صلاة الجمعة مراسيم الحناء للعريس وسط حضور كبير والقيّت عدد من القصائد الشعرية للشعراء حسن باحارثة ومحمد الحباني ومحمد صالح الحامد استعرضوا خلالها مناقب اسرة آل باعباد الاجتماعية والدعوية ودورها في المجتمع وقدموا التهاني للشيخ عبدالرحمن وابنه بمناسبة زواجه وختمه لحفظ كتاب الله . وبعد صلاة العصر خرج موكب العريس في زفة تتقدمهم فرقة غازي باحميد للزربادي من امام مسجد جامع الغرفة بحضور الآلاف من العلماء وشيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية والسياسية والمواطنين من مختلف مدن وقرى وصحراء وهضاب حضرموت الى امام البيت حيث امتلأت الشوارع وضاقت من كثر الحضور الذي لأول مرة تشهده مدينة الغرفة في مثل هذه المناسبات الفرائحية وأقيم مراسيم العقد بعد مجموعة من الرقصات التراثية لفرقة باحميد للزربادي وتم تقديم التهاني والتبريكات للشيخ وابنه العريس بهذه المناسبة ولجميع اسرة آل باعباد . فيما شهد مسجد جامع الغرفة بعد صلاة المغرب الذي اكتظ بالحضور من الدعاة وطلبة العلم والمشايخ والقبائل والأهل والمحبين القادمين من مختلف المناطق قراءة السيرة النبوية بمناسبة ختم العريس للقران الكريم وأخذه للإجازة بالسند برواية حفص عن عاصم بعد تلاوته آخر السور القصيرة من القرآن الكريم كما شهدت تلك الجلسة الروحانية التي امتلأت بمشاعر الفرح لعودة مثل تلك المجالس التي كانت حاضرة بوادي حضرموت بالعزة والشموخ في الاحتفال بحافظ كتاب الله ومكانته في المجتمع لتعم الفرحة وتجتمع بين الفرح بالزواج والدعوة في حفظ كتاب الله حيث القيت عدد من المواعظ والنصح من قبل عدد من الشيخ والدعاة والدعوة للمجتمع لأهمية حفظ كتاب الله وتعليم علومه وتوجيه الشباب الى حلقات العلم بالمساجد مؤكدين بأن ما صار ويصير للأمة المحمدية في الوقت الحاضر هو الابتعاد عن كتاب الله وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم مقدمين التهاني والتبريكات للشيخ وابنه على حفظه لكتاب الله وزواجه المبارك وفي ليلة مباركة وهي ليلة الجمعة . وعقب ادى صلاة العشاء زف العريس الحافظ احمد بن عبدالرحمن باعباد من امام المسجد بالطبول والموشحات المهنئة بهذه المناسبة عبر الشارع المؤدي الى بيتهم . بإقامة الوجبة الرئيسية للزواج وفي سهرة الحناء التي بدأتها فرقة غازي باحميد للزربادي برقصات منوعة من رقصة الزربادي الشهيرة والفلكلورية التراثية ثم شاركت فرقة رباط الاسعاد بالغرفة بمجموعة من الاناشيد والأغاني من الالحان التراثية كما كرم شباب مؤسسة الوسط للتنمية العريس بدرع تذكاري بهذه المناسبة فيما كان الجمهور في انتظار القرة الاخيرة من السمر وهو من التراث الشعبي الاصيل الذي يتميّز به وادي حضرموت جلسة سمر دان شعبي بمشاركة كوكبة من شعراء وادي وساحل حضرموت وهم ( حسين باحارثة , مبارك باعكيم , رمضان باعكيم , ربيّع صالح بالسود , خليل باسيف , خالد باحارثة , علي الخطيب , سالم علي ربيّع , ومحمد علي الحباني ) بمشاركة مغني الدان الشهير ( عيسى الحدري ) حيث استمرت جلسة السمر حتى الساعات الاولى من صباح اليوم السبت في وسط حضور كبير امتلأت بها الساحات امام بيت الشيخ باعباد , وبهذه المناسبة نتقدم للشيخ والداعية الاسلامي حفظه الله وأطال في عمره / عبدالرحمن بن عبدالله باعباد ولجميع افراد اسرته ولجميع اسرة آل باعباد بزواج ابنهم الحافظ احمد بن عبدالرحمن باعباد بزواجه الميمون وحفظه لكتاب الله عز وجل بأجمل التهاني والتبريكات ونقول له بارك الله لك وبارك عليك وجمعكما على خير وأرزقكما الله الذرية الصالحة ودامت بيوتكم عامرة بالأفراح والمسرات . كلمة لابد منها من خلال الحضور الكبير ومن مختلف شرائح المجتمع المدني والقبلي ووفقا والعادات والتقاليد القبلية لتلك المناطق وخاصة حمل السلاح إلا ان زواج ابن الشيخ شكل ظاهرة مطبقا اقواله بأفعاله التي عرف عنها وهي عدم اطلاق الاعيرة النارية برغم ما يحتله من مكانة في قلوب الجميع لكن الجميع التزم بذلك وفقا وإشعارهم حول ذلك الموضوع وما يشكله من خطورة في المجتمعات المدنية لقرب البيوت والحضور الكبير منذ وجودي من الصباح لقد سمعت طلقة واحدة فقط من شخص واحد فقط وطلب منه التوقف ولم يرد عليه احد فشكرا ايها الشيخ الجليل وهنا تأتي القدوة التي ينبغي ان يتبعها الجميع وهي التوقف والمنع بإطلاق الاعيرة النارية لما تشكله من خطورة للمجتمع وبدلا ان يفرح الجميع تتحول الافراح إلى مأتم
