دعا المفكر السياسي الإصلاحي والأستاذ الجامعي، الدكتور صادق زيبا كلام، حكومة بلاده بوقف الدعم لنظام بشار الأسد في سوريا والمتمردين الحوثيين في اليمن والكف عن التدخل في الدول العربية. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تنشر وسائل إعلام إيرانية مطالبات داخلية بالكف عن التدخل في الدول الإيرانية حيث انتشرت بشكل واسع رسالة مفتوحة وجهها الدكتور صادق زيباكلام، وهو أستاذ في العلوم السياسية بجامعة طهران، والمقرب من الإصلاحيين، دعا فيها لإنهاء التدخل الإيراني في اليمن والكف عن دعم بشار الأسد الذي يقتل شعبه. وانتشرت الرسالة عبر موقع "خبر أونلاين" وسرعان ما نشرتها وكالات ومواقع إيرانية قبل أن يقوم الموقع بحذفها بعد ساعات من نشرها. وخاطب زيبا كلام، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قائلا: "عندما بدأ الربيع العربي رحبنا به وأسميناه في إيران ب "الصحوة الإسلامية" وقلنا بأنها اندلعت بتأثير من الثورة الإسلامية الإيرانية وسياساتها المعادية للغرب وأميركا وإسرائيل، لكن عندما وصلت هذه "الصحوة الإسلامية" الى سوريا تغيرت الصورة فجأة. وفي حين اعتبرتها كل الدول العربية "حراكا شعبيا"، نحن اعتبرناها "مؤامرة مشبوهة وخطيرة من الاستكبار والصهيونية ضد النظام الثوري البطل في سوريا والذي هو المركز في محور المقاومة". وأضاف: "لقد بدأنا حربا غير معلنة ضد إسرائيل لأن سوريا كانت تسمح لنا بإرسال السلاح الى حزب الله عن طريقها، فجعلنا دمشق "محور المقاومة"، لكن إعطاء هذا العنوان لبشار الأسد لن يغير من جوهره ولن يجعل الشعب السوري أن يرغب به". وبحسب زيبا كلام، فإن " 12% من الأقلية العلوية تحكم أغلبية 88% من السنة وذلك بالقمع والقهر ولكن حاجة إيران الاستراتيجية لسوريا للصراع مع إسرائيل، جعلتنا أن نغمض أعيننا عن هذه الحقيقة". وانتقد هذا الأستاذ الإصلاحي استمرار دعم ايران لنظام بشار الأسد رغم معارضة الرأي العام العربي له، وقال: "لا الفلسطينيين ولا الإخوان المسلمين ولا المسلمين المعتدلين ولا الليبراليين ولا العلمانيين ولا اليسار ولا الحركات النسوية أو المثقفين والطلبة وغيرهم، سواء في سوريا أو العالم العربي أعلنوا دعمهم لنظام بشار الأسد، وبمجرد أن انتفض السوريون ضد الأسد، لقد انضم إليهم الفلسطينيون أيضا". وتساءل زيبا كلام: "هل تنكرون قمع الفلسطينيين بشكل واسع من قبل النظام السوري؟ يا معالي الدكتور ظريف، أنظروا لأوضاع الفلسطينيين المأساوية في مخيم اليرموك وسائر الأراضي السورية، وقولوا مجددا "إن سوريا محور المقاومة!". ويرى هذا الأستاذ الجامعي المعروف بمناصرته للرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه "لو قام بشار الأسد قبل 5 سنوات بإصلاحات سياسية حقيقية مع بداية الربيع العربي، لما دمرت سوريا ولما تشرد 6 مليون مواطن ولما قتل 200 ألف في حرب داخلية". وأضاف: "لو لم يخاطب بشار الأسد شعبه بلغة الرصاص لما أصبح البلد مسرحا لداعش وسائر المتطرفين". وتساءل زيبا كلام: "كيف تتوقعون منا أن ندعم أقلية تشكل 12% من نسبة سكان البلد تتمثل في النظام الحاكم في سوريا مقابل الأغلبية؟ وكيف ستحترمنا النخبة السياسية والثقافية والمفكرين والكتاب والإسلاميين والطلاب ونشطاء المجتمع المدني في العالم العربي، إذا اتخذنا هذا الموقف وأغلقنا أعيننا تجاه ما يتعرض له أشقاؤنا المسلمون في سوريا؟ وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية والدور الإيراني فيها قال زيبا كلام: "لو دعمنا الحوثيين وهم أقلية بنسبة الثلث، لا نعتبرها طائفية، أما إذا دعم الآخرون السنة نتهمهم بالطائفية وتفتيت وحدة المسلمين، ونصفها بالحرب بالوكالة وغيرها من التهم". وناشد هذا الأستاذ الجامعي الإصلاحي، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن يلتفت للمصالح القومية الإيرانية وأن يعمل على إعادة النظر في السياسة الخارجية للبلد.