عاد زعيم حزب الدعوة الاسلامية نوري المالكي الى بغداد بعد انتهاء زيارة لطهران استغرقت عدة ايام، اجرى خلالها لقاءات ومشاورات مع المسؤولين الايرانيين تناولت الأوضاع السياسية في العراق وتقييم الإجراءات الأخيرة التي اتخذها رئيس الحكومة حيدر العبادي وتناولت في جانب منها الاستغناء عن خدمات نواب رئيس الجمهورية الثلاثة واحدهم المالكي نفسه. وكان المالكي قد استغل زيارته للعاصمة الايرانية واطلق سلسلة تصريحات هاجم فيها السعودية والدول العربية وتركيا واتهمها بالتدخل في الشؤون العراقية منتقدا من طرف خفي أداء رئيس الحكومة حيدر العبادي ومحاولاته لتطبيع العلاقات مع دول الخليج العربي. كما هاجم المالكي تقرير اللجنة النيابية عن احداث الموصل الذي اتهمه بالضلوع في سقوط ثاني أكبر المدن العراقية بايدي مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العاشر من يونيو/حزيران 2014. وذكرت مصادر نيابية مطلعة في بغداد انها تتوقع ان يعود المالكي من طهران و"هو اشد عدوانية على خصومه السياسيين بعد ان تلقى دعما من الايرانيين الذين يرتبط واياهم بعلاقات قديمة ووثيقة"، بحسب ما نقل عنهم موقع العباسية نيوز الإخباري. واشارت المصادر الى ان تصريحاته في طهران تنبئ بانه يستعد لخوض معارك "كسر عظم" مع عدد من خصومه السياسيين وخاصة رئيس الحكومة حيدر العبادي وفريقه في حزب الدعوة اضافة الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يتهمه نائب رئيس الجمهورية المقال بانه حرض رئيس اللجنة النيابية الخاصة بسقوط الموصل حاكم الزاملي، على تثبيت اسم المالكي في اول قائمة المتهمين الذين ذكرهم تقرير اللجنة. وكان المالكي قد اتهم الزاملي بانه ارتكب قضايا قتل وخطف في المرحلة السابقة لكنه لم يشر الى الاسباب التي منعته كرئيس حكومة وقائد عام للقوات المسلحة من اتخاذ اجراءات عقابية ضده. ومما قاله المالكي بخصوص تقرير لجنة الموصل انه لم يتناول ما اسماه ب"مؤامرة" سقوط المدينة التي قال انها بدأت في انقرة التركية وانتقلت الى اربيل في اقليم كردستان العراق. وتوقع مراقبون سياسيون عراقيون يتابعون الخلافات السائدة في حزب الدعوة الاسلامية التي ما زال المالكي يتولى امانته العامة ويشغل رئيس الحكومة حيدر العبادي عضوية مكتبه السياسي، ان تحتدم المعركة بين الاثنين بعد ان نجح الاخير في كسب تأييد مرجعية آية الله علي السيستاني والاطراف والكتل الشيعية الى اجراءاته الاصلاحية وهو أمر يتحسس منه المالكي ويعده تآمرا على مكانته في قيادة الحزب. وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل حسام الحديدي المحاضر في جامعة اسطنبول حاليا، ان المالكي الذي يتصور ان هناك مؤامرات تنسج ضده بات لا يطيق أي نجاح سياسي يحرزه العبادي ويعده استهدافا له. واضاف ان المالكي سيبدأ معركته فور عودته من طهران مع العبادي وكيفية التخلص منه سواء في الحزب او الحكومة، مضيفا بانه من خلال متابعاته لمسيرة المالكي السياسية لا يصدق امتثاله للنصائح الايرانية التي ذكرت تقارير صحفية ان طهران طلبت منه تهدئة الامور والاستمرار بتأييد العبادي، مؤكدا بان شخصية المالكي مشاكسة ولا تخضع للنصح وهو من النوع الذي "يركب رأسه دائما". من جهة ثانية، اتهم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني المالكي بأنه السبب وراء سقوط الموصل بيد الدولة الاسلامية. ونفى بيان صادر عن مكتب بارزاني الأربعاء صحة الادعاءات التي أطلقها المالكي قبل أيام من العاصمة الإيرانية طهران، بأنَّ سقوط الموصل هو "مخطط إقليم كردستان العراق وتركيا". وذكر البيان أنَّ سبب إطلاق المالكي لهذه "الافتراءات" هو لدفع الشبهة عن نفسه، مشيراً إلى أن "سقوط الموصل وسياسات المالكي الخاطئة مهدت الأرضية لظهور داعش"، في اشارة الى التسمية الشائعة لتنظيم الدولة الاسلامية. وأوضح البيان أن "إقليم كردستان كان في الصف الأول في محاربة الإرهاب، وقوات البيشمركة هي التي حطمت أسطورة داعش".