يقولوا في المثل" ما تجاه السيل جره" اي ما قبل السيل قد أزاله السيل. وما قبل الحروب على الجنوب قد ازالتها الحروب ... فوحدة 1990 قد أزالتها حرب 1994م وحاولنا كل الحلول الفيدرالية فتم رفضها... وجاءت حرب 2015 وجرفت ودمرت كل الحلول وشعب الجنوب العربي لم يقاوم إلا من أجل استقلال الجنوب العربي. وأي حلول أخرى ستدخل الجنوب في دوامة جديدة فالمتغيرات الدولية متسارعة ولا يعلم أحد كيف ستكون المواقف مستقبلا. والقضايا الوطنية لا تقبل المغامرة أو المقامرة. وكانت الفيدرالية المزمنة حتى تعطى فرصة لكل من الإقليمين بتولي حكم منطقته محليا وتبقى الإدارة المركزية للدولة مشتركة ثم يجرى استفتاء شعب الجنوب بعد انتهاء الفترة المتفق عليها. أما اليوم فلا حاجة لهذا الإرتباط . وفي حالة رفض اليمن لاستقلال الجنوب العربي وبناء دولته فيجرى الإستفتاء دون حاجة لوحدة إتحادية جديدة...واي محاولة لإتخاذ الأمن ذريعة لا مكان لها فعلينا أن نبذل الجهد لتحقيق ذلك.... ول منطق يقبل أن الأمن ستحققه فيدرالية مع اليمن وكأن الأمن لا يتم إلا في إطار الوحدة... والواقع والوقائع تقول العكس. كذلك فإن أي رهان على ارتباط باي شكل باليمن مغامرة قد تعيدنا إلى الحضيض وأي ضمانات مستقبلية في هذه المرحلة وفي ظل المتغيرات المتسارعة دوليا هو مغامرة ومقامرة بقضية وطن... فهي تشبه سنوات مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية...التي خدع فيها هيلاسلاسي إريتريا بنفس الطريقة ولم تمض سنة حتى تهيأ له ظرفا دوليا وألغى كل شيء... واستمرت إريتريا حوالي 40 عاما وهي تناضل لتصحيح ما وقعت فيه من خطأ قبول اتحاد وأيضا حكم ذاتي بإشراف أمم متحدة!! ولولا انهيار الإتحاد السوفياتي وسقوط مانحستو، الذي ورث إريتريا عن هيلاسلاسي، لربما بقيت إريتريا إلى اليوم تعاني.
أحترم وأقدر صدق نوايا من يطرح من جديد فيدرالية الإقليمين المزمنة اليوم. فقد طرحناها منذ مارس 2010 واكتشفنا استحالة قبول صنعاء بهذا واستحالة الوفاء بأي التزام وإن قبلوا... بصرف النظر من يحكم صنعاء. ولو جنوبي فلن يسمح له. تحية.