بدأت تعود بعض المستشفيات للاستعانة بالنحاس كمادة مطهرة للجروح بعدما كان يستخدم على نطاق واسع قبل آلاف السنين من قِبل المصريين القدماء، الرومان واليونانيين في تطهير جروح الصدر ومياه الشرب، معالجة الحروق، الصداع والتهابات الأذن. ها هي 15 مستشفى على الأقل في الولاياتالمتحدة بدأت تستعين، أو تفكر في الاستعانة، بمكونات النحاس على الأسطح التي يسهل تلوثها بالميكروبات مثل مقابض الصنابير على الأحواض، معدات سحب المرحاض، روافع المرحاض وأزار أجهزة الاستدعاء.
ونقلت بهذا الصدد صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن جون لينش، المدير الطبي لقسم السيطرة على الأمراض المعدية بمركز هاربورفيو الطبي في سياتل، قوله:"نعرف منذ فترة طويلة أن النحاس وغيره من المعادن يحظون بفعالية في القضاء على الميكروبات، ولهذا ليس انجازاً أن نضيف أسطح نحاسية بالمستشفيات".
ايبولا
ونوهت الصحيفة لحالة القلق التي انتابت كثير من المستشفيات عقب وفاة مريض ايبولا، توماس اريك دانكان، العام الماضي باحدى مستشفيات دالاس، وعقب انتقال الفيروس لممرضتين كانتا تقومان برعايته نظراً لسوء الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى هناك.
وحتى قبل ذلك، سبق لمسؤولي قطاع الصحة العامة أن اكتشفوا حوالي 20 مسبباً من مسببات الأمراض الخطيرة، التي يتسم كثيرون منها بقدرتها على مقاومة جميع المضادات الحيوية، والتي قد يؤدي انتشارها بمختلف الأماكن إلى عواقب وتداعيات كارثية.
ولفتت واشنطن بوست كذلك إلى أن مسؤولي المستشفيات ليسوا الوحيدين الذين أبدوا اهتمامهم بالنحاس كمصدر هام للتعقيم، بل إن مسؤولي مطار هارتسفيلد جاكسون قد استعانوا بنوافير شرب محدثة بها أسطح مصنوعة من النحاس مضادة للميكروبات.
هذا ويمكن للنحاس أن يقتل أو يعطل مجموعة متنوعة من مسببات الأمراض من خلال التفاعل مع الأكسجين وتعديل جزيئات الأكسجين. ويعمل ذلك في البكتيريا على تعطيل الطبقة الخارجية وإلحاق الضرر بالمادة الوراثية وآليات عمل الخلايا، ما قد يؤدي لموت الخلايا. ووجدت دراسة حديثة أن النحاس يمكن أن يدمر فيروس نوروفيروس أيضاً.
وخلص كثير من الخبراء إلى أن الطرق التقليدية لخفض العدوى المكتسبة من المستشفيات، مثل غسل اليدين، ليست كافية، نظراً لأن الناس لا يقومون دائماً بما يفترض أن يقوموا به، ويمكن لكثير من مسببات الأمراض أن تعيش لفترات طويلة على الأسطح.