أهداني الوالد المناضل والدبلوماسي السابق حسين احمد عمر الفقير ، أطال الله في عمره وأمده بالصحة ، ووالد الشهيد نزار حسين احمد الفقير تقبله الله مع الشهداء والصديقين واسكنه فسيح جناته ، أهداني كتاب قيم تستخلص منه عبر نتجاوز بها واقعنا المرير ، والكتاب عن حياة الشيخ الشهيد علي ناصر القردعي ، من تأليف مقبل احمد العمري ، واحمد شيرين القردعي وكليهما من قبيلة مراد . الكتاب يحتوي على أحداث ووقائع من مصادرها الحيادية تستخلص منها دروس وعبر لو استفدنا منها ما تكررت كوارثنا ولا خسرنا 67 شهيد من أبناء الجنوب وصلت جثامينهم اليوميين الماضيين من دمث بعد الغدر والخيانة بهم من قبائل دمث ، شاهد عيان من المقاومة الجنوبية كان متواجد في دمث ، قال: فجأة دخلوا الحوثيين على مواقعنا وعرفنا ان قبائل دمث تآمرت علينا وهذا ما تؤكده الوقائع والأحداث التاريخية الذي أوردها المؤلفان في كتابهما بما يعني ان المكر والخيانة ونقض العهود ثقافة ورثها نظام الجمهورية العربية اليمنية من النظام الملكي الذي لم يتغير شي بين السلف والخلف ، حيث ورد في الكتاب مايلي : في ثورة 1948م عندما قررت جمعية الأحرار التخلص من الإمام يحيى وتكيف القردعي بتنفيذ عملية الاغتيال ومعرفة القردعي بسلوكيات القوم ، طرح عدة شروط أهمها ان يشارك معه في تنفيذ عملية الاغتيال من كل قبيلة في شمال الشمال واحد ، حتى يؤمن جانبه من المكر والخيانة ، وكان له ما أراد ونفذ المهمة ، واحتل جبل نقم ، ورغم ما اتخذه الشهيد القردعي من الحيطة والحذر الا انه حوصر من قبل القبائل الذي شارك بعض من أفرادها في عملية الاغتيال لأكثر من عشرين يوما قطعت عنه المؤنة ، وتمكن من الهرب باتجاه وخولان وتم قتله أيضا بطريقة المكر والخيانة ، حيث أعطى له الأمان وتم تصفيته مع مجموعة من أقاربه من مراد ويؤكد المؤلفان ان تسمية أنصار الله وردة على لسان الإمام احمد قبل ما يقارب 67 سنه عندما سمع سيف الإسلام احمد نبأ اغتيال والده غادر تعز إلى معقله في حجه بعد ان أخذ ما يكفيه من المال لشراء ( ولاء القبائل المجاورة ) وفور وصول ولي العهد إلى حجه أبرق إلى الوزير البرقية التأليه ( من أمير المؤمنين المؤيد بالله الناصر ... إلى الناكث الذليل الحقير عبدالله الوزير لقد ركبت مركبا صعبا عن طريق الغدر والخيانة وأنك ستسقط إلى الهاوية في القريب ذليلا حقير واني زاحف إليك (( بأنصار الله )) التي سترى نفسك تحت حقيرا (........) إلى آخره وهنا ان تسمية قبل وليس جديدة. ومما تؤكده الوقائع والأحداث الواردة في الكتاب ان التسميات والشعارات والصرخات وقطع الرؤوس ، والمكر والخيانة لم تكن جديدة بل مورست منذ عقود طويلة ومنبتها الأصلي شمال الشمال ، حيث ورد في الكتاب ان في العام 1920م بدأت الاستعدادات الضخمة للاستيلاء على ناحية المقاطرة بقيادة علي بن عبدالله الوزير ، وشنت الحرب على تلك القبيلة الشجاعة والتي اسمي الثوار فيها ( البغاة وأهل الفساد ) كما أطلق علينا أحفادهم في الاجتياح الأول ( الكفرة والملحدين) ، وفي الاجتياح الثاني ( داعش والتكفيريون ) . وخلال يومين من القتال في ناحية المقاطرة ، وبواسطة أيضا مكر وخيانة معينه قتل 200 ثائر مقطري كما بلغ عدد الأسرى 250 أسير ، وحدث معاهم مالم يكن يتوقع حدوثه في التاريخ الإنساني ، حيث جزت رؤوس القتلى ليصلوها إلى الإمام ، فأي دين وأي عرف ان يقتاد الأسرى إلى صنعاء وهم يحملون رؤوس قتلاهم بأيديهم ليتلذذ الإمام بروايتها ، وهي نفس طريقة الأجرام وان اختلف الأسلوب ، التي مارستها قوات صالح والحوثي على أهالي عدن ومجزرة المنصورة ودار سعد ، وضرب النازحين من المعلا والتواهي في البحر بقذائف الهون والهوزر وقتل العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والجرحى جريمة لا مثيل لها في التاريخ الإنساني أيضا وزيادة في التنكيل كما ورد في الكتاب لم يكتف جيش شمال الشمال بقتل نصف من المقاتلين واسر النصف الآخر من ثوار المقاطرة بل أنهم قاموا بالسلب والنهب ونسف المنازل وهم يرددون الصرخة الأولى ( يا حجرة اليهودي روحي ولا تعودي ) وتشابهت صرخات الأمس واليوم لأحفادهم يرددون الصرخة الثانية الموت لأمريكا الموت لإسرائيل وهم يقصفون الأحياء السكنية ويهدمونها على رؤوس ساكنيها ويقتلون الأبرياء وينسفون المنازل والمساجد والمعابد في إي بقعه وصلت إليها أيديهم ، لا تمنعهم قيم ولا أخلاق ولا دين ، وهذا ما يحكيه تاريخهم ، ولا يستطيعون إنكاره ، والتاريخ يكتب ويقراء لاستخلاص الدروس والعبر إذا كنا قرأنا التاريخ واستخلصنا الدروس ما كنا نرسل أبناءنا إلى ارض لم يمن أهله بعضهم البعض ،أو كما قال الكاتب المبدع الأستاذ نجيب يابلي بحسره وألم على 67شاب جنوبي قتلوا في دمث بسبب المكر والخيانة قائلا: ( مشكلتنا ان كوارثنا تتكرر ولا نستخلص دروسا منها) .