بينما تخوض روسيا حربا لفرض واقع آخر في سوريا وحماية حلفائها ومصالحها مع رأس النظام السوري ودون النظر للشعب السوري او النظر للتأييد الدولي لتدخلها . هاهي اليوم تفاجأ بطائرة مقاتلة اسقطت بدخولها المجال الجوي التركي ، قد تكون روسيا لا تتوقع إن يتم إسقاط طائرتها حتى ان عبرت المجال الجوي لدولة أخرى ، وان كان الحق مع تركيا لانتهاك الطائرة لسيادتها لكن للسياسات أبعادها الأخرى التي ترتبط بالتأثير العكسي او الايجابي الذي قد يحصل كنتيجة لأي تصعيد .
روسيا اليوم أصبحت مابين اتخاذ خطوات سياسية جريئة ردا على إسقاط مقاتلتها والتي قد تنعكس هذه الخطوات عكسيا على روسيا نتيجة للسيل الذي بلغ الزبى من اغلب دول العالم على هذه الدولة . ومابين التهدئة ومحاولة عدم التصعيد الذي أيضا قد يضعف من هيبة هذه الدولة الكبرى ، وبالتالي تصبح روسيا هي في الموقف الصعب وليست تركيا
فالسياسات الأخيرة لروسيا باتجاه المنطقة العربية او العالمية كانت في اتجاه منفرد تصعيدي جلب معه النظرة الأخرى لروسيا من قبل الدول الأوروبية بالذات وأمريكا وغيرها من دول العالم التي ترى ان روسيا أصبحت تمضي منفردة أكثر في قراراتها ودون الانتظار للتأييد الدولي في أي خطوة تخطوها خاصة مجلس الأمن الدولي .
الكثير من الدول قد تتحين الفرص لأي جراءة روسية قادمة لإضعافها بأي طريقة ممكنة والأقرب إضعافها اقتصاديا وغلق باب الانفتاح والتعاون الدولي نحو روسيا خاصة انها قد عملت جاهده في سنوات مضت للانفتاح أكثر على دول العالم وتغيير بعض سياساتها لضم حلفا جدد كمحاولة لإعادة روسيا للدولة الأكبر عالميا .
ومن غير المستبعد ايضاً ان يكون اسقاط المقاتلة الروسية تم بتنسيق عال مع دول كبرى اخرى خاصة ان خطوة كهذه لن تتخذها تركيا منفردة لاسيما ان السياسة التركية قوية واستطاعت بكفاءتها الاندماج بقوة في تحالفات ومصالح مع كثير مع الاتحاد الاوروبي والدول المؤثرة عالميا .
والملاحظ من المواقف الدولية انها غير متسرعة كمحاولة لجس نبظ ردة الفعل وترك روسيا لتحديد خطوات اكثر جراءة تجاه تركيا وهو ما اتوقع ان روسيا تدركه تماما ، وما يتجلى ايضا وبوضوح اكبر ان السياسات الدولية اصبحت مكشوفة من حيث التحالفات والمصالح والتكتلات وهو مانلمسه في منطقتنا العربية
واتوقع ان تتمتع روسيا بالحصافة كرد فعل عملي وعكسه سياسيا كمواقف فقط أي التصعيد السياسي إعلاميا فقط بوقف قوي ولن يخرج عن ذلك لان اسقاط الطائرة ليست ذريعة لروسيا لرد فعل عسكري ولن تكون كشماعة داعش التي اتخذتها لشن حرب في سوريا لحفظ الاسد ونظامه
وايضاً لا اتوقع ان تعطي روسيا الذريعة لدول العالم بجرها للمستنقع التركي الذي سيجر دول العالم للتحالف مع تركيا .