يتسائل البعض لماذا لم ينتصر السلفيون الجنوبيين في المناطق الشمالية كما انتصروا في المناطق الجنوبية والواضح في الأمر أن السلفيين لم ينتصروا إلا بوجود الحاضنة الشعبية المساعدة و برفقة المقاومة المتمخضة عن الحراك الجنوبي أو بالأصح أن السلفيين احساسهم جنوبي ولا توجد لديهم طمأنينة في العزيمة القتالية بالمناطق الشمالية مهما حاول البعض أن يغطي عن الحقيقة وسر الإنتصار في الجنوب . الأحزاب والقوى اليمنية تحاول اللعب علي عواطف بعض السلفيين وتصور لهم الأمور علي غير حقيقتها ، حتي وصل الأمر بالأحزاب الي زرع البلبلة ومحاولة شق الصف بين السلفيين الجنوبيين أنفسهم .
نحن كشعب معتدي عليه يحق لنا أخذ القصاص من مليشيات الحوثي وعفاش أينما كانوا وهذا جائز شرعا وعرفا تحت قاعدة : (فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ). وعلي هذا الأساس يحتم علينا أخذ القصاص من عدونا بطريقة غير مكلفة أي بضربات خاطفة لقواتهم في المكان والزمان المناسب .
الثابت في القول انه لا يحق لمن يجاهد من أجل الدفاع عن الأرض والعرض أن يسخر علي المجاهد من أجل العقيدة . ولكن علينا ان نعلم ان النصيحة والحرص لا تعني الإساءة علي الإطلاق فالخوف الآن من غدر من نعتقد انهم معنا وليس من العدو والشواهد في ذلك كثيرة .
يجب أن يعرف إخواننا السلفيين (وكلنا سلفيين بإذن الله) أن تأخر تحرير تعز ليس بسبب قلة السكان أو عدم وجود السلاح و المقاتلين وإنما هناك عدة عوامل مكنت الغزاة من بسط نفوذهم أهمها :
1_ استحواذ اتباع علي محسن وحزب الإصلاح علي قيادة المقاومة وإقصاء السلفيين الذين يقودهم أبو العباس وهم من يقاتلون ويقدمون التضحيات مع تذمر باقي المكونات مثل الاشتراكيين والناصريين من عدم اشراكهم في القرار . 2_ اختفاء جيش المقدشي الجرار في مأرب عند تبة المضاربة لفترة طويلة رغم وجود الامكانيات الضخمة لديهم أضف الي ذلك الوعود والتصريحات الكاذبة التي يطلقها منذ اشهر بقرب تحرير صنعاء وهذا ما ولد اليأس ونزع المصداقية عند الشباب المقاوم في تعز . 3_ الفوضي في المناطق المحررة وعدم وجود النموذج الأفضل . 4_ وجود الحاضنة الشعبية للحوثي في بعض المناطق وولاء مشائخ القبائل المطلق لعفاش . 5_ الإهمال واللامبالاة الذي يعاني منها الشباب المقاوم في المناطق المحررة حيث أن الأغلبية في لحج وعدن وابين ومنذ ثمانية أشهر لم يستلموا أي راتب ولم يتم دمجهم في الجيش أو الأمن .
*نكزة الخصوصية التي جعلت المقاومة الجنوبية تسيطر علي منطقة الوازعية ومنطقة ذو باب هي أن ذو باب منطقة صحراوية ساحلية لا يستطيع الحوثيين التمدد فيها في ظل وجود القوات البحرية وضرب الطيران أضف الي ذلك أن سكان المنطقة من أهل تهامة البسطاء ، اما منطقة الوازعية فهي قريبة من المضاربة ويقطن فيها عدد من أبناء الصبيحة وهذا ما ساعد مقاومة أبناء الصبيحة في بسط سيطرتهم علي مركز المدينة بدعم وغطاء من طيران التحالف .