الدكتور بن حبتور يعزي وزير الدفاع في وفاة عمّه    غزة.. هيروشيما الحيّة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة العالم    الغيثي يدعو الانتقالي لتبني مشروع جبر الضرر وبناء جنوب متصالح    بأي حال عدت يا عيد؟    لماذا في عدن فقط: حراسة العليمي بين المظهر الأمني والرسائل السياسية    تقرير أمريكي يكشف عن حجم أضرار (ترومان)    اهداف الصراع الدولي على الصومال ..أبرز اللاعبين    الاحتلال يرفض فتح معبر رفح وترامب يهدد حماس    أقصى فرنسا.. المغرب إلى نهائي مونديال الشباب    سعودي الناشئات يتعادل مع لبنان    الفرنسي رينارد يقود السعودي في المونديال وآسيا    القيادة العسكرية والأمنية فن وعبقرية وأمانة    اليمن انموذجا..أين تذهب أموال المانحين؟    من قتل الحمدي قتل أمين؛ ومن قتلهما قتل اليمن    شرطة عدن تعلن عن مستجدات في قضية اغتيال شيخ العقارب    جدولة معلّقة.. خلاف خفي بين اليمنية وإدارة مطار المخا    قراءة تحليلية لنص "فضاءٌ ضاق بطائر" ل"أحمد سيف حاشد"    السقلدي: من يترحم على الاحتلال البريطاني يهين دماء الشهداء ويشكك بمشروعية الثورة    يوفنتوس يخطط للتعاقد مع سكرينيار    عدن تغرق في الظلام مع ارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء    لحج.. ندوة نسوية تناقش تمكين المرأة الريفية في التنمية    صنعاء: ضبط 2,957 دراجة نارية خلال 5 ايام    عطيفي يتفقد أعمال الجمعية الزراعية في باجل بالحديدة    انتقالي يهر والسلطة المحلية يكرمان أوائل طلاب ثانوية الشهيد عبدالمحسن بالمديرية    دي يونغ يجدد عقده مع برشلونة حتى عام 2029    هل نشهد قريبًا تحركًا حقيقياً لإعادة تشغيل مصفاة عدن.!    ابتكار قرنية شفافة يقدم حلا لأزمة نقص التبرعات العالمية    اعتقال مسؤول محلي سابق وناشط مدني خلال تظاهرة احتجاجية في عدن    الذهب يرتفع قرب مستوى قياسي جديد    مرصد منظمة التعاون الإسلامي: الأقصى يواجه اقتحامات إسرائيلية يومية رغم وقف إطلاق النار    معهد امريكي: شواء اللحوم يزيد خطر الاصابة بالسرطان    جنيه الذهب يخترق حاجز ال 500 الف ريال في اليمن    انجاز امني: ضبط عصابة خطف التلفونات بالدراجات النارية    ذمار.. مقتل مواطن برصاصة طائشة خلال خلاف عائلي    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمّم بإعادة التعامل مع شركة ومنشأة صرافة    منع صيد الوعول مؤقتاً في حضرموت    تسجيل هزة أرضية في خليج عدن    صعود الذهب إلى قمة تاريخية جديدة    قراءة تحليلية لنص "الأمل المتصحر بالحرب" ل"أحمد سيف حاشد"    مبابي يتصدر قائمة أفضل مهاجمي العالم ومرموش يتفوق على رونالدو    أصبحت حديث العالم ...فأر يقتحم مباراة بلجيكا وويلز في إطار تصفيات كأس العالم .!    ترامب: المرحلة الثانية من اتفاق غزة بدأت وحماس ستتخلى عن سلاحها    اليمن يقترب من التأهل لكأس آسيا 2027 بعد اكتساح بروناي    اندلاع حريق في مخيم للنازحين بأبين    عدن.. ضبط سائق باص حاول اختطاف فتاة    شبام.. القلب النابض في وادي حضرموت يرفع اليوم صوت الجنوب العربي عالياً    صندوق النقد يرفع توقعاته للنمو في السعودية إلى 4% في 2025    الضالع بعيون ابينية    متى يبدأ شهر رمضان 2026/1447؟    448 مليون ريال إيرادات شباك التذاكر في السعودية    القلم الذي لا ينقل أنين الوطن لا يصلح للكتابة    موقف فاضح للمرتزقة في مصر    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    ورثة المرحوم " الشيباني " يجددون بيانهم ضد عبد الكريم الشيباني ويتهمونه بالاستيلاء والتضليل ويطالبون بإنصافهم من الجهات الرسمية    قطاع الحج والعمرة يعلن بدء تطبيق اشتراطات اللياقة الطبية وفق التعليمات الصحية السعودية لموسم حج 1447ه    الرمان... الفاكهة الأغنى بالفوائد الصحية عصيره يخفض ضغط الدم... وبذوره لها خصائص مضادة للالتهابات    ما فوائد تناول المغنيسيوم وفيتامين «بي-6» معاً؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل: كيف يستخدم حزب الإصلاح اليمني ورقة الجنوب في الصراع الداخلي؟!
نشر في عدن الغد يوم 04 - 12 - 2015

يوم الثلاثاء الأول من ديسمبر / كانون الأول 2015م, جلس عوض الرجل الخمسيني على مقعد مقهاية شعبية في مدينة الشيخ عثمان وسط عدن لتناول كوب من الشاي مع حبات الخمير (المقصقص) المحبب لدى العدنيين, فمع كل صباح يجلس عوض والعشرات من رفاقه في المقهاية الشعبية للحديث في مواضيع سياسية محلية وإقليمية.
كل صباح تشهد فيه المدينة عملية توزيع واحدة من أبرز الصحف المحلية, يجلس عوض ليقرأ على اصحابه عناوين تلك الصحيفة, ويحلل كل ما ينشر, لكن المفاجأة التي اثارت سخرية عوض هو مطالعته لعنوان عريض في الصحيفة "قيادي إخواني يرفع علم الجنوب في ذكرى الاستقلال", ضحكة هستيرية تنتاب الجميع, فهم يدركون لماذا يستخدم الإخوان ورقة الجنوب؟.

اثار هذا الخبر حفيظة عوض ورفاقه, فالمعروف عن حزب الإصلاح أنه العدو التاريخي للجنوب إلى جانب نظام المخلوع علي عبدالله صالح, فهو التنظيم الحزبي الذي شارك بفعالية في حرب الانقلاب على مشروع الوحدة واجتياح الجنوب, ناهيك أن الحزب هو صاحب فتوى التكفير الشهيرة التي صدرت قبيل حرب ابريل 1994م, والتي عدت الجنوبيين خارجين عن الدين الإسلامي.
تأييد حزب الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمون) ورفع أحد ابرز قادته في عدن إنصاف مايو لعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, ليس من باب القناعة بحق الجنوبيين بتقرير مصيرهم, بل ان قادة الحزب يستخدمون الجنوب ورقة ضغط قبيل أي عملية تسوية سياسية, او خسارة للحزب في شمال اليمن.
فكما يقول جنوبيون إن حزب الإخوان سبق له واعلن تأييده للمطالب الجنوبية, لكن سرعان ما انقلب عليهم واعلن وقوفه إلى جانب صنعاء, في عدة مناسبات.

مواقف متناقضة

في يوم الخميس 28 أغسطس 2014م, وقف الصحفي الإخواني أنيس منصور حميدة في وسط شارع المعلا الرئيس في المدينة وهو يرفع علم اليمن الموحد متحديا تظاهرة شبابية مناوئة للإخوان في عدن.
كان ثمن الرفض الشعبي لتلك التظاهرة الإخوانية سقوط احد قادة المكونات الشبابية المنادية باستقلال الجنوب شهيداً، وهو حسين اليافعي وعشرات الجرحى.
منذ العام 2011م, اعلن الجنوبيون رفضهم لتواجد حزب الإصلاح في الجنوب, وشهدت العديد من ساحات التظاهر التي انطلقت بالتزامن مع ثورات الربيع العربي, مصادمات بين محتجين جنوبيين وآخرين من حزب الإصلاح أتوا بهم من مختلف المحافظات الشمالية - كما نشرت وسائل إعلام محلية حينها.
استغل حزب الإصلاح اليمني التظاهرات المناوئة للمخلوع صالح حينها كثيرا, وحاول الترويج لمشاريعه المتعددة, لكن تلك المحاولات باءت بالفشل.
فالحزب وجد نفسه في مرمى نيران جماعة الحوثي القادمة من أقصى شمال اليمن الشمالي. أو انه أراد أن يندفع للدفاع عن صنعاء لكسب ود دول الجوار التي صنفت الحزب بأنه جماعة إرهابية.
فالحرب التي خاضها الإخوان ضد جماعة الحوثي لم تدم طويلا, لقد هزموا في أولى المعارك بعمران, رغم امتلاكهم لقوات عسكرية ضخمة هي قوات الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها الجنرال علي محسن الأحمر- لتسقط عمران وتسقط بعدها صنعاء في ال21 من سبتمبر / ايلول 2014م.
وعقب سقوط العاصمة اليمنية بيد الحوثيين وقوات الرئيس المعزول علي عبدالله صالح, فرت الكثير من القيادات الإخوانية نحو تركيا, هربا من اعمال تعذيب وحشية مارسها الحوثيون بحق بعضهم.
وعقب سقوط صنعاء شعرت الكثير من القيادات بان تنظيم الإخوان في اليمن في طريقه للزوال, لتذهب لعقد عملية مصالحة مع زعيم المتمردين الحوثيين في صعدة، معقله.
قبل ان تبحث قيادات أخرى عملية مصالحة ثانية مع الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح, الذي يتهم زعماء الجماعة الإخوانية بمحاولة اغتيال شهيرة تعرض لها في دار الرئاسة بالنهدين في العام 2012م.

الهرب نحو الجنوب

شعرت قيادات التنظيم الإخواني ان المصالحة مع صالح لن تحقق له أي هدف يسعى اليه هو التواجد بقوة في العملية السياسية التي كان يبحثها, فذهب الحزب للبحث عن اوراق ضغط لتحقيق تلك الرغبات, خصوصا وأن اغلب قيادات الحزب تعيش في المنفى في حين أن اخرى غير راضية عن عملية المصالحة مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
في ال14 من أكتوبر / تشرين الأول 2014, وقف الصحفي الإخواني أنيس منصور في ساحة العروض بخور مكسر, لكن هذه المرة لم يرفع علم اليمن الموحد بل رفع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي).
منصور وغيره من الصحفيين الذين انضموا لحزب الإخوان في عملية اشبه بالتجنيد, في العام 2011م, استغل الإخوان الحاجة المادية لبعض الصحفيين , وجندهم لتحقيق اهدافه في الجنوب, حيث أنشأ الحزب العديد من المواقع الإلكترونية والصحف, لمهاجمة الجنوبيين ومحاولة زرع الشقاق فيما بينهم.
أعلن الإخوان في فعالية انطلاق ثورة الجنوب ضد التواجد البريطاني في بلادهم تأييدهم لاستقلال الجنوب, واعلنت مواقع إخبارية أنشئت في عدن لمواجهة الحراك الجنوبي في العام 2011م تأييدها للمطالب الجنوبية.
من وسط ساحة العروض في خور مكسر التي كانت تشهد حينها تظاهرات كبرى داعمة لاستقلال الجنوب, ظهرت قيادات إخوانية في تصريحات تلفزيونية تعلن تأييدها لحق الجنوب في الاستقلال, مؤكدين ان صنعاء باتت عاصمة محتلة, من قبل الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
ورقة الجنوب التي استخدمها ايضا قادة شماليون, موالون للإخوان, كان الجنوبيون يدركون انها ورقة مرحلية للضغط على صنعاء والحوثيين وقوات المخلوع صالح من أجل المشاركة في تحقيق مكاسب سياسية.

الإخوان يرفضون الاعتذار للجنوب


على الرغم من مرور ربع قرن على الحرب التدميرية التي شنها المخلوع صالح وبدعم ومساندة قويين من الإخوان, لم يقدم فيها الحزب الإسلامي الاعتذار للجنوبيين, واعتبر اجتياح الجنوب بأنه من أجل حماية الدين الاسلامي, والحفاظ على الوحدة اليمنية.
حاول الإخوان تهدئة الشارع الجنوبي الذي اعلن رفضه لتلك المساعي الإخوانية من الحديث عن نيته تشكيل حزب إخواني جنوبي.
في يناير / كانون الثاني 2015م, بدأ الحوثيون والمخلوع صالح في التحضير للانقلاب العسكري على الرئيس هادي, بدأ تنفيذه فعليا في يوم ال19 من الشهر ذاته, انتهى بمحاصرة الرئيس اليمني عبدربه هادي وحكومته التي قدمت حينها الاستقالة الجماعية تبعها الرئيس اليمني هادي بتقديم استقالته.
واستمرت محاصرة هادي لأسابيع, حتى تمكن في ال21 من فبراير / شباط 2015م, من الإفلات نحو عدن, قبل ان يدشن الحوثيون وقوات المخلوع صالح معركة اجتياح الجنوب أواخر مارس / أذار 2015م.
وعند اقتراب الحوثيين من العاصمة الجنوبية عدن, شعر الإخوان بأن صالح والحوثيين في طريقهم لحكم اليمن لصالح الحلف الإيراني, وذهبت قياداته لعقد لقاءات سرية بغية البحث عن مكاسب سياسية بالشراكة مع الحوثيين ونظام المخلوع صالح.
فالخروج من المشهد السياسي يعتبره حزب الإصلاح خسارة كل شيء للحزب الذي ولد من (ضلع أعوج) في حزب المؤتمر الشعبي العام مطلع تسعينات القرن الماضي.
تدخلت دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في معركة الدفاع عن اليمن ضد التمدد الفارسي في المنطقة, كان الإخوان يراقبون الوضع من منبر محايد, وبعد نحو 10 ايام من القتال الشرس والغارات المكثفة لمقاتلات التحالف العربي اعلن الإخوان تأييدهم لعاصفة الحزم ولكن ببيان وصف بالركيك.

الحكومة اليمنية: الإخوان يعرقلون حسم معركة تعز

اتهمت الحكومة اليمنية عبر وزير الخارجية حزب الإصلاح (إخوان اليمن) بعرقلة معركة تحرير تعز.
وقال رياض ياسين في تصريحات تلفزيونية وزير خارجية اليمن - قبيل إقالته- ان "سياسة حزب الإصلاح في تعز غير مقبولة، مشيرا إلى ان الوقت ليس وقت التفافات أو الحصول على مكاسب خاصة".
ودعا ياسين قيادات حزب الإصلاح إلى التعلم من التجربة الجنوبية في المقاومة، مشيرا إلى ان ما حدث في الجنوب بات تجربة يجب الاقتداء بها.
وقال ياسين ان حزب الإصلاح في تعز يحاول تصوير المكاسب التي تتحقق في هذه المحافظة بأنها من صنيعته في حين أنها صنيعة كل الأطراف المقاومة بمن فيها قوات التحالف وأبناء تعز عامة.. داعيا قيادات حزب الإصلاح للتراجع عن سياستهم الحالية في تعز.

لماذا يعرقل الإخوان حسم معركة تعز؟

يعتقد الإخوان ان الحسم العسكري للحرب في اليمن لصالح التحالف يضعف امكانية حصولهم على مكاسب سياسية, وهذا يدفعهم للتركيز على المفاوضات السياسية التي يجري بحثها (جنيف2), فالمفاوضات السياسية كما يعتقد الإخوان سوف تدفع بهم كطرف مفاوض, في حين أن الحسم العسكري قد يستثنيهم خصوصا مع تزايد الاتهامات للحزب بالبحث عن مكاسب غير مشروعة, وعرقلة جهود الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي , كما تقول الحكومة.
ويستدل بذلك تصريحات للقيادي في حزب الإصلاح اليمني حمود المخلافي الذي قال في تصريحات للمدينة السعودية في ال13 من أغسطس 2015م , " أخّرنا حسم تحرير تعز لترتيب إدارة مرحلة ما بعد الحرب".

اتهامات بالتحالف السري مع الحوثيين والمخلوع صالح

وجه سياسيون يمنيون اتهامات لحزب الإصلاح بالتحالف السري مع الحوثيين والمخلوع صالح, مستدلين بصفقة المصالحة التي تمت في اغسطس / تموز 2014م, بين الإخوان من طرف والمخلوع صالح والحوثيين من طرف آخر.
وعززت تلك الاتهامات, ما تم الكشف عنه يوم الإثنين ال30 من نوفمبر / تشرين الثاني 2015م, عن وجود عناصر إخوانية قتلى ضمن مسلحي جماعة الحوثي في بلدة الزاهر بمحافظة البيضاء.

علاقة الانتماء المذهبي بالانتماء السياسي
عززت صورة نشرها القيادي الحوثي علي البخيتي تجمعه بالجنرال علي محسن الأحمر احد زعماء الإخوان في اليمن وقائد الفرقة الأولى مدرع, ما أوردناه في تحليلات سابقة بأن الانتماء في اليمن يكون في الغالب للمذهب على حساب الانتماء السياسي او الحزبي.
فالصورة التي تم التقاطها في العاصمة السعودية الرياض, اثارت جدلا واسعا في اليمن, واحدثت انشقاقا في صفوف الجزب الإسلامي, حيث ذهب قادة في حزب الإخوان ينتمون لشمال الشمال إلى تبرير لقاء محسن بالبخيتي في حين اعتبر آخرون ينتمون إلى محافظات تعز وإب أن اللقاء خيانة لدماء وتضحيات الشهداء.
واعتبر جنوبيون ان اللقاء تأكيد على الاتفاق الشمالي عندما يتعلق الأمر بالجنوب.
وذهب كتاب جنوبيون إلى تفسير اللقاء بأنه لقاء يؤكد الاتفاق الشمالي على الجنوب, وان اليمنيين الشماليين يتحدون عندما يشعرون ان الجنوب ذاهب نحو الاستقلال.. مستدلين بالفشل في عملية تحرير أي بلدة شمالية رغم الدعم الكبير للقوات المناوئة للحوثيين وقوات المخلوع صالح.

ورقة الجنوب وتصرفات الإخوان
في بداية الألفية الثانية وعندما كان ضلعان من ترويكا الحكم اليمني يشعران بأن ضلعا ثالثا أصبح عملاقاً وبدأ في إزاحتهما ليكون منفردا كعمود وحيد للدولة معتمدا على "أسرته المقربة" بعد تأهيل أبنائه في اكاديميات رفيعة اتجه الضلعان (الحانقان) الى الجنوب ليحاولا اللعب على وتر شعب يسعى للحرية وقطع شوطا في ثورته فكان إنصاف مايو بالمناسبة يخرج في تظاهرات مؤيدة للجنوب وانيس منصور يسجن بتهمة المساس بالوحدة ويغطي بصورة مكثفة فعاليات الحراك "خدمة لحزبه لا خدمة لشعبه"، وهذان الرجلان سيصبحان ترمومتر علاقة القرب والبعد والاستخدام للقضية الجنوبية من قبل حزب الاصلاح كلما تأزمت علاقة المركز المقدس في صنعاء مع حكامها.
هذه التصرفات الإخوانية لن تنجح في ايجاد أي حاضنة شعبية, خصوصا في الجنوب الذي يقول سياسيون ان حزب الإخوان احرق نفسه فيه قبل الشمال, ولا يمكن الوثوق به بتاتاً.
ويعد الجنوبيون حزب الإصلاح أحد ابزر الأطراف الشمالية الثلاثة التي اجتاحت بلادهم ونهبت ثرواهم الطبيعية, وحولتهم إلى اشبه ما يكونون باللاجئين في بلد غير بلدهم - كما يقولون.

الدعم الإعلامي غير كاف لبقاء الإخوان
يحظى الإخوان المسلمون - فرع اليمن- بدعم إعلامي كبير من شبكة قنوات عربية وصحف ومواقع إلكترونية تروج له, وتظهره كحزب سياسي يحظى بشعبية كبيرة, لكن على الأرض الواقع ليس لهم أي تواجد وان وجد فهو محل رفض شعبي وخاصة في محافظات الجنوب المحررة.
الدعم الإعلامي للإخوان غير كاف لصمود التنظيم الحزبي في مواجهة الرفض الشعبي الجارف لمشاريع الحزب المستمدة من قوى اقليمية يرى سياسيون يمنيون أنها من الدول المعادية للمشروع العربي.

حل جميع الأحزاب القديمة هو الحل
يتفق الكثيرون من الساسة اليمنيين ان حل الاحزاب السياسية اليمنية التي فشلت في انقاذ البلد المضطرب هو السبيل الوحيد لحل مشكلة اليمن المزمنة والتي اتت نتيجة للعديد من الأخطاء لعل ابرزها اتحاد البلدين في كيان واحد, وانقلاب حزب المؤتمر الشعبي العام على الحزب الاشتراكي الجنوبي بالتحالف مع الإخوان المسلمين الذي اصبحوا في مرحلة ما اعداء للمخلوع صالح, كما حصل عقب توقيع اتفاقية الوحدة, فحزب المؤتمر الشعبي العام الذي انقلب على الحزب الاشتراكي الجنوبي شريك الوحدة, وحاول ازاحته من أنشأ حزبا سياسيا مناهضا للاشتراكي - حزب الإصلاح- كان المتهم الأول في مسلسل الاغتيالات التي طالت المسئولين الجنوبيين, ناهيك عن أنه صاحب فتوى التكفير الشهيرة التي اصدرها وزير العدل في نظام صنعاء حينها عبدالوهاب الديلمي.
فالجنوبيون والشماليون على حد سواء, قد يرفضون أي حلول وسط, تكون الاحزاب القديمة شريكة فيه, فالدفع بقوى جديدة شابة ربما يعزز أي حلول تطرح مستقبلا للقضايا العالقة، واهمها قضية فشل الوحدة اليمنية, واجتياح الجنوب للمرة الثانية.
تابع الكاتب
تعليقات القراء
183239
[1] الحرية
الجمعة 04 ديسمبر 2015
جنوبي حر | دولة الجنوب العربي المتحدة
الحرية والاستقلال الناجز للجنوب العربي من الاحتلال اليمني الهمجي البربري المتخلف.
183239
[2] فشلنا هو السبب الاول
الجمعة 04 ديسمبر 2015
صلاح الجابري | حضرموت
لكن الجنوبيين لايستثمرون الانتصارات والفرص اليوم الاصلاح مكروه من اهم دولتين في التحالف السعوديه والامارات كشفوا مخططاته بالدليل القاطع ولديهم ملفات عليه من السابق ومثلهم صالح الطرف الوحيد الذي يثقون فيه ويشعرون بانه الاقرب اليهم هم الجنوبيين بغض النظر عن افراد لان هذا حاصل في كل المجتمعات هناك عملاء وخونه ومرتزقه لكن لم نستغل هذه المتغيرات والفرصه الذهبيه التحالف لديهم قناعه بان استقلال الجنوب امر حتمي لكن يتكلمون مع من كل الاطراف متنافره مما يعني بان التاريخ سيعيد نفسه صراعات دمويه على السلطه والزمن تغير ليس مثل السابق منتصر ومهزوم وانتهاء الامر حتى ياتي صراع اخر الان جماعات ارهابيه على الارض وعدو له انياب في الداخل سيغذي اي صراع بل هو الان يعمل عليه بينما نحن لم نحرك ساكن 0 لذلك نفضل اقليمين مكروهين حتى تاتي قياده اخرى وندعم وعبدربه ليس امامنا حل اخر
183239
[3] الاحزاب والرئيس الضعيف
الجمعة 04 ديسمبر 2015
نجيب الخميسي | عدن
التحليل معمق وصائب. فعلا نستغرب من انتماء ابناء المناطق الوسطى لحزب الاصلاح ومؤسسيه هم من حاشية ال الاحمر. الاصلاح حزب تأسس لاقصاء الحزب الاشتراكي (شريك المؤتمر في الوحدة) فتقاسم السلطة فالتمكن من اخضاع الجنوب لحاشد وبكيل. اي مصلحة لابناء تعز واب مثلا في هذا الحزب. ويصبح الامر فضيحة عندما يصبح الجنوبي اصلاحيا!! هل هؤلادء معادون لزمن "الاشتراكية العلمية" ؟ فليشكلوا حزبا يلائم افكارهم؟ هل يؤمنون بالاسلام المعتدل؟ فليؤسسوا حزبا اسلاميا معتدلا. في الظروف الحالية كان اجدى بمن يمثلون الشرعية ان يحسنوا التصرف في ادارة البلاد في ظروف استثنائية مثل التي نمر بها. جاء الاشقاء من الامارات والسعودية والسودان والبحرين وقطر ليفكوا الحصار عن المدن المحاصرة في مختقل المناطق شمالا وجنوبا، فهل يعقل ان فئات حزبية تبتز هؤلاء الاشقاء؟ يريدون سلاحا يتسلحون به او يبيعوه في الاسواق ويريدون دعما ماديا وريادة ويريدون وعودا لما بعد الحرب! كان اجدر بالرئيس الاستفادة مما تكفله كل دساتير الامم في حالة الحرب. هناك اعلان حالة الاستنفار وتعطيل المؤسسات حتى الدستورية وحضر نشاط الاحزاب مؤقتا وتقييد الصحافة واشياء اخرى. ليس بالضرورة اخد كل تلك الاجراءات الاستثنائية ولكن تجميد الانشطة الحزبية او حتى حل كافة الاحزاب يشكل قرارا لابد من اتخاده.
183239
[4] تقرير رائع
السبت 05 ديسمبر 2015
وستظل عدن في قلبي | عدن
هذه حقيقة حزب الاصلاح وقصته في الجنوب التقرير شامل ورائع وحزب الاصلاح وان استبدل اقنعتة ورموزة لن يجد حاضن له في الجنوب واخر اوراقة التي سوف يلعب عليها هي الدواعش
183239
[5] جزر اقتصادية
السبت 05 ديسمبر 2015
طارق | بريطانيا
المدن التي تشكل عمالقة الاقتصاد في العالم كدبي وسنغافورة وهونج كونج و شنغهاي صممت لتكون مساحات للاقتصاد الحر يتولى ادارتها رجال الاقتصاد ولها قوانينها الخاصة بغض النظر عن النظام السياسي القائم في بلدانها وتتميز جميعا بالانفتاح الثقافي والسياحي على العالم و تطبيق قانون التسامح الديني الذي يحظر أي نشاط حزبي أو تطرف ديني أو اهانة لمعتقدات الآخرين كما تتميز بالتطبيق الصارم لنظام للغرامات عند تسجيل أي مخالفة سواء للمواطنين أو الزائرين وهو الأمر الذي يسهم في جذب الاستثمارات و يدفع جميع دول العالم لحماية تلك المدن حماية لاستثماراتها.
183239
[6] ارتباط القاعدة بالاصلاح مصلحة واحدة
السبت 05 ديسمبر 2015
صالح النهدي | حضرموت
المستفيد هو حزب الاصلاح والمستثنى من عمليات القاعدة الاصلاح والمعادي للاصلاح يكون تحت استهداف القاعدة ،بالاختصار عفاش والاصلاح الهدف واحد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.