في ظل الازمات التي تعيشها عدن جرّاء الاغتيالات بعد خروج الحوثي و بظهور بوادر التطرف إلى حادثة تفجير استهدفت فندق القصر و مقر الحكومة المؤقت و انتهاء بفقدان الشهيد و اللواء و المحافظ جعفر محمد سعد , نجد " داعش " قامت " اعلاميا " بتبني هذهِ العمليات هذهِ على وجه الخصوص , السؤال الآن من هو العدو الذي يتربص بالجنوب , و أي يد خفيّة تعبث به مرارا و تكرارا , أو إن حق التعبير ماذا نريد نحن , بعد ان دافعنا عن هذهِ الارض ؟ إن وضعت هذا السؤال على هذا السياق , فأن حكومة الرئيس هادي و شرعيتها لا تحقق مطالبنا و لا تنظر لها بعين الاعتبار اطلاقًا !, أي انها لا تحاكي مضمون قضيتنا بالانفصال , يأتي هذا تزامنًا -حادثة التواهي مؤخرا - , مع انعقاد المؤتمر " اثنين " في جنيف تأريخ 15 - ديسمبر الموافق يوم الثلاثاء , و الذي يحاور فيه الاطراف السياسية المتنازعة في اليمن , لو عدنا إلى خضم الحرب آنذاك , كنا نسمع مبرر الميليشات العنجهية , وجودها في الاراضي الجنوبية على اننا دواعش , السؤال الذي يترك فراغا شاسعا إن لم يُطرح ؟ من هي داعش في عدن , و لماذا الآن على وجه التحديد ؟ ما لا يمكن الاففال عنه أن الاعلام وسيلة لا تقل أهمية عن الحدث ذاته , إذ انه ينقل للمشاهد كافة الاحداث على انها مسلّمات حقيقة , و بالعودة إلى تنظيم الدولة الذي يصف نفسه أنه اسلامي , لابّد أنه يمتلك ركيزة اعلامية قوية جدًا ما يؤهلها لبث اخبارها بهذهِ السرعة و الكفاءة , و بالعودة ايضا إلى سؤالي , هل سيستخدم الحوثي , هذهِ الورقة للضغط على الأممالمتحدة , و من يقول أن داعش في عدن , هل يمكن ان يقدم دليل يثبت ذلك ؟ كما ان ذلك يضعنا في احتساب أن داعش تختلف من منطقة إلى اخرى , إذ ان داعش العراق , تحتلف عن داعش سوريا , تختلف عن داعش ليبيا , لكنها تتفق جميعها على الارهاب , فأذا كانت داعش موجودة حقًا في عدن لماذا لا نرى راياتهم السوداء في أي مكان , و من هنا يعود سؤالي في أول المقال , لماذا الآن ؟ بعد أن كنا نرفض ان يصفنا العدو ب "الدواعش " ها نحن اليوم تبدأ هذهِ الفكرة بالسيطرة على عقولنا , من يحرّك من , من المستفيد , و من الخاسر ؟