كل أعين اليمنيين توجهت منتصف الأسبوع الماضي إلى جنيف السويسرية لمتابعة مشاورات جنيف 2 على أمل الخروج بحل للحرب الدائرة في اليمن لأكثر من 10 أشهر والتي كانت لها اثأر سيئة في كل القطاعات وعلى المواطن اليمني بدرجة رئيسية ولكن كما توقعت وتوقع غالبية الشارع اليمني فقد باءت هذه المشاورات بالفشل الذريع كسابقتها جنيف 1 وللأسف الشديد لم تخرج بأي حل ينهي حالة الصراع والفوضى العارمة في هذا البلد الذي يصنف من أفقر دول العالم وتهدده المجاعة في أكثر المحافظات . ولعل أهم الأسباب التي أدت إلى فشل هذه المشاورات وستؤدي إلى فشلها مزار وتكرار مستقبلا إذا لم تؤخذ بعين الاعتبار من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والأطراف المتحاورة لهذه المسائل هي كالتالي :- أولا- الثقة بين الأطراف بمعنى مدى ثقة كل طرف في المشاورات بما يلتزم أو يتعهد به الأخر قبل بدء أي مشاورات أو حتى إثناءها كفك الحصار عن المدن مثلا أو إطلاق سراح المعتقلين أو حتى وقف إطلاق النار ولعلي اشك في قدرة الأطراف المتحاورة بالسيطرة على المقاتلين في الجبهات وأمرهم بوقف النار إثناء بدء المشاورات أو حتى بدونها وبدرجه 80 بالمائة فبناء الثقة بدرجه أساسية هو شرط أساسي قبل بدء أي مشاورات مستقبلية والجلوس على طاولة الحوار يجب الأخذ بها والتركيز عليها . ثانيا عدم الجدية والتعاطي بإيجابيه في أمور المفاوضات والتهكم والتعصب والامتناع عن حضور الجلسات من قبل طرف الحوثي وصالح وقلة احترامهم للطرف الأخر (الشرعية) لأنهم لا يعترفون بهم أصلا وفي المقابل الشرعية تدعوهم (بالانقلابيين) وهذا يثير سخطهم فيجب بناء الاحترام وعمل توازن بين الطرفين قبل ذهابهم إلى أي مشاورات قادمة وهذا هو دور المبعوث الدولي للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ احمد وتعريف كل طرف بحجمه ومكانته في هذا الحوار واتخاذ إجراءات في حالة اخل احد الأطراف بما هو متفق عليه . ثالثا- رسم خارطة طريق لحل الأزمة كمثيلتها في سوريا وإيقاف القتال وفك الحصار عن المدن قبل البدء بأية محادثات قادمة تشرف تنفيذها وتطبيقها لجان دولية تابعة للأمم المتحدة ومن ثم الخوض والتحضير للمشاورات الجديدة ومناقشة خارطة الطريق التي ستعدها الأممالمتحدة لحل الأزمة وهذه أهم خطوة يجب تنفيذها وبها سوف تحل المشكلة وستتوقف الحرب وتصل الأطراف المتنازعة إلى وفاق ينهي حالة الصراع الداخلي في اليمن . أهم ما لفت نظري إلى هذه المشاورات وبنظري شكل بداية ايجابية هي إن الأطراف المتحاورة التقت على طاولة حوار واحده وتصافحت وقرأه الفاتحة على أرواح الشهداء من أبناء الوطن بخلاف جنيف واحد كان لكل طرف قاعه خاصة به مع المبعوث الاممي ولكن هذا الشي لايكفي بدون الخروج بحلول قريبة وعاجلة للازمة اليمنية . أخيرا نأمل أن تنجح المشاورات القادمة إذا التزم الأطراف بما ذكر سابقا وأبدو حسن النية في التعاطي بشان الأزمة التي تعصف بالبلاد وتغليب المصلحة الوطنية على الشخصية فالوضع لا يتحمل وينذر بخطر يجعل هذه الأرض خصبة لكل الصراعات والنزاعات التي كانت لها بداية ولم توجد لها نهاية والمتضرر الوحيد من هذا وذاك هو المواطن البسيط الذي يريد أن يعيش في ظل امن واستقرار وكرامة إنسانية وان يعود اليمن كما كان يمن سعيد