نرجو أن نتوقف قليلاً أمام أنفسنا بصراحة ووضوح فربما نجد بعض أسباب (عرقلة) قضيتنا ، قضية استقلال الجنوب وبناء دولته تكمن في أوساطنا قبل أن نربط كل شيء سيء بعدونا مع الاعتراف أن عدونا يعمل ليل ونهار لهزيمتنا وهزيمة مشروعنا ولهذا لو نظرنا إلى بعض الأمور فربما نجد أننا نساعد عدونا علينا سواء بقصد أو بدون قصد بل وربما نكتشف كم نحن مخترقين أولا ً ، وكم نحن ثانياً (انفعاليين) من السهل توجيهنا ضد أنفسنا .. ولنتابع ونتدبر : 1 – هل عدونا من يجعلنا نصرف وقتاً على معركتنا الداخلية في تحديد مجرد(اسم) هذا الجنوب الذي نقصده ؟!.. فهل هو (ج ي د ش) أم (الجنوب العربي) أم (دولة حضرموت) أم غيرها ؟ وعندما يقول أحدهم هو الجنوب ولنترك التسمية النهائية إلى بعد الاستقلال لشعب الجنوب تنهال عليه الاتهامات و ..... تتواصل المعركة . 2- هل عدونا من يصنع بشكل دائم الإشاعات والأكاذيب عبر الفيس والواتس أم أننا نستلم الكثير منها من بين أوساطنا ومن أكثر المقربين وأكثر المناضلين وأكثر أهل الثقة ؟! أليس نحن أبطال النسخ واللصق والتمرير بدون أن نعطي أنفسنا أي فرصة للتفكير .. كم هو أمر كهذا خطير ؟! وتشاهد فقط : منقووول ، عاااجل ، كما ورد ، هل هذا صحيح ؟ ، و .... الخ . 3 – لماذا لا نترك الشرعية وأبطال المقاومة والحراك المتوافقين معهم ، يعملون ؟ أليس لهم علاقات مع التحالف تخدم الجنوب ؟ لماذا نصر على اتهامهم وعرقلتهم وكأننا أوصياء عليهم ؟! بينما المنطق ألا نعمل ذلك وعلينا تركهم يعملون ولاحقاً نحكم على النتائج . لماذا نصر على خسارة حلفائنا على أساس أنهم يجب أن يأتمروا بأمرنا ؟ !.. فلنتركهم يعملون فلديهم ما يكفي من المشاكل فلا نكون ضمن مشاكلهم . 4 – سنوات وسنوات طويلة والعمل جاري باسم الحراك الجنوبي وحالياً يضاف المقاومة الجنوبية .. فهل توحدنا ؟؟ هل توقفنا عن التشتت والفرقة ؟ ما دخل عدونا هنا ؟ ما دخل عدونا في أن قوى الاستقلال في الداخل لم تنجح في توحيد صفوفها أو حتى الجلوس معاً للتشاور ؟ ما دخل عدونا أن ( قياداتنا ) في الخارج تجتمع منذ فترة طويلة جداً في أبو ظبي فاستبشرنا خيراً ولكن إلى الآن لا نتيجة واضحة أو حتى تلميح أن هناك نتيجة قادمة !!؟ ما دخل عدونا سوى أن علي عبدالله صالح قال قبل سنوات بالحرف (أتحدى الجنوبيين أن يجلسوا إلى طاولة واحدة) ، وماذا نعمل نحن ؟ .. ننفذ وصيته !!. 5 – نمارس في أوساطنا أقصى درجات البحث عن عداوة واختلاف وبهذا نسهل مأمورية عدونا .. ولهذا (نتجاوب) معه في تبادل اتهامات وترويج إشاعات ليس لها أدلة واضحة لمجرد إيجاد عداوة داخلية ونبالغ في التعميم عند الاتهامات وهات يا كلام فارغ : (احذروا الإصلاح !، وانتبهوا من المؤتمر !، واركلوا الاشتراكي !، ومصيبتنا هم الطغمة !، والمأساة هم الزمرة !، وهذا حراك إيران !، وهذا عميل سعودي !، وهذا عرب 48 !، وهذا وهابي !، وهذا قاعدة !، وهذا داعشي ! و... و ... !! وهات يا تنزيل قوائم بأسماء الخونة والفاسدين ، وكل واحد (يعصد من عنده ) . علينا أن نشيع روح المحبة باعتبارنا كلنا جنوبيين ممن تعود هوياتهم لما قبل عام 1990 م مهما اختلفت آراؤنا ولنترك السلطات المعنية تلاحق من هم خارجين عن القانون . الخلاصة : لقد عبثنا كثيراً بأنفسنا وقضيتنا وشعبنا.. فلنتوقف عن ذلك الآن . إننا نرى بشائر خير قادمة ، فلنعطها فرصة تنمو وتترعرع وتكبر ، فهذا لصالحنا جميعاً .. لا نرهب أنفسنا بأنفسنا ونشيع الإحباط في صفوف شعبنا ولنتذكر أننا انتصرنا في أصعب ظروف الحرب وصواريخ مليشيات الإرهاب تدك مدننا .. وسننتصر في القادم ، والدحابشة لن يعودوا أبداً ، فبفضل الله وعزيمة شعبنا والتحالف والشرعية والمقاومة والحراك انتهوا والى الأبد .. وأننا نرى الجنوب المستقل قادم ، جنوب دولة النظام والقانون والسلام ولكن لا نستعجل وصوله . وكلنا يعلم أن أكثر من عشرين عاماً من تدمير الجنوب في كل المجالات من قبل الاحتلال سيحتاج إلى وقت لإصلاح الأوضاع . وأننا نرى الأمور تسير من أحسن إلى أحسن برغم كل الصعوبات الآنية حالياً .. ولنتذكر أن ليس كل جنوبي هو ملاك أو محب للجنوب .. فالنفس أمارة بالسوء ولكن الحق هو من ينتصر في الأخير .. والجنوب على حق .