من بين مخالب الطاغوت انبرى الرجال وقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من القهر والهزيمة .ثار رجال الجنوب وثارت معهم الأرض والسهل والبحر والجبل فتلملمت المقاومة وتشكلت المقاومة الجنوبية التي استعادت الأرض بعد أن أحدث تتار العصر خراب في الشوارع والنفوس .. تحررت الأرض وبقت الرجال بلا رواتب ومن هنا ظهرت مجاميع الإصلاح واذرع عفاش لإعادة تدوير المقاومة واستنساخها برجال كانوا أثناء الحرب في مقدمة الصفوف والبعض منهم في المؤخرة غير أن مايجمعهم اليوم هي حالة الفقر والشلل الاقتصادي والركود الاجتماعي الذي أعقب الانتصارات. من هنا أغدقت بعض رجالات الإصلاح الاموال لبعض القادة الميدانيين من أجل إعادة هيمنتهم على الجنوب من الباب الخلفي تحقيقا للسبب الرئيس الذي تأسس من اجلة حزب الإصلاح . قد يظن البعض أن العداء الظاهر بين العفاشيين والاصلاحيين والحوثيين هو عداء عقائدي صرف كلا ياسادة فالعداء بينهم يتقاطع مع الكثير من المصالح المشتركة التي تجمعهم وعادة مايتلاشى هذا العداء عندما يتعلق الأمر بالجنوب ومن هنا استحالت على كثير من المحللين إشكالية فهم العلاقة بينهما ومن أجل فهم هذا الأمر يجب أن نرجع قليلا إلى الوراء إلى عام 90 تحديدا لندرك جيدا مايدور حولنا الآن من عمليات امنية وفوضى مفتعلة واغتيالات تصب في مصلحة الإصلاحيين والحوثيين والعفاشيين كلنا يعلم أن حزب الإصلاح تأسس بطلب من الرئيس المخلوع عفاش من أجل الالتفاف على أي اتفاق يلتزم بة أمام الحزب الاشتراكي الذي وقع اتفاقية الوحدة مع الشمال كأسؤ وحدة عرفتها البشرية كي يظهر بمظهر المعارض لتمرير مشروعهم الخبيث للسيطرة على الجنوب .. إن هذا الاتفاق ماكان لينتهي بمجرد اختلافهم على السلطة فكل الأحداث التي تلت عملية إسقاط صنعاء من قبل الحوثيين خلقت لدى كل هولاء هاجسا وخوفا من انسلاخ المناطق الجنوبية من تحت الهيمنة الزيدية وإعلان دولتة المستقلة .. لذلك ارسل الحوثيون والعفاشيون ربيبهم وابنهم البار علي البخيتي إلى الرياض لإيصال رسالة الحوثيين والعفاشيين إلى الإصلاحيين وإظهارة بمظهر المعارض لسياساتهم مشددين في رسالتهم بضرورة التلاحم والتوحد والوقوف صفا واحد تجاة الجنوب والقضية الجنوبية لأنهم جميعا يدركون أن فك ارتباط الجنوب يعني خسارة كثير من المليارات ومنابع وأبار النفط ومناجم الذهب .. ولذلك نرى أن زيارة على البخيتي قد أتت أكلها وأثمرت عن استئناف عمليات الاغتيالات للقادة الجنوبيين و التي استخدموها في فترة التسعينات من أجل القضاء على قادة الصف الأول من الجنوبيين وخلق جنوب هش يمكن تطويعة في أي لحظة خصوصا بعدما تعرى حزب الإصلاح تماما في هذة الحرب وظهر جلدة الناعم الموالي للحوثيين ... مستغلين حالة الفراغ الأمني وانعدام السيولة وانقطاع الرواتب لشراء ذمم بعض ضعاف النفوس ولذلك على السلطة الشرعية سرعة إيجاد موارد مالية لتسيير شوؤن المناطق المحررة وتوظيف رجال المقاومة وصرف الرواتب حتى تقطع دابر الإصلاحيين والعفاشيين لأن حالة العداء الوهمي المنتشرة بينهم قد أصبحت بادية للعيان في ظل عدم استهداف أي إصلاحي بالجنوب ومن بينهم الاصلاحي حمود المخلافي قائد المقاومة التعزية الذي يتجول في كل مناطق عدن بينما لايستطيع محافظ عدن الخروج لزيارة مدينة المنصورة أو الشيخ عثمان ومن ناحية أخرى يجب على القيادة الشرعية أن تسرع في تشكيل حزام أمني من المقاومة الجنوبية وتسيير دوريات ليلية وإعادة تفعيل وظائف الشرط وإدارة البحث الجنائي وفرض خطة أمنية شيئا فشيئا مع زرع رجالا للتحري في الأسواق وان يكون كل ذلك تحت إدارة جنوبية مخلصة ... فالأمن مرتبط بالكفاف. . حتى يأمن الجنوب من الخوف ومن الجوع